"الموؤودة" رواية تبرز قضايا وأد أحلام وطموحات النساء في المجتمع
تطرقت الكاتبة والشاعرة أماني غيث في روايتها "الموؤودة" إلى الكثير من القضايا التي تتعلق بالمرأة بشكل عام منها النفسية والوجدانية والتي أفسحت لها المجال بأن تدخل إلى عمقها وتفكيرها.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ ضمن فعاليات معرض لبنان الدولي للكتاب وقعت الكاتبة والشاعرة أماني غيث روايتها الأولى "الموؤودة"، والتي تتمحور حول شخصية المرأة وما تتعرض له من تحديات ووأد لأحلامها من قبل المجتمع، وفي مراحل عدة من حياتها لتصل إلى حقوقها وحريتها التي تسعى إليها.
وقعت الكاتبة والشاعرة أماني غيث روايتها الأولى "الموؤودة" ضمن فعاليات معرض لبنان الدولي للكتاب أمس الجمعة 20 تشرين الأول/أكتوبر الصادر عن دار النهضة والواقعة، والمتضمنة 224 صفحة من القطع الوسط، وهو كتابها الثالث بعد كتاب "ملكة النيفا آنا أخماتوفا"، ومجموعتها الشعرية "فلترجموني بوردة".
وحول ذلك قالت الكاتبة والشاعرة أماني غيث "من يتابعني يعرف أني مناصرة لقضايا المرأة وهناك تاء التأنيث في كل أعمالي من مجموعتي الشعرية "فلترجموني بوردة" إلى "ملكة النيفا آنا أخماتوفا"، وهي ترجمة لقصائد مختارة للشاعرة الروسية آنا أخماتوفا إلى "الموؤودة" جميعنا يعرف ما معنى "الموؤودة" أي الفتاة التي كانت تدفن حية في المجتمع الجاهلي، هنا الوأد ابتعد عن الإطار السائد قديماً ويتعلق هنا بوأد الأحلام والطموحات والأمنيات والهوية".
وعن المواضيع التي تتطرق إليها الرواية لفتت إلى أنها في إحدى المحاضرات التي كانت تتابعها قال أحد الروائيين بأن "الروائي أو الكاتب يجب عليه معالجة موضوعين أو ثلاثة على الأقل في روايته"، مضيفةً أنه "في هذه البيئة التي نعيش بها نضطر إلى معالجة الكثير من المواضيع والقضايا وكما قالت الكاتبة والروائية بثينة العيسى "عندما نولد إناثاً، نولد قضايا" لذا عندما نتطرق إلى المرأة في رواياتنا نضطر إلى تناول الكثير من القضايا التي تتعلق بالمرأة، تناولت في كتابي هذا عدة مواضيع مثل العنف التي تتعرض له المرأة، الزواج المبكر ومعاناتها من المجتمع القاسي والمنفصم والمزدوج في المعايير، هنا في كتابي هذا وبطلتي التي تدعى "كفى يونس" والتي تناولت خلالها الصعوبات التي واجهتها ومعاناتها حتى وصلت إلى طموحها".
وأوضحت "لم تكن المرأة في هذا الكتاب ضحية فقط، بل تناولت الرواية قضايا كثيرة ومتشعبة، منها الذكريات، الذاكرة، الوحدة، القلق، الخوف، الطموح، الموت هنا في هذا الكتاب رؤية جديدة للموت وإعادة طرح لمفاهيم كثيرة كانت تُشرح بطرق مختلفة"، مشيرةً إلى أن كتابها نسوي وتناول قضايا المرأة من عدة نواحي منها النفسية والوجدانية والتي أفسح لها المجال بأن تدخل إلى عمق وتفكير المرأة.
وعن الرسالة التي أرادت توجيهها قالت "هذا الكتاب لا يتضمن رسالة واحدة، فكل قارئ يمكنه أن يستكشف إلى أين يريد أن يصل بطريقته، بعض القراء قد يجد أفكاراً لن يجدها قارئ آخر، الموضوعات التي طرحت بعمق والأفكار والجمل تضاربت، كل شخصية تقول شيئاً، وأنا رميت الكرة في ملعب القارئ كيف سيستكشف هو ما يريد، وتتضمن الرواية عدة أسئلة وهي فرضيات ليس فيها إجابات، وليست فقط رسائل وسيلاحظ القارئ أن هذه الشخصية هي الراوية، في بعض الأمكنة ستخاطب الرواية القارئ وستحترمه وسيكون شريكها، أحيانا سنشاهد ضمير المخاطب، ستشاركه وستسأله وستفتح معه جدلاً، فأنا لم أكن كاتبة ديكتاتورية ولا متسلطة، وضعت كل الشخصيات وأفلتهم على الورق ليكون هناك الإيجابي والسلبي، وليكون هناك الجواب والسؤال والفرضيات المختلفة، فأنا أترك للقارئ حريته".
وفي ختام حديثها قالت أماني غيث "هذا كتابي الثالث كتبت في البداية قصيدة نثر وانتقلت إلى الترجمة، ليس انتقالاً ولكنها كانت تجربة ثانية ومن ثم الرواية، الفرق أن القصيدة الشعرية أو قصيدة النثر بالنسبة لي هي كتابة أتوماتيكية ترمي النص مثل رمية نرد ثم تنتقل إلى نص آخر، وقد يكون الفارق بين نص وآخر سنوات كثيرة، أما الرواية فهي إعادة كتابة تكتب ثم تعيد ثم تعيد استغرقت في كاتبتها ثلاث سنوات، أما الترجمة فهي برأيي محاولة يجب على الأديب فيها أن يكون شريك الكاتب الأساسي، وأرى المترجم مسؤولاً كبيراً عندما ترجمت لـ "آنا أخماتوفا" كنت أشعر وأتخيل نفسي جالسة أمامها منتظرة كل نص أو قصيدة"، لافتةً إلى أنها "درست أثناء تخصصي الجامعية الرواية والنقد والمسرح والسينما والفن واللوحات لذلك سأقوم بتجربة كل الأنواع الأدبية".