حنان حارت

المغرب ـ عقدت منظمة النساء الاتحاديات لقاء إعلامي في العاصمة الرباط بالمغرب، مساء أمس الخميس 25 نيسان/أبريل، حول النساء والإعلام.

على هامش اللقاء الصحفي، قالت الكاتبة حنان رحاب إن المغربيات تتواجدن اليوم في حالة "استغلال ممنهج" على المستوى الإعلامي، مشيرةً إلى أن العديد من البرامج المنتجة على المستوى الرقمي تكرس لواقع نسائي غير صحيح، لافتة إلى أنها تحاول جعل الواقع النسائي المغربي واقع هامشي بشكل كبير.

وأبرزت أن بعض البرامج المنتجة على المستوى الإلكتروني غالباً ما تتحدث عن النساء وتربطهن بالدعارة والشعوذة والعمل الجنسي والتسول وغير ذلك "الأمر يتعدى إنتاج مواد إعلامية مكتوبة أو مرئية أو مسموعة؛ فالأمر أصبح أكثر خطورة من خلال البرامج التي تتوفر على خاصية المباشر"، مضيفة "هذه البرامج التي تتوفر على خاصية المباشر لا يتحرى فيها الصحفي دقة ما يقدمه للمشاهد/ة من معلومات وإفادات، وحتى عندما يتلقى تلك الإفادات والمعلومات لا يتم التدقيق فيها أو التحقق منها أو معالجتها عبر مختصين".

وأشارت حنان رحاب إلى أن عدداً من البرامج المباشرة سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المنصات الإلكترونية التابعة للإذاعات الخاصة وغيرها تمعن في الاستغلال الإعلامي للنساء بحثاً عن ذروة الاستماع وعن نقرات إضافية، وبالتالي تم تحويل النساء إلى تجارة، ما يجعلنا اليوم أمام حالة الاتجار بالبشر إعلامياً.

 

 

من جهتها قالت الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المراني، إن الصورة النمطية للمرأة في الإعلام المغربي لم يعد مسموح بتمريرها وبثها عبر كافة وسائل الإعلام السمعية البصرية المكتوبة والإلكترونية بالنظر لأهمية أولاً الإعلام، وأهميته على المستوى الداخلي والتنشئة الاجتماعية، وثانياً أهميته للمجتمع والتطورات التي يعرفها، وأيضاً على صورة المغرب في الخارج.

ولفتت إلى أن المغرب خطى خطوات جداً مهمة على المستوى التشريعي والقانوني والمؤسساتي وعلى مستوى الآليات التي وضعها من أجل النهوض بواقع المرأة، مضيفةً "الأصوات الحقوقية تنادي بالمناصفة وتحصيل حقوق النساء، لكن للأسف نلاحظ أن جزء من الإعلام المغربي لم يواكب بعد التطورات، ولا زال يروج ويبث مضامين إعلامية تضر بصورة النساء وتتاجر بقضاياهن".

وشددت على ضرورة التصدي لهذه الآفة والصور النمطية "بإمكاننا إعادة النظر في هذه الصورة النمطية لأنها ليست فقط مسؤولية الإعلاميين، ولكن مسؤولية جميع الناشطين والمعنيين والمنتجين والصحفيين والفنانين والمثقفين، الكل اليوم ملقى على عاتقه مسؤولية محاربة تلك الصور النمطية".

وقالت إنه اليوم توجد آلية قانونية مهمة للتصدي لتلك الصور النمطية "هناك قانون منظم للإعلام السمعي البصري يتيح الفرصة لكل مواطن بغض النظر على موقعه وعلى مكانته في المجتمع تقديم شكوى في حال لاحظ بأن هناك صورة أو إساءة إعلامية للمرأة".

وأكدت أسماء المراني على ضرورة التوعية في البرامج التعليمية "يتعين على الوسائط الاجتماعية لعب دورها من أجل محاربة هذه الصورة النمطية لأنها لا تواكب تطورات المجتمع لأن مناهضتها يخص الرقي بحقوق النساء".