السودان... النزاع يطال مدن أخرى وانتهاكات بحق الصحفيين

ما زال القتال مستمراً في العاصمة الخرطوم، فقد هزت ضربات الأسلحة الثقيلة المنازل في ساحات متأخرة من الليل، كما ازدادت حدة المواجهات بين طرفي النزاع في مدن أخرى من البلاد.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ دخلت مدن سودانية أخرى خط المواجهات العنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ونقابة الصحفيين تندد بالاعتداءات التي طالت الصحفيين الذين يقومون بعملهم.

في المدن الثلاث للعاصمة السودانية الخرطوم يقضي المدنيون من بينهم النساء والأطفال أيام وليالي صعبة على خلفية الصراع الدائر منذ منتصف الشهر الماضي بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، تسبب ذلك بقلة الماء والغذاء وانقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصال ونهب للمستشفيات والمساعدات التي يتم إرسالها للمدنيين المحاصرين والفارين من مناطق الصراع بحثاً عن الأمان. 

وفي الشهر الثاني للنزاع دخلت مدينتي نيالا وزالنجي خط المواجهة، حيث قالت نقابة الأطباء أن عدد الضحايا من المدنيين الذين لقوا حتفهم في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بلغ 18 قتيلاً والعشرات من الجرحى، وأكدت النقابة أن عملية حصر عدد الضحايا والجرحى ما زالت جارية.

وبهذا يصبح عدد ضحايا النزاع الدائر في السودان من المدنيين 850 قتيلاً و3394 جريحاً بعضهم حالته غير مستقرة، ولكن يتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات.

ونوهت نقابة الأطباء إلى تضرر مرافق بمستشفى نيالا وسقوط قذيفة بالقرب من مركز غسيل الكلى لكن المستشفى لم تخرج عن الخدمة بعد ولا زالت تقدم خدماتها للمرضى.

وفي بيان لها أدانت نقابة الصحفيين السودانيين الانتهاكات التي تتعرض لها المؤسسات الصحافية والصحفيين، مؤكدةً أن الصحفيين يتعرضون لانتهاكات جسيمة من اعتداء وترهيب وترويع تحت تهديد السلاح، كما تم اقتحام منازل عدد منهم من قبل قوات الدعم السريع وتعرضوا كذلك للضرب والترويع كما تعرض آخرون للاحتجاز.

وكشفت النقابة عن تعرض صحفي في مدينة نيالا للاعتداء والترويع من قبل قوات الدعم السريع أثناء عمله على توثيق الأحداث الأخيرة في مدينته، كما سقطت قذيفة على منزل صحفي آخر أثناء الاشتباكات مما أسفر عن إصابته.

والجدير بالذكر أن حدة النزاع ازدادت في الآونة الأخيرة في وقت لم تسفر فيه المحادثات في مدينة جدة السعودية عن نتائج بعد بشأن الممرات الآمنة لمرور المساعدات الإنسانية التي اتفق الطرفان على فتحها في الاتفاق الذي قاموا بتوقيعه في جدة.