في اليوم الدولي للتضامن مع فلسطين... لبنانيات تطالبن بحماية النساء والأطفال
طالبت جمعيات مدنية وائتلافات نسوية لبنانية برفع الحصار عن الفلسطينيين/ات في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية والسماح بإجلاء الجرحى، وضرورة توفير الحماية للأهالي.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ وصفت النشاطات والحقوقيات ما يحدث في فلسطين بـ "حملة إبادة جماعية"، مطالبات بوقف الحرب الدائرة وضمان حماية المدنيين وتوفير حماية خاصة للنساء والأطفال استناداً للقانون الدولي الإنساني.
نظمت جمعيات مدنية وائتلافات وشبكات عربية ومنها التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني، وجمعية النجدة الاجتماعية ومنظمة كفى والاتحاد اللبناني للمعوقين، وقفة احتجاجية أمس الأربعاء 29 تشرين الثاني/نوفمبر، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أمام مبنى الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، تزامناً مع وقفات مشابهة شهدتها دول عدة منها تونس ومصر والعراق والأردن والمغرب والجزائر وليبيا.
ويتم في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، تنظيم أنشطة متنوعة في مختلف أنحاء العالم، للتضامن مع الشعب الفلسطيني بناءً على قرار الجمعية العامة الذي صدر عام 1977، للفت انتباه المجتمع الدولي وتسليط الضوء على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ولم تحل على الرغم من مرور عشرات السنين وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة وحق الفلسطينيين/ات بالعودة إلى ديارهم.
وعلى هامش الاحتجاج أدانت الناشطة النسوية ومديرة منظمة كفى زويا جريديني روحانا، ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في فلسطين، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جدية للانتقال من مرحلة الهدنة الإنسانية التي لا تزال مستمرة في يومها السابع على التوالي، إلى مرحلة وقف الحرب الدائرة نهائياً "على الأمم المتحدة القيام بمسؤولياتها وحماية النساء والأطفال خاصة في المناطق المتضررة، ونطالب المنظمات الدولية الحقوقية بعدم اعتماد معايير مزدوجة في دعم الشعوب".
من جانبها قالت الناشطة النسوية وعضوة التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني مها نمور "نحن في التجمع النسائي الديمقراطي نناصر جميع قضايا النساء ونسعى لحمايتهن من العنف، وما شاهدناه من هجمات على غزة، يمكن وصفها بإبادة جماعية للنساء والأطفال خاصةً، فقد تعرضوا للعنف والتهجير والقتل عن عمد، ونحن كنساء مناضلات في التجمع النسائي نتبنى حقوق الإنسان كافة، وسائر الاتفاقيات الدولية التي تناهض العنف ضد النساء".
وأوضحت "سنظل ندعم النساء في غزة اللواتي تصدرن حملة الـ 16 يوماً العالمية المناهضة للعنف ضد المرأة، فالفلسطينيات أكثر من تعرضن للعنف الممنهج في الآونة الأخيرة، وبالتأكيد سنتابع نضالنا برفع الظلم والعنف عن النساء في كافة أرجاء العالم وخاصة في فلسطين، من واجبنا رفع صوتنا، على المنظمات الدولية والأمم المتحدة والمحاكم الجنائية مناصرة قضية شعب مظلوم يواجه الاحتلال منذ 75 عام".
بدورها أوضحت مديرة النجدة الاجتماعية ليلى العلي أن "المنظمات النسوية المناهضة للعنف ضد المرأة في فلسطين والعالم العربي، اتفقت على تحويل يوم التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني إلى وقفة تضامنية مع غزة، ولذلك نحن نقف هنا ضد هذا الانحياز السافر مع إسرائيل من قبل بعض قادة الدول الغربية وبعض قادة الدول العربية"، مضيفةً "من هنا نطالب بتطبيق كل القرارات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بفلسطين ووقف هذا العدوان السافر والإبادة الجماعية".
وأوضحت رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين سيلفانا اللقيس أنه "من واجبنا الوقوف مع إخوتنا في فلسطين والسعي لتحقيق مطالبهم، نطالب العالم أجمع بالتدخل لوقف فوري للإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني، وندعو المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على الجرائم المرتكبة، ودعم جهود إعادة الإعمار ليتمكن الأهالي من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كما كانوا من قبل".
والجدير بالذكر أن إسرائيل شنت هجمات برية وجوية وبحرية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي مستخدماً كافة الأسلحة، مستهدفاً البنية التحتية، ما أدى لفقدان الآلاف لحياتهم جلهم من النساء والأطفال، كما شنت حملة اعتقالات بحق الفلسطينيين/ات في الضفة الغربية، وقد شملت صحافيين/ات ونشطاء وناشطات من المجتمع المدني.
في اليوم الـ 54 لبدء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تبادلت حركة حماس وإسرائيل أمس الأربعاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر، الدفعة السادسة من المحتجزين بموجب اتفاق الهدنة الإنسانية الموقعة بين الطرفين، أطلق خلالها سراح 30 معتقل/ـة فلسطيني وهم 15 امرأة و15 طفل من السجون الإسرائيلية، في حين أفرجت حركة حماس عن 12 أسير/ة هم 5 أطفال و7 نساء فجر اليوم، في وقت لا يزال 161 إسرائيلياً محتجزين في القطاع، ليتم صباح اليوم الخميس التوصل لاتفاق تمديد الهدنة ليوم واحد، أي إلى حلول صباح يوم غد.