حرائق الغابات في آمد... عشرات الهكتارات من الأراضي تتحول إلى رماد
ذكرت أوزلم يايليك، إحدى نساء قرية كوم، أنهم تمكنوا من النجاة صدفةً، بينما تحولت الأشجار إلى رماد إثر الحريق الذي اندلع في الغابات، وأنه تم التدخل في الحريق في وقت متأخر جدا.
مدينة مامد أوغلو
أمد ـ يواصل الجنود الأتراك حرق الغابات في العديد من مدن شمال كردستان، بحجة الاشتباكات، وكان آخرها الحريق الذي اندلع في منطقة ليجى بمدينة آمد صباح أمس الأحد 13 آب/أغسطس لمدة يوم كامل، وتحولت عشرات الهكتارات من الأراضي إلى رماد إثر النيران التي اندلعت في كل من قرى كوم وانتاخ وباميتني، كما لم يعرف سبب الحريق الذي لم يتم التدخل فيه جواً.
تم إخماد الحريق الذي استمر طوال اليوم من قبل القرويين، ولم يعد منزلان في الغابة التي تدمرت، مؤهلان للسكن، وهذه المرة الثالثة في هذا الصيف تتعرض فيه نفس المنطقة للحرائق، وأظهر سكان القرية ردود فعلهم على التدخل المتأخر وقالوا إن الحريق لم يصل إلى القرية نتيجة لهبوب الرياح وإنهم تمكنوا من النجاة من هذه الحرائق بالصدفة.
أوزلم يايليك إحدى نساء قرية كوم (كوم إفلري)، ذكرت بأن الحريق وصل إلى المنازل وكانوا في قلق وتوتر طوال اليوم، مضيفةً "حرقت هذه الغابة ثلاثة مرات، كنا نقوم برش المياه على أرجاء المنزل حتى لا تصل النيران إلى عتبة المنزل، ولكن سرعان ما كانت تجف بسبب الحرارة، كنا نحن والأطفال خائفين بشدة".
وأشارت إلى أنه "لم يكن هناك أي تدخل جوي لإخماد الحريق، وبعد مرور ساعات جاءت سيارة واحدة للإطفاء، هل بإمكان سيارة إطفاء واحدة إخماد كل هذه المساحة الكبيرة من الحرائق؟، كان الحريق يتطلب على الأقل خمس سيارات إطفاء لإخماد تلك النيران، لم يأتي أي أحد إلى هنا لتقديم المساعدة، قمنا بأنفسنا بإخماد الحريق".
وأظهرت أوزلم يايليك رد فعلها على التزام الصمت حيال الحرائق "لا وجود للدولة، يقوم الناس بإخماد هذا الحريق بجهودهم، قضي على المئات من الكائنات الحية في هذه الغابة التي تدمرت".
وتوجهت الناشطة في مجال البيئة كولستان باران إلى القرية التي اندلع فيها الحريق للقيام بالكشف والفحص، لافتةً إلى أن سلامة القرويين كانت معرضة للخطر، ولكن لم يتم اتخاذ أي تدابير احتياطية لذلك.
وأكدت بأنه ليس من قبيل الصدفة اندلاع ثلاثة حرائق في نفس المنطقة خلال شهر واحد "الحريق الذي اندلع في القرية في الساعة العاشرة صباحاً استمر حتى الثامنة مساءً، قام أهالي القرية بإخماد الحريق بأنفسهم ووسائلهم الخاصة، وذكر القرويين بأن فريق الإطفاء الذي قدم إلى القرية قام برش المياه على الأماكن المحترقة، ولهذا السبب توسعت النيران وتقدمت إلى هذا الحد، كما وكان التدخل المتأخر في هذه الحرائق من إحدى مسببات تقدمه، إن اندلاع النيران في هذه المنطقة ثلاث مرات خلال شهر واحد يوصل بالأمر لأبعاد مختلفة تماماً، إن هذه ليست سوى عمليات لتهجير السكان وإخراجهم من أراضيهم، لأي حد ستستمر هذه الممارسات؟ هناك سياسات جدية تنفذ تجاه هذه المناطق".
وأكدت كولستان باران على الحاجة الملحة إلى نضال منظم شامل ضد السياسة الحالية "سيستمر نضالنا ضد هذه الذهنية، فإذا كان هناك شجرة تحترق في أي مكان لا تقع مسؤوليتها على عاتق سكان تلك المنطقة فحسب، بل يجب اعتبارها مسؤولية إنسانية، إن هذه الأراضي هي مستقبلنا ومن أجل تحقيق هذا نحتاج إلى النضال المنظم".