أليف كايا: الرد على المؤامرة كان بتطوير البحث عن الحياة الحرة
في تعليقها على مؤامرة 15 شباط/فبراير ضد القائد عبد الله أوجلان، قالت عضو أكاديمية جنولوجيا أليف كايا "كان رد النساء والشعوب على المؤامرة الدولية، تطوير البحث عن الحياة الحرة".
![](https://jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250214-130618-9-jpgd0be8d-image.jpg)
أفريم روناهي
مركز الأخبار ـ أكدت عضو أكاديمية جنولوجيا أليف كايا على إن المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد أوجلان لم تؤت ثمارها مع امتلاك الشعوب لفلسفته، والهدف منها لم يتحقق على الإطلاق.
بعد مرور 26 عاماً على المؤامرة الدولية التي تعرض لها القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط/فبراير من قبل القوى الدولية، ذكرت أليف كايا أن الهدف الرئيسي من المؤامرة كان تحييد حركة التحرر الكردستانية التي تحرك المجتمع ويقوده.
حول المؤامرة الدولية التي دخلت عامها السادس والعشرين، قالت عضوة أكاديمية الجنولوجيا أليف كايا "لقد مضى 27 عاماً منذ عام 1998، وطوال هذه المسيرة كانت المؤامرة مستمرة بشكل أو بآخر، وفي مواجهة ذلك استمر الشعب الكردي في نضاله من أجل الحرية والتفافه حول خط النضال الذي وضعه القائد عبد الله أوجلان من أجل منع المؤامرة من النجاح وإبطالها، يمكننا القول إن تاريخاً هائلاً من المقاومة قد تطور أيضاً خلال هذه الفترة التي استمرت 27 عاماً".
وأوضحت أنه "في المرحلة الراهنة، كان هدف المؤامرة هو حركة التحرر الكردستانية التي كانت الديناميكية الرئيسية التي وقفت ضد النظام الرأسمالي في عملية إعادة تصميم الشرق الأوسط من أجل تجاوز الأزمة الهيكلية للنظام الرأسمالي، فحينما كانت الرأسمالية تعيد تشكيل نفسها وتعيد تصميم نظامها الاستعماري، أرادت أن تقضي على الديناميات التي يمكن أن تقف ضدها أو على الأقل تضعفها في الشرق الأوسط وتعمق النضال من أجل الحرية والبحث عن الحياة الحرة، ومن دون ذلك، أدركنا أن الرأسمالية لن تتمكن من إعادة تصميم نفسها في الشرق الأوسط".
عملية المؤامرة المتطورة
وعن دور القوى العظمى في المؤامرة، قالت أليف كايا إنه "لقد رأينا كيف أن العديد من الدول الرأسمالية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، شاركت في المؤامرة، رغم أن حركة التحرر الكردستانية ليس لديها أي عمل مباشر ضد هذه الدول التي كان هدفها إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وقد تم تطوير هذه المؤامرة ضد فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي شكل القوة الرئيسية ضد هذا النظام الاستعماري".
وأشارت إلى أن "المؤامرة في الواقع كانت ضد الشعوب، ضد النساء اللاتي يردن الحرية، ضد الشرائح الاجتماعية التي تعيش معتقدات مختلفة وتريد العيش على هذه الأرض بمعتقداتها الخاصة، لقد تم تطوير عملية التآمر هذه، لكن يمكننا القول إن مقاومة الشعب والنساء والشرائح الاجتماعية المختلفة والفئات المختلفة ضد المؤامرة هذه حالت دون تحقيق هذه المؤامرة لهدفها".
رد فعل الشعوب على المؤامرة تطوير البحث عن الحياة الحرة
وحول تأثير المؤامرة على إرادة الشعوب التواقة للحرية، تقول "على الرغم من عدم اختفاء المؤامرة ككل، إلا أنه يمكننا القول إن تأثيرها كان محدوداً وأن النضال قد تطور وتعمق، مع هذا النضال، تم كسر تأثير المؤامرة، وتم خلق أمثلة على كيفية عيش شعوب الشرق الأوسط، خاصة الشعب الكردي، معاً في نظام كونفدرالي ديمقراطي".
وتابعت القول بأنه "كانت هناك عملية مستمرة منذ عام 1999، عندما تم نقل القائد عبد الله أوجلان إلى جزيرة إمرالي، في كل عام، وفي كل فترة، كانت تصل فيها أفكاره إلى الشعب، وفي نفس الوقت التف الشعب والنساء حول فلسفته وتعمقت وتجسدت وحولت بحثهم عن حياة حرة إلى نظام، في هذا الصدد، كان الرد على هذه المؤامرة لصالح النساء والشعوب هو تطوير وتجسيد البحث عن الحياة الحرة، يمكننا أن نعبر عن أكثر الأمثلة الملموسة على ذلك نظام الإدارة الذاتية والنظام الكونفدرالي الديمقراطي وتجربة المرأة التي حدثت هنا هي في الواقع التعبير المجسد لفكر القائد عبد الله أوجلان".
وأضافت "لقد تطورت في عملية لا تقتصر فقط على كردستان بل تتخطى الحدود وتلتقي مع شعوب العالم وتلتقي مع كل إنسان يسعى إلى الحرية، إن القائد عبد الله أوجلان في وضع يسمح له بأن يكون معترفاً به كقائد ليس فقط من قبل الشعب الكردي والإقليمي بل أيضاً من قبل الباحثين عن الحرية على الساحة الدولية الذين يستلهمون من آرائه ومقترحاته، لقد حاولت الشعوب، وخاصة الكردي كسر نظام العزلة المطلقة التي يتم محاولة خلقها من خلال وضعه على جدول الأعمال وإقامة علاقات معه من خلال الأعمال والأنشطة".
عملية التصميم في الشرق الأوسط
وعن آراء القائد عبد الله أوجلان حول الأحداث والأزمات في الشرق الأوسط، قالت أليف كايا "على سبيل المثال، في فترة ما بعد التسعينيات، بعد التدخل في الخليج، الذي وصفه ببداية الحرب العالمية الثالثة، من هذه العملية حتى عام 1998، بمعنى ما، تم التدرب على كيفية تفعيل هذا النظام في الشرق الأوسط، ومع حرب الخليج، تم التدخل في العراق، وخلال هذه الفترة، تم رصد الطرق والأساليب، وتم بالفعل اتخاذ قرار وبالتحديد تم تطوير المؤامرة ضد القائد عبد الله أوجلان، لأنه في هذه الفترة، كانت حركة التحرر الكردستانية إحدى القوى الرئيسية التي يمكن أن تحشد وتقف إلى جانب الشريحة الاجتماعية الأكثر ديناميكية في الشرق الأوسط، وبدون كسر هذا التأثير للحركة، يرى النظام الإمبريالي أنه لا توجد إمكانية لتعميق هذا التغيير أو استغلاله في الشرق الأوسط، عندما ننظر إلى الأمر من هذا الجانب، فإن المؤامرة تطورت ضد القائد أوجلان، ومع هذه المؤامرة تم نقله إلى جزيرة إمرالي، ثم نظام العزل المطلق، ثم مع التدخل في العراق في عامي 2001 و 2003، يتم نقل هذه العملية إلى مرحلة جديدة".
ولفتت إلى أنه "مع ربيع الشعوب بعد عام 2011، نعلم أنه في العديد من دول الشرق الأوسط، تم التدخل فيها للتغلب على بنية الدولة القومية التي تمنع تداول رأس المال، في الواقع، كان الهدف الرئيسي من المؤامرة هو تحييد نشاط حركة التحرر الكردستانية باعتبارها تنظيماً ديناميكياً قادراً على قيادة المجتمع وتعبئته، ومن الممكن أن نرى أن هذه المؤامرة لم تؤتِ ثمارها مع اعتناق الشعب لفلسفة القائد عبد الله أوجلان وثقافة المقاومة، يمكننا القول إنه في أبسط العبارات، هذا هو أصل ثقافة المقاومة في سد تشرين، وهو ما يكشف أن المؤامرة لم تنجح وأن ما كان يراد لها لم يتحقق على الإطلاق".
وأشارت إلى أنه مع اقتراب يوم 15 شباط/فبراير ستكون هناك مسيرات ضخمة في ستراسبورغ وكانت هناك مسيرة في كولونيا من قبل، وبصرف النظر عن هذا، فإن واقع الناس المنظمين الذين أسسوا نظامهم الخاص وهم في حالة مقاومة يكشف أن هذه المؤامرة لم تنجح "سواء انتهت المؤامرة أم لا، فإنها ككل لم تنتهِ، خاصةً مع التدخل الجديد في سوريا، نرى أن الفاعلين الرئيسيين في المؤامرة هم في موقع حاسم في التصميم الجديد لسوريا، لكن يمكننا القول إن التنظيم والمقاومة التي تطورت ضد هذا الأمر قد كسرت تأثير هذه المؤامرة وجعلتها غير مجدية".
القدرة على تجديد نفسه وأفكاره جعل من الحركات متطورة
أما عن تأثير مقاومة القائد عبد الله أوجلان في إمرالي ونموذج الحداثة الديمقراطية الذي طوره للقضاء على المؤامرة بشكل كبير، قالت أليف كايا "فكره وفلسفته ربما ليس فقط مع عملية إمرالي، الأمر الذي جعل حركة التحرر الكردستانية مختلفة عن جميع الحركات الأخرى وذلك من خلال قدرته وقوته على تجديد نفسه، وقد وضع هذا التغيير على جدول الأعمال في عام 1993".
وأضافت "في الواقع، بعد تفكك الاشتراكية الحقيقية في التسعينيات، يمكن رؤية العديد من النقاط في التحليلات التي أجريت في ذلك الوقت، منذ تلك الفترة أطلقت تقييمات تقرأ روح العصر وتعبر عن ضرورة التغيير وفقاً لذلك، ففي المؤتمر الخامس الذي عقد في عام 1995، كان هذا أحد جداول الأعمال الرئيسية؛ في الواقع، تم وضع تكيف حركة التحرر الكردستانية مع العملية الجديدة وقدرته على تجديد نفسه على جدول الأعمال، وهذا جزء من المشكلة التي تواجهها الحركة في مواجهة تقلبات الحياة".
التحول في النموذج غير مرتبط بالمؤامرة
وحول نموذج الحداثة الديمقراطية أوضحت أليف كايا أنه "مع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أو لنقل بعد عام 1999، فإن النقلة النوعية هي في الواقع نتيجة لذلك، فهو غير مرتبط بالمؤامرة، لقد سرّعت المؤامرة من هذا الوضع أو تزامنت مع عملية التبلور، وقد طرح القائد عبد الله أوجلان منظور الحداثة الديمقراطية كنموذج يحلل تجربة الاشتراكية الحقيقية ونتائج سياسات الدولة القومية في آن معاً، ويصف إمكانيات الحياة المتساوية والحرة للمجتمع، ويطرحه كنموذج يحلل تجربة الاشتراكية الحقيقية ونتائج سياسات الدولة القومية، وهذا بلا شك لا يتعلق فقط بالمؤامرة، بل هو بلا شك انطلاقة جديدة لكل شرائح البشرية والباحثين عن الحرية، لأنه في البيئة التي تفككت فيها الاشتراكية الحقيقية".
تجربة روج آفا حيث تتجلى اليوتوبيا في الحياة
وأشارت أليف كايا إلى أنه في هذه الفترة بالتحديد، كشف القائد عبد الله أوجلان كيف يمكن نسج هذه العملية مع نظام كونفدرالي ديمقراطي لصالح الشعوب والحريات "كيف يمكننا تطوير صيغة الديمقراطية زائد الدولة؟ كيف يمكن أن نطبقها على أرض الواقع؟ على سبيل المثال، كيف يمكن أن ينظم المجتمع نفسه لتحييد الدولة وتقليصها إلى الحد الأدنى، دون أن نأخذ الدولة ضد نفسها ودون أن ندخل في حرب في المستقبل؟".
وتابعت "كانت هناك مناقشات كثيرة حول هذا الأمر، ومما لا شك فيه أن هذه الفكرة لا تلهم الشعب الكردي فحسب، بل تلهم كل من يسعى إلى الحرية، يمكن رؤية تحقيق اليوتوبيا بشكل خاص في تجربة روج آفا، هذه الحداثة الديمقراطية البالغة الأهمية أو النظام الديمقراطي الكونفدرالي الديمقراطي، الذي لا يمكننا تفسيره مباشرة بالمؤامرة فقط، يقف أيضاً كأكثر نظام مثالي يمكن أن يلتقي فيه أولئك الذين يسعون إلى الحرية في مواجهة الإمبريالية، إنه يقترح نظاماً لمجتمع ديمقراطي يشمل حقوق المرأة والمعتقدات المختلفة والطبيعة وحقوق المختلفين وحقوق المجتمع، هذا هو النموذج الذي يمكن أن تتخذه جميع الشعوب كأساس لحياة حرة ومتساوية وكريمة في مواجهة النظام الرأسمالي الاستعماري الرأسمالي".
انعكاسات البيان على الشعب الكردي والشرق الأوسط
وعن البيان الذي سيدلي به القائد عبد الله أوجلان في المستقبل القريب، قالت أليف كايا إنه "في الواقع كان القائد عبد الله أوجلان يبحث عن طرق وأساليب للتغلب على هذه المشكلة مع تركيا من خلال المحادثات والمفاوضات منذ عام 1993، هذا هو بالضبط مضمون وقف إطلاق النار والإعلان الذي تم التوصل إليه في عام 1993، وبعبارة أخرى، فإن العامل الرئيسي في نشوء هذه المشكلة هو الأزمة التي خلقها الفهم الأحادي الذي خلقه منطق الدولة القومية والسياسات التي تركز على تجاهل الآخر والقضاء عليه وتشويه سمعته وإذلاله، هذه إحدى المشاكل الرئيسية في تركيا في الوقت الحالي، وربما لا يتعلق الأمر بتركيا فقط، في الواقع، عندما ننظر إلى إيران وسوريا والعراق؛ في كل بلد تقع فيه كردستان، هناك في الواقع سياسات متشابهة في الأجزاء الأربعة من كردستان، تم تنفيذ سياسات قومية مماثلة، لهذا السبب، كان مسعى القائد عبد الله أوجلان دائماً هو هذا".
وأضافت "هل يمكن أن يكون هناك نظام ديمقراطي يستطيع فيه الشعب الكردي والشعوب والمعتقدات الأخرى أن يعيش ثقافته وهويته الخاصة؟ هل يمكن أن يكون هناك نظام تستطيع فيه الشرائح الاجتماعية أن تعبر عن نفسها بهوياتها الخاصة ضمن حدود الدولة دون تغيير حدود الدولة ودون أن يكون هذا العمل ضمن ظاهرة الدولة؟ على سبيل المثال، عُقدت اتفاقات وقف إطلاق النار والمفاوضات عدة مرات لهذا الغرض في عامي 1996 و1998؛ ومن المثير للاهتمام أنه في الأول من أيلول عام 1998، قبل أن تبدأ المؤامرة، كانت هناك مرة أخرى دعوة لوقف إطلاق النار".
وأوضحت "وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد مؤامرة عام 1999، دعا القائد أوجلان مرة أخرى إلى انسحاب القوات لتكون هناك محادثات ومفاوضات، ولكن عندما ننظر إلى كل هذا، على الرغم من جهود القائد أوجلان، كانت هناك دائماً بعض الجماعات التي خربت هذه العملية بطريقة أو بأخرى، والتي ترى أن الديمقراطية ومنح الحرية للشعوب والمعتقدات المختلفة مشكلة بقاء الدولة".
ولفتت إلى أن هناك مثل هذه الدعوة في هذه الفترة أيضاً "مما لا شك فيه أننا عندما ننظر إلى الظرف الذي يمر به الشرق الأوسط، نجد أنه أصبح من الواضح أن مشكلة إعادة هيكلة المنطقة التي كنا نعبر عنها منذ عام 1991، ستؤثر أيضاً على تركيا بطريقة ما، كما عبر عنها مسؤولو الدولة بأفواههم، وعبروا عن أن الحرب وصلت إلى حدودنا، وتسعى بعض القطاعات داخل الدولة إلى تقليل الأضرار الناجمة عن ذلك، ربما لو كانت هذه العملية قد بدأت في عام 1993 أو 2009، لكان من الممكن أن تكون تركيا واحدة من أكبر الدول في الشرق الأوسط، لكن توقف هذه العملية أبقى المشكلة الكردية حية بطريقة أو بأخرى؛ فما نسميه المشكلة الكردية هو في الواقع مشكلة الدولة التركية، إن عدم إيجاد حل لهذه المشكلة يضعف تركيا ويضعها في موقف تقديم التنازلات للآخرين، وإلى أي مدى يمكن التغلب على هذا الأمر في هذه الفترة، ولا شك أن التوقعات تشير إلى نتيجة إيجابية لهذه العملية".
إلى أي مدى يمكن للدولة التركية الاستفادة من هذه العملية
وأشارت إلى أنه "من خلال استخلاص الدروس من الفترات الماضية، نجد أن هناك تجربة مهمة، هناك توقعات بأن تتم هذه العملية بطريقة أكثر صحة وإثماراً، على سبيل المثال، إن الدعوة التي سيطلقها القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط تأتي في وقت مهم، ولكن لا أحد منا يعلم ما هي الدعوة في الوقت الحالي، سنعرف عندما يتم إطلاقها، هذه العملية هي فرصة لتركيا لكي تصبح ديمقراطية وتصبح أقوى في الشرق الأوسط، لا أعرف إلى أي مدى ستستفيد الدولة التركية من هذه الفرصة، لكنها عملية مهمة لجميع الشعوب، ومما لا شك فيه أن هذا الوضع لا يتعلق فقط بتركيا وشمال كردستان، لأن العملية التي نعرفها بمشكلة كردستان هي في الواقع عملية بدأت مع الحرب العالمية الأولى"، لافتةً إلى أن "تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، والتي تم تجاهلها باتفاق بين حكام الدول المختلفة على طاولة المفاوضات، هي مشكلة نتجت عن الحرب، ولهذا السبب، فإن المفاوضات التي تجري حالياً في تركيا لن تقتصر على تركيا فقط بل ستؤثر روج آفا بالتأكيد على شمال كردستان وكذلك إقليم كردستان، كما أن لها دوراً مهماً فيما يتعلق بإعادة تلك التوازنات في الشرق الأوسط".
وحول الدراسات التي تجريها حول علم المرأة "الجنولوجيا" وأهمية فلسفة القائد أوجلان، فيما يتعلق بنضال المرأة، وكيفية تعامل نساء العالم مع هذه الفلسفة تقول "إن الجنولوجيا هو حقاً أول علم للمرأة، فقد قال القائد أوجلان "لا يمكن للإنسان أن يكشف عن حقيقته بمعرفة السلطان" هذه ملاحظة مهمة للغاية، لأن المعرفة ليست مجرد معرفة شيء ما، بل هي في الواقع جانب يحدد كيفية العيش ومقاييس الحياة، ولذلك، فإن ما تعلمناه هو معرفة صاحب السيادة، وبعبارة أدق، كان له دائماً طابع يمنعنا من الالتقاء بحقيقتنا، هذا هو الحال بالنسبة للنساء والشعوب المضطهدة على حد سواء، على سبيل المثال، يتطور الاستشراق على هذا الأساس، وفي جميع العلوم الإيجابية أو العلوم التي تتمحور حول أوروبا، نصادف دائماً أولئك الذين يقفون إلى جانب صاحب السيادة بطريقة أو بأخرى، وهذا ما فعله القائد أوجلان في الواقع، فقد وصف المرأة بأنها مضطهدة المضطهدين، وقال إن أول مستعمر هو المرأة، وقال إن جميع الاستعمارات كانت قائمة على الاستعمار الذي مورس من خلال المرأة ثم تطور من خلال طبقات المجتمع الأخرى، وهذه ملاحظة مهمة، والأمر الآخر هو أنه "ربما لو استطعنا أن نكشف حقيقة المرأة، لو أمكن تنوير حقيقة المرأة، سيكون لدينا فرصة للوصول إلى الحقيقة الاجتماعية"، ليس من الممكن القيام بذلك بالعلوم الموجودة، هناك حاجة إلى منظور علمي جديد يضع المرأة في المركز، واقترحت الجنولوجيا بناءً على ملاحظة أن هناك حاجة إلى فهم جديد".
وأوضحت أنه "لم تكن هذه الحقيقة تقريراً موجهاً فقط إلى نساء مجتمع معين، بل كان تقريراً تراه جميع النساء أنفسهن فيه، وهو في الواقع له جوانب عالمية، ولهذا السبب، فإنه يقابل باهتمام كبير من قبل النساء في جميع أنحاء العالم، حتى أن هذا المفهوم نفسه يخلق إثارة كبيرة، على سبيل المثال، النساء من شعوب كثيرة؛ على سبيل المثال، من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وأيرلندا وإسبانيا، إذا جاز لي أن أعبر عن ذلك من الأرضية الأوروبية، يأخذن بطريقة علم المرأة ويقيمون رابطة من خلاله من أجل الالتقاء مع حقيقتهم الخاصة والاجتماعية، هناك إثارة كبيرة لشعوب أبيا يالا، هناك نهج من هذا القبيل لصالح الشعوب الأصلية التي عانت من الاستعمار بشكل مختلف، مثل كردستان، والسبب في ذلك، كما قلت، هو العزم الذي طوره القائد عبد الله أوجلان تجاه الحقيقة، وفي هذا الصدد، كان القائد أوجلان أول من نطق بعلم المرأة من الناحية المفاهيمية، وبالطبع، ليس فقط النطق المفاهيمي بل أيضاً فلسفة القائد أوجلان التي تحدد المبادئ الأساسية لعلم المرأة تحتل هذه الفلسفة موقعاً حاسماً في تجسيد هذا العمل، وبالمعنى العام، فإن فلسفة القائد أوجلان هي فلسفة لا تقتصر على مجال معين وشريحة اجتماعية معينة، بل تشمل جوانب عالمية تتجاوز كل الحدود، وطب النساء هو أحدها"
وعن نوع السلام الذي تريده النساء تقول "عندما نقول السلام، هناك تصور عام مثل هذا؛ قوتان متحاربتان تجلسان وتبرمان اتفاقاً فيما بينهما وهكذا يحدث السلام، في الواقع، أكثر من ذلك، السلام يأتي مع المجتمع، السلام الاجتماعي أهم من أي شيء آخر، وفي هذا الصدد، فإن المرأة هي التي يجب أن يكون لها الكلمة الأولى في أي عملية سلام، ليس فقط للقوى المتحاربة والأطراف المتحاربة، ولكن أيضاً في كيفية التعايش مع المجتمع، على سبيل المثال، يتم تشكيل نظام جديد في سوريا، ولا تكاد المرأة تشارك في صياغة الدستور وتشكيل الإدارة، وقد أُجريت انتخابات رئاسية ولم تشارك أي امرأة فيها، ولا توجد نساء في اللجنة الدستورية كذلك، هناك تجربة قوية جداً لنساء إقليم شمال وشرق سوريا، فقد مارسن الرئاسة المشتركة والتمثيل المتساوي لسنوات، كما أن هناك أيضاً تجربة نشأت عن ذلك وثقة بالنفس".
إن الشرط الأساسي للسلام هو إعادة التعاقد بين المرأة والمجتمع
وقالت في ختام حديثها "ما هي الإمكانيات والفرص المتاحة للمرأة لدمج هذه المكاسب في النظام الجديد الذي سيتم إنشاؤه في هذه العملية؟ هذه مشكلة في غاية الأهمية، فمن دون إيجاد إجابات على هذا السؤال، لا توجد إمكانية لخلق سلام دائم، على الأقل برأيي أن إعادة تعاقد المرأة مع المجتمع هو أحد الشروط الأساسية للسلام، ماذا يجب أن تكون حقوق المرأة في مجتمع ما، وكيف يمكن للمرأة أن تعبر عن نفسها وما هي المساحة التي تعطى لآليات التعبير؟ هذه هي في موقع الحسم؛ ثم، بلا شك، هو توفير الظروف التي يمكن للجميع أن يعيشوا فيها على قدم المساواة وبحرية مع اختلافاتهم وثقافتهم ومعتقداتهم، والتي يمكن فيها توفير الفرص والإمكانيات لذلك، هذا هو التعريف المثالي للسلام".