'لن نشارك في انتخابات تختم بدماء أبنائنا'
أكدت نساء مدينة طهران أنهن لن تشاركن في الانتخابات ولن تضعن ختم الموافقة على دماء الشعب بعد أن ارتكبت السلطات كافة أشكال القمع بحق أبناء شعبه.
افروز رادمنش
طهران ـ في استطلاع أجراه موقع "خبر أونلاين" أكد فيه أن 58% من الشعب الإيراني لن يشاركوا بالانتخابات بسبب ممارسات السلطات القمعية التي أهدرت دماء الأبرياء لمدة 45 عاماً.
تقول (بونه. ك) البالغة من العمر 61 عاماً من سكان مدينة طهران "كان عمي وأبي ناشطين سياسيين قبل الثورة ضحوا بحياتهم من أجل الحرية وتم إعدامهم على يد السافاك (منظمة المخابرات والأمن القومي) في عهد بهلوي، وبعد ثورة 1957 أصبح الوضع أكثر قتامة مما كان عليه في الماضي حيث لم يسمح الملالي لأي قوة بالعمل، حتى أنا ورفاقي تعرضنا للتهديد مرات عديدة وذقنا سجونهم وعذابهم".
وأوضحت أن السلطات الإيرانية تقتل الأطفال منذ سنوات "شوارعنا تفوح منها رائحة دماء الذين قتلوا قبل ثورة 1979 أو بعدها"، مؤكدةً أنه يجب أن "نواصل طريقهم بالالتزام لأن هذا النضال مستمر من أجلنا، فكيف يمكننا أن نضع ختم الموافقة على دماء الشعب لتطهير حكومتهم".
وأشارت إلى أن هناك عدد محدد من المستفيدين في الهياكل الحكومية، ويشكلون نسبة ضئيلة جداً من المجتمع، ويتم استغلالهم في أيام المسيرات أو قمع المتظاهرين في الشارع "إنهم جزء من الناس في الانتخابات الذين يبحثون فقط عن مصالحهم الخاصة، والقسم الآخر هو الموظفون الحكوميون الذين يجبرون على المشاركة في الانتخابات من قبل قوات الأمن والمؤسسات المرتبطة بها".
من جانبها أكدت (مارال. ك) ذات 38 عاماً موظفة في مكتب محاماة أن الأمن اتصل بهم وأخبروهم أنه يجب عليهم الحضور لإجراء الانتخابات، على الرغم من أن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور قال إن التصويت ليس إلزامياً ولا توجد عقوبة مقررة عليه، ولكن عندما يتصل الأمن ويقول ذلك فهذا يعني أنه عليك التصويت لأنك تعمل في منظمة حكومية".
أما (سوزان. إ) البالغة من العمر 22 عاماً معلمة غير رسمية في إحدى المدارس شرقي طهران أوضحت أنه" أخبرتنا مديرة المدرسة أن شهادات ميلادنا يجب أن تكون مختومة، لأنه في وقت لاحق إذا أرادوا جعلنا رسميين سوف ينظرون إلى شهادة الميلاد، وهذا من أهم العوامل في إعطائنا الطابع الرسمي".
وأشارت إلى أن الأمر نفسه كان بالنسبة لاختبار التوظيف والالتزام بالنظام والمشاركة في الانتخابات والتي تعد من أهم قضاياهم، ومن ناحية أخرى تشعر العائلات بالقلق بشأن مستقبل أبنائهم وتقول إنه في بلد لا توجد فيه ثغرة لا ينبغي تفويت هذه الفرص الصغيرة، مؤكدةً أنها كمعلمة غير رسمية تشعر بضغوطات الحكومة عليها "إما أن نقبل هذا القمع كما هو ونعيد إنتاج هذه الدورة لأطفالنا، أو يجب أن أكون قدوة لأطفالي".
وأكدت أن الطلاب الذين يتعلمون يمكنهم تغيير المستقبل "على الرغم من أنني أعرف أن الأمر سينتهي بشكل سيئ للغاية بالنسبة لي، ولكن لن أضع ختم الموافقة على دماء أصدقائنا وأبنائنا، ولن أشارك في هذه الانتخابات"، مشيرةً إلى أن السلطات حتى الأن تقوم بممارسات لمضايقة المعلمين "رغم جميع الظروف الذي نمر بها سنواصل إضراباتنا ونضالاتنا بدلاً من الخوف والسعي وراء الربح، ومن الأفضل أن نكون قدوة للطلاب فإذا لم نتمكن من تغيير الوضع الأن فكيف يمكننا أن نكون مسؤولين عن أطفالنا في المستقبل".