اليمن يعاني من أزمة إنسانية والنساء والأطفال الأكثر تضرراً

تواجه النازحات في اليمن تحديات كبيرة للوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، مما يعرض حياة أكثر من خمسة ملايين ونصف امرأة للخطر.

هالة الحاشدي

اليمن ـ تعاني اليمن من أزمة إنسانية خانقة تؤثر بشكل كبير على النساء والأطفال في البلاد، بعد أن بلغت أعداد النازحين الـ 4 ملايين، تشكل النساء والأطفال نسبة الـ 80% مما يعكس حجم المعاناة التي يواجهونها يومياً.

تواجه النساء النازحات صعوبات في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية في اليمن التي تشهد منذ سنوات عدة حرباً ألقت بظلالها عليهن، حيث تعاني 26% من العائلات النازحة من وجود نساء في سن الإنجاب فيها، وتواجه نحو خمسة ملايين ونصف امرأة صعوبات في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، وتتم 6 من كل 10 حالات ولادة بدون مساعدة قابلة مؤهلة، ومن المرجح أن تعاني مليون امرأة يمنية هذا العام من مضاعفات الولادة، بينما تعاني مليون امرأة أخرى من خطر الحمل غير المرغوب فيه.

وأكدت الإحصائيات أن معدل الوفيات بين الأمهات في اليمن مرتفع بشكل مقلق، حيث تموت امرأة يمنية كل ساعتين أثناء الحمل أو الولادة، وهذه الوفيات تعكس تحدي النساء في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية الأساسية.

وفي محاولة للتخفيف من هذه المعاناة، قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن خدمات الصحة الإنجابية والحماية لأكثر من 3 ملايين امرأة وفتاة في جميع أنحاء البلاد منذ عام 2022 وحتى الآن، ومع ذلك، يعيش النازحون في ظروف إنسانية صعبة وقاسية، لافتقارهم إلى المرافق والخدمات العامة والمناطق السكنية الملائمة، ويواجه 193 ألف طفل تحت سن الخامسة في هذه التجمعات خطر الموت بسبب سوء التغذية والأمراض والبرد القارس وانعدام خدمات الرعاية.

كما تواجه حوالي 114 ألف من النساء المسنات مخاطر العيش في التجمعات العشوائية بسبب نقص الخدمات المقدمة لهم، ويكمن التحدي في توفير المزيد من الدعم والمساعدة لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أوضاع صعبة جداً.

ومن الواضح أن الأزمة الإنسانية في اليمن مستمرة بسبب النزاع الدائر في البلاد، والتي تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي للتخفيف من المعاناة وتوفير الدعم اللازم للنساء والأطفال اليمنيين الذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية.