'الضغط على الناشطات في الاحتجاجات لن ينال من إرادتهن وصمودهن'
بعد ثورة "المرأة حياة حرة" Jin jiyan azadî تعرضت المحتجات والناشطات والحقوقيات للضغوطات من بينها كثرة الاستدعاءات تحت ذرائع مختلفة، لكنهن رغم ذلك لا تزلن مستمرات في مقاومتهن حتى تنلن الحرية.
نسيم محمد خاه
أورمية ـ قادت النساء والناشطات الانتفاضة الشعبية في إيران التي انطلقت بعد مقتل الشابة جينا أميني، وكن حاضرات في جميع النشاطات والاحتجاجات، لكن السلطات حاولت زرع الخوف في نفوسهن من خلال استدعائهن وتهديدهن ورفع دعاوى بحقهن.
تهدف السلطات الإيرانية من خلال الضغط على المحتجات اللواتي تولين دور القيادة في الانتفاضة الشعبية واعتبرن أنفسهن مسؤولات عن استمرارها إلى منع التجمعات، لكنهن أكدن أنه مهما ممارسات السلطات من ضغط عليهن لن يتمكن ذلك من إيقاف تقدمهن.
تقول جيلا. ر البالغة من العمر 17 عام "في بداية تشرين الأول من العام الماضي بعد التجمعات في المدن المختلفة وفي أحدى الأيام وعند عودتنا من المدرسة كنا نردد شعار الانتفاضة " Jin jiyan azadî" لم نكن نعلم أن هناك رجل في منتصف العمر يقوم بتصورينا سراً، وبعد حوالي أسبوع اتصلت المخابرات بوالدي طلب منه حضوري وبعد موافقة والدي على الذهاب من أجل أن لا يقوموا بمداهمة منزلنا، ذهبت معه وبعد وصولي إلى مكتب الاستعلامات، انتظرنا لمدة ساعتين من ثم نقلونا إلى إحدى الغرف وفي تلك الغرفة أجرى رجل مقابلة معي وطلب معلومات عن أصدقائي ومدرستي".
وأضافت "أبلغني المحقق أنني أقود المسيرات وقاموا بإعطائي استمارة تتضمن معلوماتي الشخصية وأسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم حاولوا الضغط علي عبر التهديد بمنعي من الدراسة ورفع قضية ضدي، وأخيراً طلبوا مني أن أصبح مخبرة لصالحهم، لكنني رفضت هذا الموضوع بشدة وقلت أنني مستعدة للعقاب وغير مهتمة بالتهديدات، ليقوموا بتهديدي عدة مرات من خلال تقديمي إلى المحكمة وطردي من المدرسة، وبعد الاستجواب عدنا إلى المنزل".
من جانبها أكدت المعلمة ش. م التي تم استدعائها عدة مرات "بعد مقتل جينا أميني على يد السلطات بذريعة عدم تقيدها بالحجاب الإلزامي قمت بنشر قصة على صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم استدعائي إلى الأمن وبعد ذهابي تم وضع صورة مطبوعة لقصتي أمامي وبدأ ضابط الأمن بتهديدي وطلب مني التوضيح، فدافعت عن نفسي، وبعد ذلك وبعبارات تهديد أخرج هاتفه وقال أنه سيتصل بإدارة المخابرات لاعتقالي، كما هددني بالطرد وبعد نصف ساعة أعطاني ورقة وطلب مني التوقيع عليها، تضمنت هذه الورقة التزاماً بعدم نشر أي قصص وما إلى ذلك على مواقع التواصل" موضحة أنه "حتى لو لم يتم طردي من العمل، فلن يسمحوا لي بالترقية في المناصب، وبعدها تم استدعائي أربع مرات للأمن وفي كل مرة كانوا يهددونني بأن أي نشاط صغير سيسبب لي مشاكل".
وأكدت أنها رغم الاستدعاءات ألا أنها لم تستسلم للتهديدات، وواصلت نشاطها وشاركت مع المعلمين الآخرين في محادثات ومناقشات حول مواضيع مختلفة كالحاجة إلى إجراء تغييرات في الوضع الحالي "كان هدفنا تربية جيل جديد عقلاني وقادر على نيل حريته، على عكس النظام التعليمي الذي يريد خلق جيل خاضع لهم، سنحاول تعزيز التفكير النقدي لديهم والقدرة على طرح التساؤلات ومعرفتها".
وبدورها أوضحت إحدى الناشطات المدنيات في شرق كردستان والتي تم اعتقالها خلال الانتفاضة الشعبية العام الماضي سارينا. ه "في صباح أحد الأيام عندما كنت في المنزل داهمت قوات الأمن منزلي بحجة فحص عداد الغاز، واعتقلني عدد من الرجال ومعهم امرأة إلى مكان مجهول واستجوبوني لمدة يوم، لكن بسبب عدم وجود أي دليل لتوجيه الاتهامات لي، لم يتمكنوا من إثبات أي شيء، وفي اليوم التالي وبعد تقديم الوثيقة أطلقوا سراحي، ومنذ ذلك الحين تم استدعائي خمس مرات، وعادة ما تتم هذه الاستدعاءات قبل أيام بمهمة تتعلق بالانتفاضات الشعبية أو المناسبات مثل عيد النوروز".
ولفتت إلى أنه "خلال فترة الاستدعاء قالوا لي بشكل مباشر أنه يجب علي مغادرة إيران أو عدم القيام بأي أنشطة وفي بعض الحالات حاولوا إذلالي بأسئلة مستهدفة، لكن تهديداتهم بالقتل والاغتصاب لن تثير الخوف في نفسي"، مضيفة أنه "تم استدعاء بعض رفقاي بذرائع مختلفة وجراء هذه الاستدعاءات في صيف هذا العام، أجبر أحد أصدقائي المقربين للذهاب إلى إحدى الدول الأوروبية".