المهرجان الدولي لفيلم المرأة يناقش صورة المرأة في السينما العربية
شددت الباحثة التونسية إنصاف وهيبة على ضرورة منح النساء فرص عمل داخل السينما، مع مراعاة ظروفهن التي تتطلب منهن أحياناً تضحيات كبيرة.
رجاء خيرات
المغرب ـ قدمت الباحثة التونسية إنصاف وهيبة على هامش المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، النسخة الفرنسية لكتاب "صورة المرأة في السينما العربية"، مؤكدة على أن التطور الذي أحرزته المرأة في عدة مجالات انعكس بشكل إيجابي على السينما وعلى المجتمع كالكل.
شاركت الباحثة التونسية في السينما والمجال السمعي البصري والأستاذة بجامعة السوربون الجديدة بفرنسا إنصاف وهيبة في إصدار سنوي لمهرجان أسوان لسينما المرأة بمصر بشراكة مع المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا حول "صورة المرأة في السينما العربية"، وقالت أن حصول المرأة على حقوقها كاملة يعطيها مساحة أكبر للتعبير عن رأيها والخوض في قضايا تخصها بحرية كبيرة، دون أن يتم إغفال القوانين التي تسرع من وتيرة تقدم المجتمع برمته.
وأكدت أن المخرجات التونسيات والمغربيات أصبحن رائدات في مجال السينما، سواء من حيث العدد أو المواضيع التي تتطرقن لها، وأنه حان الوقت لتكسير الصور النمطية للنساء في السينما، واعتماد كتابة سيناريوهات برؤية جديدة ومتطورة تكسر هذه الصور والكليشيهات.
وعن البحث الذي أجرته حول صورة المرأة في السينما التونسية والذي كتبت عنه مقالاً في الكتاب الذي تمت ترجمة نسخته العربية إلى الفرنسية بمبادرة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا هذه السنة، إلى جانب باحثين/ات آخرين من عدة دول (16 دولة عربية)، أوضحت إنها عملت جرداً للنساء اللواتي تعملن خلف الكاميرا، وطلبت من وزارة الثقافة التونسية أن تمدها بنسبة النساء اللواتي تعملن في المجال التقني وهندسة الصوت والصورة، لتقف على حقيقة أن عدد النساء خلف الكاميرا يزداد يوماً بعد يوم في تونس وفي باقي البلدان العربية، حيث ارتفعت النسبة لتتجاوز الرجال في بعض المجالات.
وبينت أنه في مصر مثلاً تفوق نسبة العاملات في المونتاج نسبة الرجال العاملين فيه، حيث أرجعت أسباب الإقبال المتزايد للنساء في العمل بمجال السينما إلى التغير الذي طرأ على المجتمع ورؤيته للسينما بشكل عام، حيث أصبح أكثر تقبلاً لوجود النساء في السينما.
واعتبرت أن تنظيم مهرجان لفيلم المرأة في سلا وفي أسوان يفتح المجال للنقاش والحوار والاعتراف بدور المرأة وتواجدها كفاعلة أساسية في الحقل السينمائي وليس فقط كموضوع، سواء كممثلة أو مخرجة أو مديرة تصوير أو منتجة، مبينةً أن هناك نساء عديدات دخلن مجال الإنتاج في العالم العربي، في الوقت الذي كان فيه الإنتاج ذكورياً بامتياز.
وأشادت بتواجد أسماء عديدة لمنتجات عربيات عملن في لجن تحكيم للمهرجانات السينمائية العربية والعالمية، فضلاً عن حصول المخرجات العربيات لجوائز قيمة في الإخراج والتشخيص، مثل المخرجة والمنتجة الفلسطينية فرح النابلسي بفيلمها "الهدية" الذي يجسد دور المقاومة الفلسطينية، حيث وصلت للأوسكار، وكذلك التونسية كوثر بن هنية التي وصلت بدورها للأوسكار، والمغربية أسماء المدير، وهذا يعكس نجاحاً مهماً للمرأة في هذا المجال، كما أنه دليل على أننا في حاجة لتشجيع المرأة في مجال السينما.
ولفتت إلى أن هذا التشجيع لا يعني الدخول في معركة مع الرجال، لكن القصد منه هو فسح المجال أكثر فأكثر للنساء، مستشهدة بما قالته المخرجة والمنتجة المصرية عطيات الأبنودي، وهي واحدة من أهم المخرجات العربيات في الفيلم التسجيلي، بأنه عندما تصبح نسبة النساء داخل البرلمان 50%، لن تعود هناك حاجة للحديث عن تواجد النساء في أي مجال من المجالات.
وشددت على ضرورة منح النساء فرص داخل السينما، مع مراعاة ظروف عملهن التي تتطلب منهن أحياناً تضحيات كبيرة، وهو ما يدفع ببعضهن إلى التخلي عن مشاريعهن وتحقيق أحلامهن، كأن يطلب منها العمل حتى ساعات متأخرة من الليل وهو ما لا يتماشى وظروفها العائلية مرات كثيرة.
وحول أهمية التسجيل والتوثيق، دعت إلى البحث في تاريخ حضور المرأة في السينما العربية، مؤكدةً أن بعض الأبحاث الغربية توصلت أخيراً إلى أن أول من أسس السينما في مصر هي امرأة، وبالتأكيد أن أبحاثاً أخرى ستقود إلى اكتشاف العديد من النساء الرائدات في مجال السينما واللواتي لم يلتفت لهن أحد ولا نعرف عنهن شيئاً، وهو دور الباحثين لتسهيل الولوج إلى الأرشيف، والكشف عن أسماء لممثلات وتقنيات ساهمن بشكل كبير في صناعة أفلام دون أن تظهرن للعل