اختتام أعمال المؤتمر الدولي الأول لحماية التراث المادي واللامادي
شاركت وفود من الجامعات الدولية الغربية في المؤتمر الدولي الأول عبر تطبيق الزووم، لتسليط الضوء على مدى أهمية المؤتمر، وحث الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في الأزمة السورية لحماية التراث في ظل النزاعات.
الرقة ـ اختتمت أعمال المؤتمر الدولي الأول لحماية التراث الثقافي المادي واللامادي بيومه الثالث، اليوم الثلاثاء 7 تشرين الثاني/نوفمبر، بجملة من التوصيات والمقترحات الهامة، وتكريم أبرز المشاركين كباحثين ومختصين أكاديميين إلى جانب المكونات والشخصيات من الدول الخارجية التي شاركت في المؤتمر الدولي الأول بدروع تكريمية وبطاقات شكر مقدمة من جامعة الشرق في مدينة الرقة.
بدأت المحاضرة الأولى بالمشاركات الدولية عبر تطبيق الزووم ومداخلات من قبل الحضور قُدمت خلالها العديد من الأفكار والآراء وحثت المشاركات على أهمية حماية التراث المادي واللامادي وطرح مقترحات لحماية المواقع الأثرية وطرق الوقوف أمام تجار المواد الأثرية الثمينة.
وألقى الباحث الأكاديمي البريطاني في علم الجريمة دافيد سيوبر، محاضرة تحت عنوان "تحليل أسلوب جريمة تهريب الآثار عبر الحدود من سوريا وإليها"، مشيراً إلى طرق تهريب الآثار واستغلال الحروب والأزمات في المناطق لتهريبها "قمنا بإجراء دراسة عن تهريب الآثار عبر الحدود وبيعها بأسعار باهظة للدول الأخرى فتم الوصول إلى نتيجة بأن المناطق الحدودية معرضة أكثر لتهريب الآثار".
وذكر طريقة التجارة بالآثار "بعض تجار الآثار يقومون بسرقتها تحت اسم أنهم سياح وتصديرها إلى الخارج، فضلاً عن وجود شبكة مهربين لتهريبها من الحدود، فهناك نوعيين من الاتجار بالآثار من المتورطين في بيع القطع الأثرية أحياناً يتعاملون مع القوات العسكري والسكان أي يعني جهة مدنية وجهة عسكرية، على سبيل المثال أثناء وجود داعش الذي أعطى الرخصة والشرعية لتهريب الآثار إلى جانب التهريب الفردي من قبل بعض التجار، فالإتجار بالآثار الثمينة وذات التاريخ العريق تعتبر جريمة منظمة".
وعبر عن سعادته بمشاركته في المؤتمر الدولي الأول لحماية التراث في مدينة الرقة "أرى أهمية كبيرة لهذا المؤتمر الدولي الذي عقد في الرقة عن التراث، ولفت انتباهي الكثير من الأمور كالجانب الثقافي والتراث لمكونات هذه المناطق التي عرضت بالخيم، فكان لإقامة هذا المؤتمر أهمية بالغة في مستقبل المواقع الأثرية وواقع الآثار بشكل عام".
وأشار إلى أنه "بدورنا كباحثين في الجامعات سنسعى إلى أن نصل إلى الأقسام والدراسات في جامعة الشرق لنحاول دعمها في المستقبل وإرسال وفود إلى مناطق شمال وشرق سوريا للوصول إلى الأفضل".
وعن أهمية التوصيات والمقترحات، أشارت الدكتورة في جامعة "ماكتيبول" في ألمانيا عفراء أحمد اليوسف "أهم التوصيات والمخرجات الأخيرة للمؤتمر التي لفتت انتباهي هي توعية الأطفال في المدارس وتوعية المجتمع على أهمية الآثار كون الأطفال هم الأجيال القادمة الذين سيحمون التراث، والتشديد على أهمية التراث المادي واللامادي، إلى جانب التوصيات بمطالبة المنظمات المسؤولة في المنطقة لحماية المواقع الأثرية وعدم جعلها أماكن للحروب الدائرة".
وعبرت عن سعادتها بمشاركتها في المؤتمر الدولي الأول لحماية التراث "نسعى إلى تطوير الجامعة والأقسام العلمية فيها، وتفعيل قسم نشر التوعية للحفاظ على تراث المنطقة، وسنساهم في تطبيق ما تعلمناه من الجامعة لتطوير جامعة الشرق وأقسامها العلمية والدراسية".
ومن أهم توصيات المؤتمر القيام بحملات التوعية بين المجتمع لحثهم على أهمية التراث وحمايته، إنشاء قاعدة بيانات للمواقع الأثرية، تفعيل لجان قانونية ومجتمعية ومدنية لحماية التراث في ظل النزاعات، توجيه مذكرات للأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في الأزمة السورية لإيقاف التعديات على التراث الثقافي في مناطق سيطرتهم، التواصل مع الشخصيات المحلية والدولية لإعداد مذكرات تحدث على استرجاع القطع الأثرية المسروقة وربط الأرشيف الأثري والمتحفي في منظمة الانتربول الدولي، العمل على إعادة قراءة قانون الآثار توثيق ما يحدث من انتهاكات من قبل باحثين مختصين، تعريف المجتمع بأهم الاتفاقيات التي تنص على معاقبة لصوص وتجار الآثار ومروجيها.