ذكرى المؤامرة بنكهة الأمل بعد 26 عاماً من الاعتقال

تحل ذكرى المؤامرة الدولية لاعتقال القائد عبد الله أوجلان وهذا العام تمتلئ قلوب النساء في إقليم شمال وشرق سوريا بالأمل في الإفراج عنه جسديا وحل القضية الكردية.

نورشان عبدي

كوباني - أكدت نساء مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا أن هذا العام مختلف عن السنوات الماضية بالنسبة للقضية الكردية، وأنهن تنتظرن بأمل كبير الإفراج عن القائد عبدالله أوجلان ليكمل جهوده في تحقيق السلام بالشرق الأوسط.

في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 1998 حيكت المؤامرة الدولية للإيقاع بالقائد عبدالله أوجلان بمشاركة قوى مهيمنة على مستوى العالم، لاستهداف الفلسفة التي يقدمها، ومشروعه لإرساء السلام العالمي، والبداية كانت بالضغط على سوريا؛ لإخراجه منها والقبض عليه، وهو ما حدث فعلاً في 15 شباط/فبراير في كينيا وتم تسليمه حينها إلى السلطات التركية ليتم احتجازه منذ تلك السنوات في سجن إمرالي.

 

 

وبعد سنوات من تشديد العزلة سُمح لعائلته ومحاميه وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، باللقاء به في أواخر عام 2024 ولهذا دلالات كثيرة وتمنح أملاً للنساء اللواتي اقتدين بفكره بإمكانية الإفراج القريب عنه، وهذا لأن "القائد أوجلان ليس فقط قائداً للشعب الكردي بل لجميع الشعوب التواقة للحرية في الشرق الأوسط، وعلى مستوى العالم يؤمنون بفكره ويقولون بأنه قائدنا لأنه قائد ديمقراطي وإنساني وأن فكره الأصح والأمثل لحل كافة الأزمات التي تعيشها شعوب الشرق الأوسط" كما تقول الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في مدينة كوباني هدلة حسن.  

والتي اعتبرت أيضاً أن هدف المؤامرة يتمثل في "القضاء على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان ولكن هذه المؤامرة لن تؤثر على إرادتنا فسياستهم ومؤامراتهم بحقنا وبحق قائدنا لن تضعف إرادتنا بل تزيدنا إصرار أكبر لنكون أقوى ونعمل على إفشال هذه المؤامرة الدولية التي حيكت بحق قائد الشعوب".

وأوضحت أن الشعوب المؤمنة بفكر القائد عبد الله أوجلان وخاصة النساء هدفها "الأساسي تحرير القائد أوجلان جسدياً وإنهاء الانتهاكات بحقه "نأمل انهاء نظام إمرالي الذي يفرض على قائدنا العقوبات والقوانين منذ أعوام وأن يكون اليوم الأسود يوم 15 شباط بالنسبة لنا يوم الانتصار وتحرير قائدنا ونحن بانتظار النداء المنتظر منه".

 

 

أما عن معنى وأهمية وتأثير فكر القائد عبد الله أوجلان على ذهنية النساء والمجتمع والتغيرات التي طرأت على حياة المرأة التي تعرفت على فلسفته قالت العضوة بمكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي بيريفان جمعة "الدول المتآمرة نجحت باعتقال القائد وحبسه في سجن إمرالي جسدياً لكنهم لن ينجحوا ولن يستطيعوا اعتقال فكره الحر الذي يعيش بعقول وقلوب الشعوب لذلك نحن اليوم في إقليم شمال وشرق سوريا نعمل ونسير على خطى وفكر القائد عبدالله أوجلان والسياسية التي وضعها من أجل السلام".

وأكدت أن فكر القائد عبد الله أوجلان غير ذهنية المجتمع الذكورية كما غير ذهنية المرأة "بفضل فكره الحر الذي تجاوز قضبان السجون التركية تعيش اليوم النساء بحرية وتستطيع المرأة التعبير عن رأيها والمطالبة بحقها والمحافظة على هويتها وكيانها ففكره وفلسفته غيرت ذهنية المرأة لذاتها ومعها تغيرت ذهنية المجتمع بأكمله ونستطيع القول بأن فلسفة قائدنا أثرت بشكل إيجابي على ذهنية الرجل أيضاً".

وأشارت إلى أن فكر القائد عبد الله أوجلان مثل الضوء والأمل بالنسبة للنساء "لطالما قيد المجتمع المرأة بالعادات والتقاليد البالية، مما أثر على نظرتها لنفسها وكانت مهمة ثورة روج آفا تعريف المرأة بنفسها من خلال اطلاعها على ما قدمه القائد عبد الله أوجلان من حقائق عنها وعن دورها الذي سُلب منها والانكسارات التي مرت بها خلال آلاف السنوات فبحثت الثورة في عمق المجتمع وغيرت مفاهيم راسخة حول دور المرأة في الحياة".

وأضافت بيريفان جمعة "الدول التي شاركت في المؤامرة متخوفة من فكر القائد عبد الله أوجلان، لأن فكره وفلسفته وسياسته تمثل الحل لكافة الأزمات التي يعيشها العالم وبشكل خاص الشرق الأوسط، ومن أجل ذلك هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة ومن المحتمل أن يلقي القائد عبدالله أوجلان من داخل إمرالي نداء لشعبه وهذا الشيء يحيي أمل الحرية بقلوبنا، ونحن بانتظار نداءه واللقاء به بعد 26 عاماً".