السودان... أكثر من نصف السكان معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي

تتفاقم أزمة جوع في جنوب السودان مع استمرار تدفق الفارين من الصراع في السودان، ويعد الأطفال أكثر تضرراً.

مركز الأخبار ـ نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل، بحسب الأمم المتحدة.

كشف تقرير أممي جديد عن بيانات مثيرة للقلق تفيد بأن 57 في المائة من السكان في جنوب السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف لعام 2025 مع فرار العائدين من الصراع في السودان، ومواجهة الأطفال الصغار بعضاً من أعلى مستويات الجوع وسوء التغذية.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي في بيان له إن أحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي صدر أمس الاثنين 18تشرين الثاني/نوفمبر، بين أن أكثر من 85 في المائة من العائدين الفارين من السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف القادم، بدءا من نيسان/أبريل.

ووفقا للتصنيف الجديد، سيشكل هؤلاء ما يقارب من نصف أولئك الذين يواجهون جوعاً كارثياً، حيث يكافحون لإعادة بناء حياتهم وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة وفيضانات شديدة وإعطاء الأولوية للموارد حيث تتجاوز الاحتياجات التمويل.

وأظهر التصنيف الجديد كذلك أن ما يقارب من 2.1 مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية، حيث يعود الأطفال إلى مراكز التغذية عدة مرات على مدار العام مع استمرار المعاناة من ضعف الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي.

وأكد أن المرض يعد عاملاً رئيسياً يساهم في سوء التغذية لدى الأطفال، وأن ما يقارب من نصف الأطفال المدرجين في البيانات التي تم جمعها كانوا مرضى في الأسبوعين السابقين.

وقال برنامج الأغذية العالمي في تقريره إنه في حين من المتوقع أن يعاني العائدون الفارون من الحرب في السودان من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي، فإن العديد من المجتمعات في جميع أنحاء جنوب السودان ستستمر في المعاناة مع استمرار الأزمة الاقتصادية والفيضانات الشديدة ونوبات الجفاف المطولة والصراع في تعطيل المكاسب التي تحققت.

المديرة القطرية وممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان ماري إلين ماكغروارتي شددت على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للجوع "المجتمعات تحتاج إلى السلام والاستقرار، وتحتاج إلى فرص لبناء أو إعادة بناء سبل العيش ومساعدتها على تحمل الصدمات المستقبلية".

وقالت ممثلة اليونيسف في جنوب السودان حميدة لاسيكو، إن المنظمة تشعر بقلق عميق من أن عدد الأطفال والأمهات المعرضين لخطر سوء التغذية سيستمر في الارتفاع ما لم يتم تكثيف الجهود لمنع سوء التغذية من خلال معالجة أسبابه الجذرية، إلى جانب توفير الدعم الغذائي الفوري لعلاج سوء التغذية بين الأطفال الأكثر عرضة للوفاة.