انتهاكات في الفاشر واتهامات باستهداف المدنيين والمنشآت الطبية
شنت قوات الدعم السريع هجوماً عنيفاً على مدينة الفاشر، معلنةً سيطرتها الكاملة وسط استمرار المعارك ونزوح المدنيين، ووجّهت منظمات محلية ودولية اتهامات بانتهاكات جسيمة ضد المدنيين والمنشآت الطبية، وسط مطالبات عاجلة بالتدخل الدولي.
مركز الأخبار ـ في حال سقوط الفاشر، سيعني ذلك سيطرة قوات الدعم السريع على كل ولايات إقليم دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش السوداني وغرب تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
في تطور لافت للصراع المستمر منذ 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نفذت الأخيرة أمس الأحد 26 تشرين الأول/أكتوبر هجوماً واسع النطاق يُعد الأشد ضراوة حتى الآن على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وواحدة من المدن الكبرى غرب السودان.
أسفر الهجوم عن اختراق قوات الدعم السريع لداخل المدينة، حيث سيطرت على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، إلى جانب عدد من الأحياء السكنية، معلنةً سيطرتها الكاملة على المدينة، بينما لم يصدر أي رد رسمي من الجيش السوداني بشأن هذه الادعاءات حتى الآن.
بدوها، أعلنت المقاومة الشعبية في وقت سابق استمرار المعارك في الفاشر، مؤكدةً أنه "لم يبقَ لأهل الفاشر حصن وملاذ أخير، سوى السلاح والمقاومة في مواجهة الميليشيات الإرهابية".
وفي بيان لها، اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بارتكاب "انتهاكات واسعة" في مدينة الفاشر، مؤكدةً أنها استهدفت عشرات المواطنين ونهبت المرافق الطبية والصيدليات واقتحمت المستشفيات والمرافق الطبية واعتدت على الكوادر الصحية والمرضى، وعبثت بمحتويات المنشآت الطبية في المدينة خلال الأيام الماضية، واصفةً ذلك بأنه "انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية".
وطالبت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالتحرك الفوري لحماية المدنيين والعاملين في القطاع الصحي، داعيةً إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات أمام العدالة الدولية.
وفي ذات السياق، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مع تقدم المقاتلين داخل المدينة وقطع طرق الهروب، أصبح مئات الآلاف من المدنيين محاصرين ومرعوبين يتعرضون للقصف ويتضورون جوعاً، ولا يحصلون على الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان".