انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الأول لحماية التراث المادي واللامادي
شددت نيروز مسلم على أهمية انعقاد المؤتمر الدولي الأول لوضع آلية عمل من أجل حماية التراث المادي واللامادي والثقافة في ظل النزاعات المسلحة والأزمات في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا.
الرقة ـ حثًّ المؤتمر الدولي الأول لحماية التراث المادي واللامادي منذ بداية الأزمة السورية والتأثيرات السلبية ومحاولة تدمير التراث من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته وإمحاءه في المناطق المحتلة وخاصة عفرين من خلال الأدلة الموثوقة والمؤكدة.
تحت شعار "حماية التراث الثقافي المادي واللامادي"، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي الأول لحماية التراث المادي واللامادي، اليوم الأحد 5 تشرين الثاني/نوفمبر، في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا الذي نظمته جامعة الشرق والإدارة الذاتية ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
ونصب في ساحة جامعة الشرق 4 خيم تضم تراث مكونات المنطقة "خيمة للتراث العربي، وخيمة للتراث الكردي، وخيمة للتراث الآشوري وخيمة للمكون الأرمني".
ويشارك في المؤتمر الدولي الأول، شرائح من مختلف مكونات شمال وشرق سوريا من الكرد والعرب والأرمن والآشور، كما سينضم للمؤتمر عبر برنامج الزووم شخصيات من مصر، وامستردام، وبريطانيا.
ووفقاً لبرنامج المؤتمر في يومه الأول، ضمت الجلسة الأولى مناقشة "تأثير النزاعات المسلحة في المواقع الأُثرية، التعديات على التراث الثقافي الإنساني خلال الأزمة السورية، مسؤولية الحفاظ على التراث المادي واللامادي".
والجلسة الثانية مناقشة "التجارة الإلكترونية بالممتلكات الثقافية في سوريا، الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في العالم العربي وخارجه، تحليل أسلوب جريمة تهريب الآثار عبر الحدود من سوريا وإليها، كيف يمكن لأرشفة الإنترنت توفير مساحة لسرد النازحين قصصهم الشفهية".
وبدأت أعمال المؤتمر الدولي الأول بإلقاء كلمات تبرز أهمية اختلاف الثقافات والمكونات وأهمية التراث، وقالت العضوة في المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي نيروز مسلم إن "انعقاد هذا المؤتمر له أهمية بالغة في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تأثيرات كبيرة على التاريخ والثقافة التي تمثل البشرية، وخلال فترة من الزمن كان هناك تهميش لأهم معالم المدينة وتراثها، ومن خلال هذا المؤتمر تم تسليط الضوء على العديد من النقاط المهمة لحماية التراث المادي واللامادي".
وبينت أن الجلسة الأولى تطرقت إلى موقع تل عجاجة، وهو أحد المواقع التاريخية الآشورية، الذي تأثر بشكل كبير بالنزاعات المسلحة حيث عاث فيه المسلحون خاصةً داعش، خراباً ودمروا التماثيل والكتابات المسمارية التي يعود عمرها إلى آلاف السنين.
ويواجه التراث عبر الزمن وتعاقب الأجيال خطر الاندثار خاصة في الفترة التي تشهد تطورات وتغيرات إلى جانب الحروب والأزمات الدائرة في المنطقة.
ونوهت نيروز مسلم إلى أن الاحتلال كان له دور سلبي جداً وانتهاكات بحق المواقع الأثرية والتاريخية في المنطقة، فأثناء عمليات الاحتلال التي قامت بها تركيا لم يوسع من رقعة احتلاله فحسب بل سعى إلى إمحاء ثقافة وتراث شعوب المنطقة، وخاصة الانتهاكات التي جرت في عفرين المحتلة حيث كان هناك استهدافات للمواقع الأثرية في محاولة منهم إمحاء ثقافة الشعب.
وحثت كافة الدول التي تأخذ دور المتفرج حيال الانتهاكات التي تتعرض لها المواقع الأثرية في المنطقة، على وضع آلية هامة للحفاظ على التراث المادي واللامادي، إلى جانب استمرارية انعقاد مثل هذا المؤتمر لمناقشة المتطلبات لحماية المواقع الأثرية من قبل الجهات المعنية.
وعن التداعيات السلبية في حال استمر الاحتلال في ارتكاب الانتهاكات بحق المواقع الأثرية في المناطق المحتلة وبشكل خاص مدينة عفرين، نيروز مسلم أنه "إذا استمر الاحتلال على هذا النحو سيندثر التاريخ والثقافة العريقة في سوريا بشكل عام، فيجب أن يتم التواصل مع الجهات الدولية المعنية واستدراك المخاطر التي تواجه التراث والمواقع الأثرية.