التغيرات المناخية ترفع من احتمالية حدوث الجفاف

تسبب التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري وارتفاع درجات الحرارة، في حدة الجفاف في السنوات الأخيرة في العراق وسوريا وإيران.

مركز الأخبار ـ كشفت دراسة حديثة لشبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن" التي تعنى بتحليل الرابط بين العوامل الجوية والتغير المناخي أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن التغير المناخي رفعت من احتمالية حدوث الجفاف أكثر بـ 25 مرة في سوريا والعراق، و16 مرة في إيران.

وأوضحت الدراسة التي نشرت أمس الأربعاء الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، أن سنوات النزاع وعدم الاستقرار السياسي تسببا بعدم قدرة البلدان على مواجهة الجفاف مما قدر ينذر بكارثة إنسانية، موكدةً أنه في ظل الظروف الحالية يزداد خطر تحول فترات الجفاف إلى أمر اعتيادي.

وأكدت الدراسة أن التغير المناخي الناجم عن حرق النفط والغاز والفحم، قد زاد من حدة الجفاف، مشيرةً إلى أنه لو كانت حرارة العالم أقل بـ 1.2 درجة مئوية أي ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية ما كان الأمر ليكون بهذه الحدة.

وكشفت الدراسة التي امتدت في الفترة ما بين تموز/يوليو من عام 2020 إلى حزيران/يونيو من العام الجاري،  أن منطقتين كانتا معرضتين كثيراً لتداعيات التغير المناخي وهما إيران ومنطقة حوض نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا ويعبران في سوريا والعراق، لافتةً إلى أن هاتين المنطقتين تشهدان حالياً "جفافاً حاداً" وفقاً للمقياس الأمريكي لرصد الجفاف.

وبدورها أشارت عالمة المناخ في "معهد غرانثام" في "إمبريال كولدج" بلندن لافريدريك أوتو أنه بعد سقوط الأمطار بمعدل جيد في 2020، مرت ثلاث سنوات كانت الأمطار فيها ضعيفة ودرجات الحرارة مرتفعة، مما تسبب في جفاف كانت له تداعيات قاسية على الزراعة.

وحث عالم مناخ من جامعة سمنان الإيرانية المشارك في هذه الدراسة على إدارة أفضل للموارد، موضحاً أنه "في منطقتنا، لم نحظ يوماً بأمطار كثيرة وهذا أمر عادي ولكن ليس من الجيد ارتفاع درجات الحرارة. نفقد جزءاً كبيراً من الأمطار بسبب التبخر، وإذا ما ارتفعت الحرارة أكثر في السنوات المقبلة، بإمكاننا توقع المزيد من التبخر".

وغالباً ما يلمس السكان تداعيات التغير المناخي والجفاف اللذين يؤثرا على المجتمعات الأكثر فقراً، كما أن الإنتاج الزراعي تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة في البلدين لا سيما في المناطق التي كانت سابقاً غنية بالقمح.

ووفقاً للدراسة تسبب الجفاف بنزوح نحو مليوني شخص في سوريا ممن يعيشون في المناطق الريفية، أما في إيران، فتسبب نقص المياه بـ"توترات" مع الدول المجاورة، كما أن تدني المحاصيل أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأكد تقرير للأمم المتحدة، أن عدد النازحين جراء التغير المناخي في العراق بلغ عشرات الآلاف، بسبب التوترات الناجمة عن توزع المياه، ففي البلد الذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، يعيش شخص من بين كل خمسة أشخاص في منطقة تعاني من نقص المياه.

وأوضح خبراء أن فترات الجفاف الطويلة لن تكون بعد اليوم "حدثاً نادراً" إذ أن موسم الجفاف قد يحل على الأقل مرة كل عشر سنوات في سوريا والعراق، ومرتين كل عشر سنوات في إيران، محذرين من أن فرضية حدوث الجفاف قد تتضاعف "في حال ازداد الاحترار العالمي بدرجتين إضافيتين عما كان عليه في فترة ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما قد يحصل في العقود المقبلة ما لم يتم التخلي سريعاً عن الوقود الأحفوري.