بيروت... اعتصام أمام مبنى الأمم المتحدة للمطالبة بحرية القائد أوجلان

تزامناً مع الذكرى الــ 25 لاعتقال القائد عبدالله أوجلان، لبى العشرات دعوة منظمات كردية للاعتصام أمام مفوضية الأمم المتحدة "الإسكوا" وسط العاصمة اللبنانية بيروت، للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ  دعا المشاركون/ات في الاعتصام أمام مفوضية الأمم المتحدة "الإسكوا" المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى رفع العزلة عن القائد أوجلان وتحقيق حريته الجسدية، فهو معتقل منذ 25 عاماً، لأنه طالب بالحرية والديمقراطية لجميع الشعوب المضطهدة.

لبى عشرات المواطنين اللبنانيين واللبنانيين من أصل كردي، وناشطين/ات وأعضاء جمعيات عدة ونقابات منها نقابة الاتحاد العمالي العام دعوة رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية يوم أمس الاثنين 12 شباط/فبراير، للمشاركة في الاعتصام أمام مبنى مفوضية الأمم المتحدة "الإسكوا" في الذكرى الـ 25 لاعتقال القائد أوجلان في الخامس عشر من شباط/فبراير عام 1999.

وندد المشاركون/ات باستمرار اعتقال القائد أوجلان دون إعطاء محاميه وذويه الفرصة للقاء به، بالإضافة إلى حرمانه من "حق الأمل" بالخروج من السجن، ورفع المشاركون/ات لافتات تدعو لإطلاق سراحه وشعارات مثل "الحرية لأوجلان" و" Jin jiyan azadî" وتخلل الاعتصام إلقاء خطابات للعديد من الفعاليات الكردية واللبنانية وممثلي الجمعيات.

وألقت رئيسة لجنة حقوق المرأة عايدة نصرالله كلمة نددت من خلالها بظروف الاعتقال غير الإنسانية، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإطلاق سراحه جسدياً، إلى جانب المعتقلين السياسيين الآخرين، واستنكرت عمليات الاعتقال والاغتيال التي تطال الناشطين/ات الكرد والممارسات القمعية بحق ناشطين/ات من دول أخرى، والمعايير المزدوجة لحقوق الإنسان التي تتمثل بما يحصل في غزة من إبادة جماعية وتدمير للبنية التحتية وكافة أشكال الحياة ما يهدد مستقبل القطاع وسكانه.

وتخلل الاعتصام إلقاء بيان من قبل مؤتمر ستار، جاء فيه "بمناسبة الذكرى السنوية 25 للمؤامرة الدولية التي طالت القائد عبْدالله أوجلان وتم اعتقاله على إثرها، نقف اليوم أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت لندد بهذه المؤامرة التي ارتكبت بحق الشعب الكردي عامة".

وأشار البيان إلى أن الدول المتآمرة خططت لهذه المؤامرة لمواصلة نظام الهيمنة في الشرق الأوسط، وسخرت جميع إمكانياتها لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير في مواجهة مشروع الأمة الديمقراطية الذي قدمه القائد أوجلان، وذلك لبسط هيمنتها على المنطقة، وتسببت بخلل في النظام البيئي والعالمي للحفاظ على هيمنتها ومصالحها وعلى أنظمتها بحربها اللاأخلاقية، كما أنها تشن حرباً عسكرية واقتصادية ونفسية وبيولوجية لتغيير التركيبة السكانية لمنطقة ميزوبوتاميا".

وأكد البيان "حرية القائد أوجلان مبدأ أساسي من مبادئنا التي نناضل من أجلها، وقد ضحت العشرات من الشهيدات بحياتهن من أجل حرية القائد أوجلان الذي قدم الكثير في سبيل حرية وتحرر المرأة".

ولفت إلى أنه "بالرغم من جميع مخططات الدولة التركية وكل هذه الهجمات، وعلى الرغم من انتهاكها لقانون حقوق الانسان وحرمان القائد أوجلان من جميع حقوقه المشروعة، إلا أن هذه المؤامرة قد أُفشلت بالمقاومة الاستثنائية التي يخوضها القائد أوجلان، مبتكر الحياة الحرة في سجن إيمرالي، مؤكداً أن تلك المقاومة التي امتد صداها إلى عموم الشرق الأوسط والعالم بفكر وفلسفة مشروع الأمة الديمقراطية، أصبحت تشكل اليوم طريق الحل لجميع المشاكل الاجتماعية والضامن لحقوق جميع الشعوب، اعتماداً على مبدأ أخوّة الشعوب والحرية الديمقراطية".

وأدان البيان "باسم مؤتمر ستار في لبنان ندين ونستنكر المؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان، ونطالب القوى الدولية وجميع منظمات حقوق الانسان، لا سيما لجنة مناهضة التعذيب إلى تولي مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية، والضغط على الدولة التركية للسماح للمحامين بزيارة إيمرالي بشكل عاجل وتقديم معلومات واضحة عن وضع القائد أوجلان، الحرية للقائد أوجلان، Jin jiyan azadî".

 

 

وقالت رئيسة لجنة حقوق المرأة عايدة نصر الله إن "تاريخ البشرية كان تاريخ اضطهاد وإذلال للشعوب الضعيفة، حيث تابع المستعمر أخذ كل شيء واستعباد الشعوب، وهذا العصر ومنذ إنشاء الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحق الشعوب بالمطالبة بحقوقها وبأرضها، من المفترض هذه الأمور يجب أن تنتهي، لكننا نجد أنفسنا لازلنا في العقلية نفسها، حيث يتابع المستعمر إذلال الآخرين، وحرمانهم من حقوقهم لمصالحه الاقتصادية والمالية ويتهمهم بأنهم إرهابيين".

وأوضحت "نحن اليوم في عصر التكنولوجيا والاتصالات السريعة، ويمكن أن يصل صوت الشعوب التي تؤمن بالإنسانية وبحق الإنسان وبإزالة القهر والظلم، إلى شعوب الدول الأخرى لينتفضوا على حكامهم، ويعطوا الحق، ومثالنا الأكبر في فلسطين وغزة، هذه الانتفاضة المجيدة وهذه البطولة التي برزت في هذا المكان الصغير، وأعطت درساً رائعاً لكل العالم"، مؤكدةً أنها تضم صوتها إلى أصوات المطالبين بحرية القائد أوجلان الجسدية، والحرية للشعب الفلسطيني والكردي ولكل شعوب العالم المظلومة.

 

 

من جانبها أكدت نائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية حنان عثمان "نحن هنا باسم الجالية الكردية اللبنانية والجمعيات والهيئات الكردية التي تنشط على الساحة اللبنانية، اجتمعنا اليوم للمطالبة بحرية القائد أوجلان، ولنندد بالمؤامرة الدولية التي حيكت ضد الشعب الكردي بشخص القائد أوجلان الذي كان ينادي بالسلام والديمقراطية والعدالة وحل القضية الكردية بالطرق والسبل الديمقراطية"، مشيرةً إلى أن الدول الامبريالية وعلى رأسها أميركا والغرب لم يكن يناسبهم مبدأ حل القضايا والسلام، لأنه يريدون شن الحرب العالمية الثالثة على الشعوب كما تشهده اليوم غزة وكردستان، لهذا تم اعتقاله، لهذا "سنقوم بفعاليات ونشاطات للمطالبة بحرية القائد أوجلان الجسدية".

وأضافت "نعتصم اليوم أمام مبنى الأمم المتحدة لأنها من المنظمات التي تطالب بحقوق الإنسان وبالعدالة، وتم تأسيسها لتدافع عن حقوق الإنسان والمعتقلين والشعوب، ولكن هذه المنظمات تعرت من حقها خاصة فيما تتعرض له كردستان وغزة، وظهرت على حقيقتها المناهضة لحقوق الانسان، ورأينا كيف أنها تساند الدول التي تشن حروباً على الشعوب والنساء، وما تشهده غزة هو دليل على ذلك والمحكمة الدولية أثبتت قيام إسرائيل والدولة التركية الفاشية بمؤامرة وإبادة جماعية ضد الشعوب وضد الشعبين الفلسطيني والكردستاني".

 

 

بدورها قالت عضوة مؤتمر ستار ميرفت حمو "عندما نقول الدولة التركية أنها دولة إرهابية، لا نقول ذلك من فراغ فهي منذ العهد العثماني ارتكبت الكثير من الجرائم بحق الأرمن وشعوب المنطقة، وكانت آخر جرائمها في إقليم شمال وشرق سوريا، كما تعرض الشعب في عفرين لتهجير قسري، فعندما تتعرض لهجوم بـ 70 طائرة ألا يعني ذلك إرهاباً؟ فعند قيام تركيا بقصف عفرين قتل العديد من المدنيين الأبرياء، وهجر الكثير منهم، علماً أن عفرين منطقة سورية وليست منطقة تركية، وهي ضمن حدود كردستان القديمة".

ولفتت إلى أن "الدولة التركية تمارس إرهابها أينما حلت، في العراق وسوريا ومناطق كثيرة أخرى كما أنها قامت بمؤامرة بحق القائد أوجلان لأنه طالب بالحرية والديمقراطية، لجميع الشعوب المضطهدة وليس الشعب الكردي فحسب، فالقائد أوجلان ناضل من أجل حصول الشعوب المضطهدة والأقليات على حقوقها، وهو ما زاد من إرهاب تركيا ولم تتحمل هذا الأمر، لذلك قامت مع دول عدة بهذه المؤامرة معتقدين بأن القضية الكردية ستنتهي بهذا الاعتقال، ولكنهم لم يعرفوا بأن القضية الكردية ستنبعث من جديد، ولن تكون موتاً للشعب الكردي بل حياة جديدة ويوماً جديداً".

وأكدت أن "الشعب الكردي بقي مصراً من أجل الوصول إلى حل للقضية الكردية من هذا المنطلق وكما نرى أن المرأة الكردية كان لها دور كبير ضمن ثورة الحرية والديمقراطية، لأنها دائماً في الصفوف الأمامية مع الرجل خطوة بخطوة، تحارب وتدافع عن قضيتها، لذلك تتعرض للكثير من الاستهدافات من قبل الدولة التركية، لأنها ترى القوة في المرأة الكردية فتحاول كسرها، لذلك نقول للدولة التركية أنه مهما قدمنا من شهداء ومهما حاربتنا، فطالما نحن أصحاب الأرض والحق، وطالما أننا مصرون على الوصول إلى حل القضية الكردية وقضايا جميع الشعوب المضطهدة، سنكون في صف واحد مع كل الشعوب المضطهدة يداً واحدة ليصل الجميع إلى حقوقهم".

 

 

من جهتها قالت إحدى المشاركات في الاعتصام جيهان إبراهيم "نجتمع اليوم للمطالبة بحرية القائد أوجلان، وجميع المتعلقين، فمنذ  25 عاماً القائد معتقل في جزيرة إيمرالي وحرم من اللقاء بذويه ومحاميه التي تعد من أبسط حقوقه".