مدرسة الشهيدة آفيستا ملجأ ومدرسة للطلاب النازحين من الشهباء
في خضم المقاومة يواصل الأطفال في قاعات مدرسة الشهيدة آفيستا بمدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة، تعليمهم على الرغم من أن المدرسة تحولت إلى ملجئ للمهجرين من مدينة الشهباء، ليحولوا بذلك كل زاوية من المدرسة أو أي مكان يجلسون فيه إلى مساحة تعليمية.

بيريفان إيناتجي
الحسكة ـ بعد أن هاجمت هيئة تحرير الشام الجهادية مدينة حلب انطلاقاً من إدلب، وهاجم الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها مدينتي الشهباء وتل رفعت بمقاطعة الفرات، التي تحتض آلاف من مهجري عفرين بعد احتلال مدينتهم منذ سنوات.
بحسب بيانات رسمية هاجر قسرا 120ألف شخص من أهالي مدينتي عفرين وتل رفعت إلى مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية الآمنة في إقليم شمال وشرق سوريا كالرقة والحسكة والمناطق التابعة لها، بعد هجوم مرتزقة الاحتلال التركي على المنطقة، والتي تركت تداعيات وعواقب كبيرة على النازحين من تلك المناطق خاصة الأطفال اللذين حرموا من إكمال تعليمهم، حيث تعطلت مسيرتهم التعليمية ولم يتمكن بعضهم من مواصلة الدراسة، وبحسب الإحصائيات فقد هاجر قسرا 14ألف و304 طالب من أبناء الشهباء من مدنهم، ولا يزال الكثير منهم غير قادرين على مواصلة تعليمهم.
واستقرت العديد من العائلات المهجرة في المنازل لكن البعض الأخر لا يزالون في المدارس، من بينها مدرسة الشهيدة آفيستا في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة، والتي أصبحت ملجأً للمهجرين ومكاناً لتعليم الطلاب.
وأصبحت مدرسة الشهيدة آفيستا مكاناً تقيم فيها بعض العائلات النازحة من مدينة الشهباء، وفي بعض الفصول الدراسية يقوم الطلاب والمعلمون بالتدريس حيث أن المدرسة تضم 17 فصلاً دراسياً وتوفر التعليم من الصف الأول إلى الصف الحادي عشر، ونظراً لعدم وجود الكثير من الصفوف، فإن عدد من الطلاب يعقدون دروسهم في زاوية من ساحة المدرسة، ورغم الصعوبات التي يوجهونها، فإن الأجيال التي تشكل مستقبل الثورة النسائية من خلال تعليمهم الحالي يستمتعون باهتمام إلى دروسهم.
وتستمر الحياة اليومية في الصفوف الأخرى داخل المدرسة، حيث استقرت 15عائلة من النازحين وتستيقظ الأمهات وتقمن بأعمالهن اليومية وتتناوبن على إعداد الطعام على الموقد الموجود في أروقة المدرسة، وهكذا وبشكل يومي تتكاتف المهجرات من الشهباء وتتحملن أعباء الحياة معاً، في الوقت الذي يلعب فيه الأطفال في ساحة المدرسة.
ورغم جميع العراقيل والتحديات هو الحال في العديد من جوانب الحياة الأخرى يواصل الأطفال تعليمهم في خضم المقاومة كما هو الحال بالنسبة للعائلات النازحة في المدرسة، فبتلقيهم للتعليم يقومون بتحويل كل زاوية من المدرسة أو أي مكان يجلسون فيه إلى مساحة تعليمية، وبذلك تصبح مدرسة الشهيدة آفيستا وجهين للمقاومة في مكان واحد، الأمر الذي يؤكد أن الأعوام الثلاثة عشر من الثورة النسائية والتي اتسمت بالمقاومة بكل الطرق مليئة بأمثلة من هذا القبيل.