لبنان... أوامر الأخلاء والقصف تجبر أكثر من 842 ألف شخص على النزوح

أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" عن ارتفاع عدد الذين نزحوا بسبب الحرب المستمرة إلى أكثر من 842 ألف شخص.

مركز الأخبار ـ تسببت الحرب المستمرة على لبنان بين القوات الإسرائيلية وحزب الله بمقتل قرابة 3 ألف شخص، فضلاً عن إصابة 13 ألف أخرين، بينهم أطفال ونساء.

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في لبنان أمس الجمعة الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، أمس إن قرابة 50 ألف شخص غادروا مدينة بعلبك في شرق لبنان في غضون أيام، بعد أوامر إخلاء جديدة أصدرتها القوات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن النازحين توجهوا إلى مناطق في شمال وادي البقاع.

ولفت المتحدث باسم المكتب إلى زيادة حالات النزوح بشكل كبير ليصل إلى أكثر من 842 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الفتيات والنساء بعد أوامر الإخلاء المستمرة التي تصدرها القوات الإسرائيلية والقصف المتواصل   والتي أجبرت آلاف المدنيين على الهرب من منازلهم.

من جانبها قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إنه تم التحقق من وقوع 55 هجوم على مراكز الرعاية الصحية، لكن وزارة الصحة في لبنان أكدت أن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، بعد مقتل وإصابة العديد من العاملين.

وتعاني أنظمة الرعاية الصحية وفق المتحدثة من الضغط الشديد خاصة بعد اشتداد القصف وإرهاق العاملين والنازحين، مشيرةً إلى أنهم لا زالوا مستمرين في خسارة العاملين الصحيين في الوقت التي تشتد فيه الحاجة إليهم "نؤكد مراراً وتكراراً أن الرعاية الصحية يجب ألا تُستهدف والعاملون الصحيون ليسوا أهدافا".

بدوره أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن أكثر من 11 ألف امرأة حامل تأثرت بالقصف المستمر، لافتاً إلى  أنه من المرجح أن تلد قرابة 1.300 امرأة حامل في غضون الشهر المقبل، مع تدمير ما يقدر بنحو ربع البنية التحتية للبلاد، محذراً من أن النظام الصحي كان منهكاً قبل الحرب ووصل حد الهاوية، بعد إغلاق قرابة 100 مركز للرعاية ومستوصف وعدد من المشافي.

 

الغارات ألحقت دماراً بدور العباد

من جانبها أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عن قلقها البالغ إزاء التأثير الخطير للقصف المستمر على المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان، بما في ذلك تدمير المباني المخصصة للعبادة والمخاطر التي تتعرض لها مواقع أخرى ذات أهمية ثقافية وتاريخية.

وأوضح أن القصف والغارات المستمرة ألحقت أضراراً ودمرت قرابة 10 مباني مخصصة للعبادة، لافتةً إلى أنه  خلال الإيام القليلة الماضية طالت الهجمات مناطق قريبة من المواقع الاثرية في بعلبك في وادي البقاع بشكل خطير من بينها مجمع المعبد القديم الذي أدرجته اليونسكو على قائمة التراث العالمي.

وأكدت أن إلحاق الضرر بأماكن العبادة أو تدميرها يؤثر على التمتع بالحق في حرية التدين، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن حماية التراث الثقافي، بما في ذلك المواقع الدينية، لافتةً إلى أن تدمير التراث الثقافي يستنزف الهوية التاريخية والثقافية للمجتمعات التي يمثلها.