"التصدي للتحرش في الأماكن العامة" حملة توعوية في بيروت

تستمر الحملة التوعوية التي انطلقت تحت شعار "تصدوا للتحرش في الأماكن العامة" على مدى خمسة أيام.

كارولين بزي

بيروت ـ تحت عنوان "تصدوا للتحرش في الأماكن العامة" نظمت لوريال باريس بالشراكة مع منظمة Right to Be وبالتعاون مع منظمة أبعاد، حملة توعوية حول التحرش وكيفية التصدي له في ABC أشرفية في بيروت، يوم الثلاثاء 1 تشرين الثاني/نوفمبر وتستمر لمدة خمسة أيام.

 

"التحرش يقلق النساء"

وعن الحملة التي تم تنظيمها وتستمر لمدة خمسة أيام قالت مديرة أعمال العلامة التجارية لوريال باريس في بيروت ميا عون "هدف لوريال باريس في العالم هو أن المرأة تستحق، وأن نعيد للمرأة الثقة بنفسها كما نشجع النساء وندعمهن لتكن قويات، وتحت شعار لوريال باريس "لأنك بتستحقي" أطلقت حملة تحت عنوان تصدوا للتحرش الجنسي في الأماكن العامة والشوارع".

وحول سبب تناول موضوع التحرش في الأماكن العامة من قبل العلامة التجارية العالمية، قالت "أجرت لوريال باريس مع شركة ايبسوس للإحصاءات دراسة حول ما يزعج المرأة ويؤثر على ثقتها بنفسها، وأظهرت النتائج أنه التحرش الجنسي في الشوارع. لذلك هدفنا أن نقوم بالتوعية ليتعرف الجميع على الخطوات التي عليهم اتباعها إذا ما صادفوا حالة تحرش في الشارع".

ومن أجل توعية الناس ولاسيما النساء على كيفية التعامل مع حالات التحرش الشخصية أو حالات التحرش بالآخرين، تعاونت لوريال باريس مع منظمة أبعاد، وأوضحت "نتعاون مع أبعاد لكي نقدم تدريبات حول التحرش وكيفية مواجهته لأكبر عدد ممكن".  

ولفتت إلى شعار آخر لهذا العام إلى جانب "تصدوا للتحرش في الأماكن العامة" وهو "أحمر الشفاه لا يعني نعم"، وأوضحت "إذ وضعت امرأة أحمر شفاه هذا لا يعني بأنني أسمح لأي شخص أن يتحرش بي، وهو الأمر الذي ينطبق على اللباس وأسلوب الحياة، فكل هذه المظاهر لا تسمح لأي شخص أن يتحرش بالمرأة".

 

 

"هكذا أدافع عن نفسي في حال تعرضت للتحرش"

وعن مشاركتها في الحملة التوعوية، قالت دلال حب الله "موضوع التحرش مهم، وهناك الكثير من الفتيات اللواتي تتعرضن يومياً للتحرش. من هنا يمكننا أن نزيد الوعي عند الفتيات حول كيفية الدفاع عن أنفسهن، وأيضاً كيف يمكن للشهود مساعدة الفتاة التي تعرضت للتحرش".

لن تتقاعس دلال حب الله عن الدفاع عن أي فتاة تتعرض للتحرش وقالت "في حال تعرضت فتاة أمامي للتحرش، سأصور ما يحصل وأدافع عنها".   

على الرغم من أن التحرش حالة شائعة جداً في مختلف المجتمعات ولكن لغاية اليوم هناك تضارب بالمفاهيم لدى البعض الذين يجمعون بين التحرش والاعتداء الجنسي.

 

 

"التحرش ينتهك خصوصية الفرد ومساحته"

وعن هدف تعاون منظمة أبعاد مع لوريال قالت زينب تويني من منظمة أبعاد "الهدف من هذا التعاون هو التوعية ضد التحرش الجنسي في الأماكن العامة. إذ أظهرت الإحصاءات الأخيرة بأن نسبة التحرش كبيرة جداً ولا يوجد وعي حول هذا الموضوع".

وأضافت "مفهوم التحرش غير واضح، لذلك من المهم بدايةً أن نعرّف ما هو التحرش، أنواعه وأشكاله وكيف يمكننا أن نواجهه في حال تعرضنا له أو كيف نتدخل للحد من هذا الفعل في حال كنا شهوداً على حالة تحرش في الشارع".

وأوضحت أن "التحرش يمكن أن يكون صيغة كلامية أو تتبع أو فعل ذا طابع جنسي ينتهك خصوصية الفرد ومساحته ويلحق الأذى به مما يدفعه للشعور بعدم الأمان وبأنه تحت التهديد، والقلق وعدم الاحترام والخوف وغير ذلك".

ولفتت إلى أن المدربات من أبعاد وهي إحداهن سيحضرن على مدى خمسة أيام لزيادة التوعية حول هذا الأمر "هنا نقوم بتوضيح المفهوم وأشكال التحرش وأثاره وفعل التدخل من خلال خطوات الـ 5D وهي ترمز إلى خمس كلمات تبدأ بحرف الـ D بالإنكليزية، ويتم تطبيق هذه الخطوات مباشرةً مع حدوث حالة تحرش أو قبل أن يقع فعل التحرش".

وأشارت إلى الخطوات الخمسة وهي صرف الانتباه، تفويض الأمر إلى صاحب سلطة، توثيق، تأخير، التدخل مباشرةً، ثم فندتها وأوضحت مفهوم كل خطوة، مثلاً "تبدأ من تأخير فعل التحرش مثلاً: إذا لاحظنا بأن هناك نية عند الرجل للقيام بفعل تحرش بفتاة ما في أحد الأماكن العامة، فنقوم بالتدخل وتأخير الفعل".

عن الخطوة التالية وهي Delegate، لفتت إلى أن هذا الخطوة يقوم بها الذي يتعرض للتحرش أو الشاهد على التحرش إلى اللجوء لشخص صاحب سلطة في المكان، مثلاً: إذا حصل فعل التحرش في الباص فإن سائق الباص هو الجهة التي لديها سلطة وبالتالي يمكن اللجوء إليه.

فيما يتعلق بـ Distract أو صرف الانتباه، أشارت إلى مقاطعة فعل التحرش عبر التظاهر بأنني صديقة للضحية أو أحاول السؤال عن شيء بهدف مقاطعة هذا الأمر.

من خلال Direct أو التدخل المباشر، يمكن الطلب مباشرةً من المتحرش أن يتوقف عن ممارسة فعل التحرش.

أخيراً Document أو توثيق وهو يعني أنه عندما نرى أي فعل تحرش بالشارع علينا التقاط صورة أو فيديو بهدف توثيق هذا الفعل وعرضها على الضحية في حال قررت أن تقاضي المتحرش يمكنها الاستعانة بالفيديوهات والصور.

 

 

"هكذا أؤثر على مجتمعي"  

وأوضحت رينا شيباني التي تشارك في الحملة أهمية توعية الناس على معنى التحرش وكيفية صده، وقالت "من الأهمية أن نرفع مستوى الوعي لدى الناس على أهمية التحرش لأن هناك كثيرون لا يدركون معنى التحرش وكيف يمكنهم أن يتصرفوا أو يساعدوا الضحية. لذلك علينا أن نعرف الخطوات التي يجب أن نتبعها لكي نستطيع أن نقدم المساعدة بالطريقة الصحيحة".

وتعتبر أنه لو ترسخ في بال بعض متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي ما نسبته 20 إلى 30 % فهو أمر جيد، لأن هؤلاء عندما يشاهدوا فعل تحرش سيتذكرون الخطوات التي ذكرتها ويتحركون مباشرةً لصد الفعل.  وأكدت في حال تعرضت للتحرش ستتبع خطوات الـ 5D.  

 

 

"علينا أن نكون قويات"

حضرت تريسي رحمة الحملة للتصدي لظاهرة التحرش في الأماكن العامة، وقالت "على كل فتاة ألا تسكت عن تعرضها للتحرش وأن تكون قوية".

ولفتت إلى أنها لم تتعرض للتحرش ولكنها تعرف الكثير من الفتيات اللواتي واجهن هذا الأمر "أعرف الكثير من الفتيات اللواتي تعرضن للتحرش وأثر الأمر عليهن سلبياً".

وأكدت بأنها لن تسكت في حال تعرضت للتحرش، مشيرةً إلى أنها ستدافع عن نفسها وعن كل فتاة تتعرض لهذا الأمر "سأقوم بأي شيء أستطيع أن فعله".

 

 

"تعرضت للتحرش ولم أعد اشعر بالأمان"

تينا رحمة إحدى الشابات اللواتي حضرن النشاط التوعوي، وأوضحت مفهومها للتحرش "التحرش هو قيام المتحرش بالتحديق بفتاة أو التلفظ بعبارات نابية تجاه فتاة تمر في الشارع".

على الرغم من أن أغلب الفتيات تتعرضن للتحرش لكن الاعتراف لا يزال نوعاً من المحرمات، إلا أن تينا رحمة اعترفت بأنها تعرضت للتحرش من قبل رجل في الشارع، وقالت "كنت في الشارع وكان هناك رجل يحدّق بي بطريقة مريبة فشعرت بالقلق، ما دفعني إلى تجنب المشي بمفردي في الشوارع لأن ذلك لم يعد يشعرني بالأمان".

وأضافت "شعرت بالخوف وهربت حينها. وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك توعية للجميع حول موضوع التحرش وحتى للمتحرشين حتى يتوقفوا عن هذا الفعل".