الإبادة الأرمنية... مرآة تفضح وحشية الدولة العثمانية على الإنسانية
تحت شعار "الإبادة الأرمنية… جرح ما زال نازفاً"، اتحاد المرأة الأرمنية بمدينة دير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا يحيي الذكرى الـ 110 للإبادة الأرمنية.

دير الزور ـ الإبادة الأرمنية أو المحرقة الأرمنية عملية قتل جماعي ممنهج وطرد للأرمن، شكلت جزء من سياسية التتريك المفروضة بالقوة، جمعت مئات المثقفين وأعيان الأرمن واعتقالهم وترحيلهم، إلا أن غالبيتهم لقي حتفه وتعرضت النساء والفتيات للاغتصاب.
يصادف هذا العام الذكرى الـ 110 للإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الشعب الأرمني عام 1915، واستنكاراً لهذه الإبادة نظم اتحاد المرأة الأرمنية في دير الزور ندوة تحت شعار "الإبادة الأرمنية… جرح ما زال نازفاً"، اليوم الأربعاء 23 نيسان/أبريل، بحضور العشرات من عضوات الاتحاد وممثلات عن مؤسسات ومجالس المنطقة.
جرى خلال الندوة التأكيد على أن ما تعرض له الشعب الأرمني من قتل وتهجير وتطهير عرقي على يد الدولة العثمانية، لا يزال جرحاً مفتوحاً، وأن سياسات الإبادة والإنكار لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، عبر ممارسات الاحتلال التركي التي تُعد امتداداً مباشراً لسياسات الدولة العثمانية.
وعلى هامش الفعالية، قالت نوشيك سركس، الرئاسة المشتركة لاتحاد الأرمن في دير الزور "نحن اليوم بصدد ندوة تهدف إلى التعرف بشكل أعمق على تاريخ الأرمن، وتسليط الضوء على الإبادة التي تعرض لها الشعب الأرمني على يد الدولة العثمانية، هذه الإبادة ليست مجرد فصل من الماضي، بل إن التاريخ يعيد نفسه اليوم من خلال ما يقوم به الاحتلال التركي من ممارسات وحشية على إقليم شمال وشرق سوريا، من قهر وقتل وتنكيل بحق الشعب السوري، مثل هذه الندوة تساهم في تعزيز فهمنا المشترك لتاريخ الأرمن، والتأكيد على أننا جميعاً أبناء وطن واحد، حيث تتعايش فيه جميع المكونات والأقليات السورية".
كما سلطت ريم الفارس، في منظمات المجتمع المدني، الضوء على أهمية هذه الذكرى "عام 1915 أي بعد مرور 110 أعوام على الإبادة الأرمنية، تلك الجريمة الوحشية التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الشعب الأرمني، والتي وُصفت بأنها من أبشع الجرائم في القرن العشرين"، مشيرةً إلى أن "الفعالية اليوم جمعت ممثلات عن مختلف الهيئات النسائية والمديريات في دير الزور، بهدف التعريف بتاريخ الأرمن، وأماكن تواجدهم، وثقافتهم، والظروف التي أحاطت بتلك الإبادة، حيث كانت نتائجها كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولأنها شكلت جزء من التاريخ لذلك علينا أن نعرفه ونوثقه".