زهور المشرقي

 تونس ـ احتفاءً بالعيد الوطني للمرأة التونسية الذي يصادف الـ 13 من آب/أغسطس من كل عام، أصدر مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف) الطبعة الثانية والمُحيّنة من المحمل الموسوعي "موسوعة النّساء التّونسيات مائة امرأة وامرأة"، الذي يضم أكثر من مائة امرأة تونسية تركت بصمة في تاريخ النضال النسوي دفاعاً عن حقوق النساء.

أضيف للطبعة المُحينة من الموسوعة 21 امرأة من الرائدات الفاعلات في مجالات مُتنوعة تتراوح بين العلم والثّقافة والفنّ والنّضال والالتزام والإعلام والتربية والعمل الخيري.

وقالت المديرة العامة للكريديف ثريا بالكاهية لوكالتنا أن هذا الاصدار هو مواصلة للجهد التوثيقي للكريديف لحفظ الذاكرة النسائية وتوفير مرجع علمي متميز يوضع للباحثين/ات والعموم بهدف إثراء المشهد الفكري والأكاديمي وتثمين الأدوار الريادية للمنارات النّسائية التّونسية على امتداد الحقب التاريخية المتعاقبة.

وأوضحت بأن الموسوعة التي نشرت عام 2020 لأول مرة ضمت 101 امرأة، وارتأى الكريديف بعد عامين من الإصدار  أن هناك نساء ناضلن وكافحن تستحقن أن تكن ضمن تلك الذاكرة أو الموسوعة حيث تمت إضافة 21 امرأة مع إصلاح بعض الأخطاء التي وردت في الجزء الأول، لافتةً إلى إنه تم التركيز على المناضلات اللواتي برزن في الحركة الوطنية وشاركن في النضال المسلح ضد الاستعمار الفرنسي وهن كن الأجدر بهذا التكريم عبر الموسوعة.

وأكدت أن الموسوعة حاولت إبراز هذه النضالات التي لم تذكرها مصادر أخرى ولم تتطرق لهن أي وسيلة، مشيرة إلى أن هذا الأثر فخر للتونسيات ويوثق الذاكرة النسوية، قائلة إن الإرث الوثائقي الموجود يخول تثمين مكانة المرأة التونسية عبر الحقبات الزمنية.

وعن أهمية اليوم الوطني للمرأة بالنسبة للتونسيات، قالت ثريا بالكاهية في 13 آب/أغسطس عام 1956، أُصدرت مجلة الأحوال الشخصية وكانت نتيجة مسار لنضالات انطلقت منذ القرن الـ 19، بجهود العديد من المناضلات اللواتي ساهمن في تغيير التاريخ ببذل الكثير من النضال والتحدي والقوة، مبينة إن نضال تلك النساء كان بطريقتين، أولها ضد الفكر الذكوري الأبوي ونضال من أجل الأفكار التحررية خاصة في القرن الـ 19 وبداية قرن الـ20.

ويشار إلى أن هذه الموسوعة هي نتيجة جهد ساهم في إنجازه لجنة تتكون من أساتذة جامعيون/ات من مُختلف الاختصاصات والمجالات وذوي كفاءة على الصعيدين الوطني والعالمي.