"الريحانيات"... معرض يعزز دور الحرفيات وتعريف بمنتجاتهن
سيستمر معرض "الريحانيات" الذي أقيم في مدينة قفصة التونسية، حتى يوم غد الأحد 17 كانون الأول/ديسمبر، بمشاركة عدد من الحرفيات للتعريف بمنتجاتهن وتعزيز دورهن في المجتمع.
إخلاص الحمروني
تونس ـ أكدت الحرفيات المشاركات في المعرض الذي أقيم في مدينة قفصة في العاصمة التونسية، على أن المعرض فرصة لهن لإثبات ذاتهن وتسويق منتجاتهن، حتى تتمكن من الاستقلال الذاتي.
افتتح أمس الجمعة 15كانون الأول/ديسمبر، بأحد المعارض التجارية بمدينة قفصة في العاصمة تونس، الدورة الثالثة لمعرض "الريحانيات" الذي يتسمر لمدة ثلاثة أيام وتنظمه ثلة من نساء قفصة، بمشاركة عدد من الحرفيات اللواتي تعملن في العديد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية بهدف التعريف بمنتجاتهن والبحث عن فرص أكبر للتسويق.
وعلى هامش المعرض قالت مديرة المعرض والحرفية ومهندسة الديكور الداخلي أنغام مرعوش "شاركت في العديد من المعارض على غرار معرض نابل، ومعرض الحمامات، والمنستير وهي مدن ساحلية سياحية تقع في شمال تونس، فكرت مع زميلتي عائشة معطا الله في جمع عدد من نساء مدينة قفصة الحرفيات ولهن مشاريع اقتصادية والتشارك معاً للقيام بمعرض تجاري يستمر لمدة ثلاثة أيام بهدف التعريف بمنتجاتهن وتسويقها".
وأشارت إلى أن المرأة في قفصة متمكنة ومبدعة لكنها تجد صعوبة في تسويق منتجاتها وبيعها بحكم رفض المجتمع الذكوري (سواء كان والدها أو شقيقها أو زوجها) خروجها من المدينة والمشاركة في معارض خارج قفصة، موضحة أن هذا المعرض يمثل حلاً جيداً لهذه الاشكاليات باعتباره حدثاً سنوياً يجمع النساء الحرفيات ويضم العديد من المشاركات في الكثير من الأنشطة مثل اللباس التقليدي، الحلويات، الإكسسوارات ومنتجات التجميل والزيوت الطبيعية.
وبدورها قالت المشاركة نورة إدريسة صاحبة مشروع حرفي "هذه مشاركتي الأولى في هذا المعرض، قمت بعرض منتجاتي اليدوية والتي تتضمن مواد تجميل وزيوت طبيعية، وأبحث عن فرصة لبيعها وتسويقها"، مضيفةً "بصفتي حرفية وصاحبة مشروع أشجع كل امرأة وفتاة للعمل على مشاريعهن الخاصة مهما كانت بسيطة وأن تتحلى بالصبر والمثابرة لأنها مع مرور الوقت ستنجح، وسيدر عليها هذا المشروع ربحاً مادياً وستتمكن بذلك من تحقيق استقلالها المادي وتصبح عنصراً فاعلاً في المجتمع، ومن الضروري أن تؤمن بقدراتها وتسعى لتطوير ذاتها".
من جهتها، قالت المشاركة سلسبيل عثماني "كوني حرفية وصاحبة مشروع في الصناعات التقليدية أهتم بخياطة وحياكة اللباس التقليدي القفصي، شاركت في هذا النشاط لعرض منتجاتي وحتى أتمكن من تحقيق الاستقلال المادي، فأنا أؤمن بقدرة المرأة على التغيير والنجاح، أشجع كل فتاة على تعلم أي حرفة والعمل على مشروع خاص بها، بهدف إثبات قدراتها في مجتمع ذكوري بالأساس".
ولفتت المشاركة آمال أحمدي إلى أنها تقوم مع ابنتها بعرض مختلف أنواع المعجنات التي تشتهر بها مدينة قفصة التي تقوم بصنعها في ورشتها الصغيرة، موضحة أنها كانت موظفة في القطاع العمومي وتقاعدت منذ عدة سنوات، لكنها لم تتحمل البقاء في المنزل دون ممارسة أي نشاط، لذلك شاركت في دورات تكوينية خاصة بصنع الحلويات وبمجرد حصولها على شهادة التكوين قامت بالمشاركة في المعرض.
وأضافت "أؤمن بمكانة المرأة في المجتمع ودورها القيادي، لذلك أشجع كل فتاة وامرأة على تعلم أي حرفة من أجل ضمان مستقبلها وعدم الاستسلام والبقاء في المنزل لأنها ستضمن بذلك مستقبلها واستقلالها المادي بعيداً عن تسلط الرجل".