التصعيد العسكري في دارفور يودي بحياة العشرات
شنت قوات الدعم السريع قصفاً على مدينة الفاشر بولاية دارفور، أسفرت عن مقتل 32 مدنياً بينهم عشرة أطفال وفقاً لتنسيقية لجان المقاومة.

مركز الأخبار ـ مع اقتراب النزاع من دخول عامه الثالث، لا تزال السودان تشهد نزاعاً دائراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة.
أسفر هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية دارفور أمس الجمعة 11نيسان/أبريل، عن مقتل 32 مدنياً بينهم 10أطفال، وفقاً لما أفادت به تنسيقية لجان المقاومة التي أكدت أن قوات الدعم السريع استخدمت قصفاً مدفعياً عيار 120 وقناصات، بالإضافة إلى إطلاق سرب من المسيرات الانتحارية.
وأوضح المتحدث باسم شبكة أطباء السودان، أن مهاجمة قوات الدعم السريع لمعسكر "زمزم" للنازحين وقصف مدينة الفاشر بالمدافع الثقيلة هو تحول جديد في عمليات القتل التي بقيت تمارسها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
ولا تزال عمليات القصف والقتل وسط المدنيين، والذي يؤكد أنه تطور نحو الإبادة الجماعية لأكثر من 500 ألف مدني من النازحين والمهجرين والمدنيين أغلبهم نساء وأطفال بمعسكرات النزوح بولاية شمال دارفور وفقاً لما ذكرته التنسيقية.
ومنذ أن خسرت قوات الدعم السريع مواقعها في العاصمة الخرطوم في مارس/آذار الماضي، كثفت من جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور.
من جانبه قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إنه يخشى عواقب كارثية على المدنيين مع اقتراب النزاع من دخول عامه الثالث، مشدداً على أن يكون النزاع العنيف المستمر منذ نحو عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك، وعلى السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمر.
ونتيجة الحصار والتصعيد العسكري في ولاية دارفور ومدينة الفاشر، تعاني المخيمات المكتظة في ضواحي المدينة كمخيم "زمزم" بشكل كبير من نقص في الإمدادات ويعيش النازحون فيها ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، ويعتبر مخيم "زمزم" إضافة إلى مخيم "أبو الشوك" أحد المخيمات الثلاثة الكبيرة في ضواحي المدينة والذي يضم آلاف النازحين.
ومع انتشار المجاعة في مخيمات النازحين تفاقمت الأزمة الإنسانية داخل المخيمات، وسط توقعات بأن تمتد إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور بما في ذلك العاصمة الفاشر، وفق تقييم تدعمه الأمم المتحدة، وفي ظل هذه الأوضاع المتدهورة تشهد البلاد انقساماً عملياً في السيطرة، حيث يهيمن الجيش على المناطق الشرقية والشمالية، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من دارفور ومناطق في جنوب السودان.