الاحتلال التركي يستهدف المدنيين بلقمة عيشهم
يمتنع الأهالي في القرى الحدودية من جني محاصيلهم التي تقع على خط التماس والتي تبلغ مساحتها أكثر 6000هكتار من الأراضي الزراعية نتيجة تعرضها للقصف المستمر.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ طالب أهالي القرى الحدودية بإيقاف الهجمات المستمرة للاحتلال التركي التي تستهدفهم بلقمة عيشهم وتمنعهم من جني محصول الزيتون.
مع مطلع تشرين الأول/أكتوبر يباشر المزارعين/ات بجني محصول موسم الزيتون بينما القرى المحاذية لخطوط التماس مع المناطق المحتلة يراقبون محاصيل كرومهم بتنهيد ودمعة وهي تحت القصف وتتعرض للحرق غير قادرين على جني محصولهم كغيرهم لأنهم مجاورين ومعرضين لانتهاكات الاحتلال.
بحسب الإحصائية التي أوضحتها لجنة الزراعة في مدينة منبج فأن مساحة الأراضي الزراعية المنتشرة على الخطوط المحاذية للمناطق المحتلة في خطي الياسطى والفارات الممتدتان من شمال شرق منبج إلى شمال غربها تقدر بـ 11906 هكتار، ومنها 6000 هكتار على خط التماس المعرض للقصف المستمر والتي لا تتلقى أي خدمة أو عناية وجزء منها قد التهمته الحرائق.
وللاطلاع على الأوضاع اتجهنا إلى القرى المحاذية للمناطق المحتلة في شمال غرب مدينة منبج ومنها قرية الدندنية التي تتعرض أراضيها الزراعية وكرومها بشكل دائم للقصف والذي التهم الحريق نصف مساحتها وما تبقى منها معرض لذبول والتلف لعدم تلقيها العناية والخدمة، وحول ذلك قالت زكيا المحمد من قرية الدندنية "واقعنا كأهالي في القرى الحدودية مع الاحتلال التركي يرثى له، القصف المكثف على قريتنا يعكس سلباً على واقع حياتنا اليومية من كافة الجوانب".
وحول انعكاسات القصف على واقعهم الاقتصادي كونهم يعتمدون على محاصيل الأشجار من فستق ورمان والزيتون أوضحت "نعتمد على دخلنا من كروم الزيتون ولأن أرضينا واقعة على خط التماس لا يمكننا الاستفادة منها وجني محصلوها ولا خدمتها، فنحن أصحاب الزيتون نقوم بشراء الزيت والزيتون لأننا لم نعد نجني شيء أو نستفيد من أرضينا".
وأوضحت "سخرنا كل طاقتنا بهذه الأشجار التي زرعناها بذرة حتى اثمرت بحفر الآبار والاهتمام واليوم نتيجة الانتهاكات التركية انحرمنا من ثمارها فلم نعد نرى منها سوى مشاهد الحريق وهي تلتهمها ونحن قد اسقيناها بعروق جبيننا وتلك المشاهد من خلف السواتر توجع قلوبنا وتدمع أعيننا لقلة حيلتنا من التصدي لهذه الهجمات التي تحاربنا بلقمة عيشنا"، مبينةً "منذ تدخل الاحتلال التركي بالأراضي السورية واحتلاله لمساحات واسعة من أراضي سوريا ومنها القرى المحاذية لأراضينا نحن نعيش هذه الحالة".
وعن تأثير القصف على واقع حياتهم اليومية بينت "القصف بات مرعباً لعشوائيته ومؤخراً باتت الطائرات المسيرة أيضاً تحلق في الأجواء الأمر الذي بات يثير خوف الأهالي ويفزع الأطفال"، متسائلةً "أي إسلام هذا الذي تدعيه تركيا؟ متى كان الإسلام ينشر الرعب والخوف ويقتل الاطفال".
ومن جانبها أعربت أحلام تامر من قرية الدندنية عن استيائها من حالة الحرب المستمرة منذ 12 عاماً "منذ اندلاع الأزمة والحرب لم نعيش الراحة وفي سنوات الـ 6 الأخيرة نتيجة الهجمات التركية وقصفها التي تستهدف قرانا نعيش دائماً في حالة قلق وخوف وتوتر، فمن جانب تتعرض أرضينا خلف الساتر للقصف والحريق ومن جانب أخر منازلنا تتعرض للقصف العشوائي، فالمدارس في القرى الحدودية علقت دوامها خوفاً على حياة الأطفال منذ عشرة أيام بسبب عنجهية القصف".
وأوضحت "تصادف هذه الفترة موسم جني محصول الزيتون ولكن بسبب هذه الهجمات لم نجني محصول الزيتون الخاص بنا، وهذه ليست السنة الأولى التي ننحرم فيها من جني المحاصيل بل منذ 6 أعوام وحتى الأن، ونحن نعيش هذه الحالة، فالإصرار على العمل في ظل هذه الظروف هو بمثابة اللعب مع الموت لأنها مخاطرة كبيرة أن تقترب من أراضي باتت مقصداً للقصف، وهذا ليس حال كروم الزيتون فحسب بل كروم الرمان والعنب والفستق والأراضي البعلية التي تحتاج لعناية ومتابعة متواصلة، ولكن كلها باتت تالفة نتيجة عدم رعايتها بالشكل المطلوب".
واستنكرت في ختام حديثها هجمات الاحتلال التركي التي تستهدفهم بلقمة عيشهم وناشدت المجتمع الدولي بإيقاف تركيا عند حدها.