"لنختار الديمقراطية والسلام" حملة نسوية سورية تنطلق غداً
يستعد كل من مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا لإطلاق حملة نسوية سورية يوم غد الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر، تحت شعار "لنختار الديمقراطية والسلام"، بهدف توحيد الأصوات النسائية وإيصالها إلى العالم بأسره.

شيرين محمد
قامشلو ـ في لحظة فارقة من تاريخ سوريا، تتأهب منظمات نسوية بارزة لإطلاق حملة وطنية تهدف إلى توحيد صوت النساء السوريات وإيصال مطالبهن إلى العالم.
سيشهد يوم غد الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر، إعلاناً مشتركاً من قبل مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا في إقليم شمال وشرق سوريا، إيذاناً بانطلاق حملة نسوية شاملة تحمل شعار "لنختار الديمقراطية والسلام".
هذه الحملة ليست مجرد نشاط عابر، بل هي ثمرة جهود نسوية متواصلة بدأت منذ انعقاد الكونفرانس العام للنساء السوريات في مدينة الحسكة في 20 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث اجتمعت نساء من مختلف المناطق لمناقشة مستقبل المرأة السورية، والمطالبة بسوريا لا مركزية تضمن العدالة والمساواة لجميع مكوناتها.
وعن هذه الحملة قالت عضوة لجنة العلاقات السياسية الديمقراطية في مؤتمر ستار روكن أحمد لوكالتنا، أن الإعلان عنها سيكون عبر بيان مشترك بين الجهتين المنظمتين، مشيرةً إلى أن الحملة كانت من أبرز قرارات الكونفرانس النسوي، الذي اختتم أعماله بجملة من التوصيات أبرزها إطلاق حملة نسوية مشتركة تناقش قضايا المرأة السورية وتدعو إلى نظام ديمقراطي لا مركزي.
وتحت شعار "لنختار الديمقراطية والسلام"، تنطلق هذه الحملة في توقيت رمزي يتزامن مع الذكرى السابعة لاستشهاد هفرين خلف التي ناضلت من أجل حرية المرأة والسلام في سوريا، وبحسب روكن أحمد فإن اختيار هذا التوقيت يحمل رسالة واضحة وهي أن "مصير سوريا اليوم بيد شعبها، ونداء النساء يجب أن يكون موحداً في هذه المرحلة الحساسة".
وتحدثت عن واقع المرأة السورية مشيرة إلى أن التهميش الذي تعانيه النساء ليس بجديد، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الإقصاء "ما يحدث اليوم في سوريا ما هو إلا تهميش لكافة المكونات على رأسها النساء اللواتي عانين من التهميش على مر التاريخ"، لافتةً إلى أن الحملة تمثل دعوة مفتوحة لكل النساء السوريات للانضمام والمشاركة، من أجل بناء وطن يحترم التنوع ويضمن الكرامة والحرية للجميع، خاصة بعد 13 عاماً من الثورة السورية "الشعب السوري يستحق العيش بحرية وكرامة وخاصة بعد أكثر من 13 عام من الثورة السورية لذا يجب أن نوحد اصواتنا وننقذ سوريا من الدمار بمطالبتنا بنظام لا مركزي يحفظ حقوق كافة المكونات، فتضحياتنا كسوريين يجب ألا تذهب سداً".
وأضافت "يجب أن نقف أمام هذا التهميش الذي يمارس بحق السوريين بشكل عام، وألا نقبل بنظام تحت راية ولون ولغة واحدة على أرض عرفت بتنوعها، علينا أن نصل بأصواتنا للعالم أجمع، لكي لا يعاد ما عشناه تحت ظل نظام البعث".
وأشارت إلى أن الحملة ستستمر لمدة شهر كامل، وستتضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات، أبرزها نشر بيان نسوي يحمل أصوات النساء السوريات، وتنظيم محاضرات وندوات حوارية في مختلف المناطق السورية، وفي الشرق الأوسط وأوروبا، كما ستعقد اجتماعات عبر تطبيق "زوم"، وستجمع نتائج هذه اللقاءات في رسالة واحدة ترسل إلى الجهات المعنية ويعلن عنها في اليوم الأخير عبر وسائل الإعلام.
ومن بين أهداف الحملة أيضاً تسليط الضوء على النساء المعتقلات، واللواتي تتعرضن للعنف، واللاتي لا تزال أصواتهن مغيبة، وستُنشر مقابلات ورسائل توثق مقاومة المرأة السورية، وتستلهم من تجارب نساء مناضلات حول العالم.
واختتمت عضوة لجنة العلاقات السياسية الديمقراطية في مؤتمر ستار روكن أحمد حديثها بالتأكيد على أن الانتخابات الأخيرة في العاصمة السورية لم تشمل جميع النساء، إذ شاركت فقط ست نساء على مستوى البلاد، ما يعكس حجم التهميش السياسي، ومن هنا ترى أن هذه الحملة تمثل خطوة ضرورية لتغيير هذا الواقع، ولإيصال صوت المرأة السورية إلى العالم، والمطالبة بنظام يضمن العدالة والمساواة للجميع.