"فلسطين حكاية ولون"... معرض فني يبرز تاريخ المرأة

"فلسطين حكاية ولون" معرض فني دولي يتحدث عن فلسطين وحضارتها بسرد حكاياتها من الذاكرة البصرية عبر الألوان.

رفيف اسليم

غزة ـ حضرت المرأة الفلسطينية وبقوة في غالبية اللوحات والأعمال التي تمت المشاركة بها في معرض "فلسطين حكاية ولون"، سلطت الفنانات التشكيليات من خلالها على دور المرأة في التاريخ.

افتتحت جمعية مركز غزة للثقافة والفنون، أمس الأربعاء 5 تموز/يوليو، المعرض الفني "فلسطين حكاية ولون" الدولي بنسخته الحادية عشر، بمشاركة 36 فنان/ة تشكيلية من قطاع غزة.

وعن معرض "فلسطين حكاية ولون" الذي يستمر على مدار أربع أيام، تقول فاطمة الزهراء الشرقاوي وهي إحدى القائمات على تنظيمه، أن المعرض أقيم للحديث عن فلسطين وحضارتها عبر اللوحات والألوان، بمشاركة 36 فنان/ة تشكيلية من قطاع غزة وطباعة لوحات أكثر من 25 فنان/ة من عدة دول، مشيرةً إلى أنه تم افتتاح المعرض كذلك في مدينة رام الله، وكذلك في القصر الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان.

وأوضحت أن هذه الافتتاحية "لا تعد النسخة الأولى للمعرض الذي يسعى جمع فنانين/ات من أقطار مختلفة داخل فلسطين وخارجها، لتسليط الضوء على دلالات رمزية وتراثية تؤكد أحقية شعبنا في أرضة وتراثه، متضمنة رسائل تضامن من خلال استخدام كل فنان لأسلوبه الخاص".

وترى أنه من الصعوبات التي يواجها الفن في فلسطين، محاصرة الأعمال الفنية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وعدم السماح بمشاركتها، لذلك سعى المعرض لإبراز تلك الأعمال كي ترى النور في عدة دول، مشيرةً إلى أنه هناك أجيال فنية متعددة مشاركة ومدارس مختلفة منها التصويرية والتعبيرية وغيرها بعضها أعمال أصيلة وأخرى تمت طباعتها في قطاع غزة.

وأكدت على أن المرأة الفلسطينية شريكة النضال والبناء لذلك حضرت وبقوة في غالبية اللوحات والأعمال التي تم تسليط الضوء عليها من قبل الفنانات، لتزيد تلك اللوحات جمالاً وتألقاً ويتم التذكير بأن هذه الأم والمعلمة والشهيدة والمزارعة والإعلامية هي من تبني الوطن.

 

 

من جانبها أوضحت الفنانة التشكيلية أسماء طافش، أن مشاركتها في المعرض جاءت بهدف تسليط الضوء على النكبة الفلسطينية وحق العودة، فالمرأة التي تبرز في لوحتها تبلغ من العمر 75 عاماً هي عمر النكبة الحقيقي، والرموز الأخرى المستخدمة كالكوفية التي تمثل النضال الفلسطيني والسلك الشائك الذي يعبر عن العوائق التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، والمفتاح الذي يرمز لتمسك الفلسطيني بحقه، جميعها توحي للمتأمل بقراءات مختلفة من الحزن والأمل المسيطران على المشهد.

وأشارت إلى أن النكبة بكل معانيها أنثى فهي من تحملت ويلات التشريد وتحمل أعباء الأسرة خلال تلك الفترة، لافتةً إلى أن أعمال الفحم تستغرق وقت أكبر نظراً لدقة التفاصيل بالرغم من بساطة الأدوات المستخدمة والتي غالباً ما يتم اللجوء لها نظراً لندرة توفر المواد الخام وغياب الدعم، إلا أنه على الرغم من ذلك ما زالت الفنانات الفلسطينيات ترسمن للتعبير عن بلادهن وإيصال مختلف القضايا عبر الفن.

 

 

بينما اختارت نهيل زيدية، وجه المرأة الفلسطينية وملامحها الأصيلة التي تمثل الأمان للوطن والمجتمع للمشاركة في المعرض، لافتةً إلى أن الفن التشكيلي لغة صامتة قادرة على إيصال الرسائل بمختلف لغات العالم، ولكل فنانة أسلوبها الخاص في ذلك واجتهاداتها المختلفة.

 

 

أما الفنانة التشكيلية منال الكحلوت فشاركت في المعرض بلوحة للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، كونها تؤمن أن الفن طريقة تواصل بين الأشخاص يمكنها من خلاله أن تتواصل به معها لتكتب عن ويلات فلسطين المستمرة، مضيفةً أنها معجبة بأسلوب أحلام مستغانمي الذي تناولت من خلاله قضايا مختلفة للمرأة وطالبتها بالتمرد دون الاستسلام للواقع المفروض عليها، لذا تتوقع منها طريقة مختلفة في التعبير عن قضايا الفلسطينيات المختلفة.

وقد احتوت لوحة منال الكحلوت عدة عناصر كما أوضحت، فهناك جرة الماء التي استوحتها من التراث الفلسطيني وزهرة شقائق النعمان التي تعتبر الأشهر في الساحل الفلسطيني، تتوسط تلك الرموز مسجد قبة الصخرة، لربط الرموز الفلسطينية مع الكاتبة الجزائرية التي تعبر عن واقع المرأة القوية الطموحة المؤثرة.

 

 

ولفتت الفنانة دانيا سحويل إلى أنها شاركت في المعرض من خلال لوحة تمثل أهمية نضال المرأة الفلسطينية بمدينة القدس فأظهرت التطريز بشكل مختلف وألبستها البرقع على الرأس، مشيرةً إلى أن تلك الأفكار تصدم كافة الفنانين الفلسطينيين وعبر التغذية البصرية تصبح اللوحة أكثر قوة لتصل الرسائل للعالم بشكل أسرع وأكثر تأثيراً كونها وسيلة التعبير الأمثل على الرغم من عدم تقبل البعض لممارسة الفتيات له.

 

 

وشاركت الفنانة ولاء شبلاق، بعمل من مسارها الفني "ما تبقى لنا"وهو عبارة عن لوحة توثيقية لسوق الذهب في مدينة غزة القديمة تحاكي نماذج عمارة القيساريات لتأكيد حضورها في تاريخ المدينة وحاضرها، لافتةً إلى أنها مستمرة في العمل على مشروع مسار منذ عام كامل وحتى اليوم نتيجة كثافة المباني والشواهد الموجودة في البلدة القديمة التي يصعب تأطيرها في مشاهد معدودة في ظل الخطر المحدق بها والذي يهدد وجودها.