8 أشهر على وقوع الزلزالين... سمسور غارقة في سحابة من الغبار
بالرغم من مرور ثمانية أشهر على وقوع الزلزالين المدمرين في تركيا وشمال كردستان، لم تنتهي بعد عمليات هدم المباني المتضررة بشدة حتى الآن، حيث تغطي سحابة من الغبار سماء مدينة سمسور التي شهدت زيادة في الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي.
مدينة مامد أوغلو
سمسور ـ كشفت الجمعية الطبية التركية ومنصة الحق في هواء نقي، في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، عن نتائج تحليلات الأسبستوس التي أجرتها في المنطقة بعد حدوث زلزالين مدمرين في شباط/فبراير الماضي.
أثبت التقرير الصادر عن الجمعية الطبية التركية ومنصة الحق في هواء نقي، وجود مادة الأسبستوس في مركز مرعش والبستان وسمسور، كما تم اكتشاف أنواع مختلفة من الأسبستوس في ٢ من أصل ٣٠ عينة مختلفة تم أخذها من مدينة سمسور فقط، التي تعد من المدن الأكثر تضرراً جراء الزلزالين الذين تسببا في تدمير ما يقارب من 5 آلاف و953 مبنى، فيما صدر قرار هدم طارئ لـ 20 ألف مبنى لحقت بها أضرار جسيمة أي لم تعد صالحة للسكن.
عمليات الهدم لم تنته منذ ٨ أشهر!
بينما يستمر العمل على المباني التي شملها قرار الهدم، تعيش المدينة تحت سحابة من الغبار الناتج عن عمليات الهدم المستمرة منذ ٨ أشهر، إن المواطنين الذين لا يستطيعون الخروج من الحاويات والمنازل بسبب أعمال الهدم يعانون من أمراض عديدة نتيجة الغبار المنتشر، وبينما بدأت تظهر أمراض خطرة متعلقة بالجهاز التنفسي بالظهور في المدينة، تم تشخيص إصابات عديدة بمرض الربو وخاصة لدى الأطفال وهناك مخاطر من أن يصبح في مستوى مزمن.
"الأهالي يعيشون مع سحابة من الغبار"
وحول المخاطر الناتجة عن الإهمال في المدينة التي يتم فيها تجاهل الصحة العامة، أوضحت الرئيسة المشتركة لنقابة عمال الصحة والخدمة الاجتماعية لفرع سمسور، أمينة إسن أولوبي، أنه على الرغم من مرور ثمانية أشهر على حدوث الزلزال، لم يتم التوصل إلى حلول دائمة لأية من المشاكل، مشيرةً إلى أن جميع الآليات تنفذ ببطء شديد "بعد الزلزال اضطر الأهالي للتوجه إلى المقاطعات التي لم يحدث فيها الزلزال والمكوث هناك لفترة من الوقت، وللأسف لم تبدأ عمليات هدم المباني المتضررة بشدة في المدينة في تلك الفترة التي خلت المنطقة من السكان بل بدأت في أشهر الصيف، وعندما عاد الناس إلى مدنهم، واجهوا سحابة من الغبار، كما بدأت عملية هدم المباني المتضررة بشدة في أديامان".
"لم يتم اتخاذ أي احتياطات"
وأشارت إلى أن عدم القيام باتخاذ أي احتياطات وتدابير وقائية تتسبب في أمراض عديدة تهدد الصحة العامة "إن العمال الذين يقومون بعملية الهدم لا يرتدون الأقنعة ومعدات الحماية الخاصة بهم، كما يتم فصل وفرز الحديد في ساحة الأنقاض نفسها، لقد ذكرنا على كل منصة أن عملية الفصل هذه يجب أن تتم خارج مناطق الأنقاض ويجب تغطية الشاحنات بشوادر عازلة أثناء نقل الركام، ونظراً لعدم اتخاذ هذه الاحتياطات، يغطي الغبار المواطنين والأطفال بكثافة".
إصابة الأطفال بأمراض مزمنة وأبرزها الربو
وأوضحت أن الشكاوى الصحية المتكررة في الوحدة الصحية والمستشفيات جميعها متعلقة بأمراض الجهاز التنفسي، والأطفال والنساء هم الفئة الأكثر إصابة بالأمراض المزمنة "على الرغم من أن انتشار الغبار لوحده يمثل خطراً جدياً على الصحة، ومع احتواء هذا الغبار على مادة الأسبستوس يزيد من درجة خطورته وضرره على الصحة العامة، إن الدراسات المتعلقة بالأسبستوس التي تجرى في هذه المرحلة هي دراسة تمكن من التعامل مع أمراض السرطان التي ستحدث في المستقبل، لكن هذا الغبار المتصاعد انتشاره خلال هذه الأعوام يؤثر بشكل جدي على الحياة اليومية لسكان المدينة، وخاصة الأطفال فقد تم تشخيص العديد منهم واتضح أنهم مصابون بالربو".
"آليات الإشراف غير كافية"
ونوهت إلى أن آليات الإشراف لم تكن كافية خلال عملية الهدم التي انتهك فيها الحق في الحياة "لا زلت أعاني من السعال منذ مجيئي إلى هذه المدينة بعد الزلزال، وهناك حالة سيلان الأنف واحمرار العينين المنتشرة بين الجميع، وأنا من ضمنهم، إن هذا الوضع يعود إلى عدم اتخاذ أي احتياطات أثناء أعمال إزالة الأنقاض، حتى احتياطات رش المياه الضرورية لا يتم اتخاذها هنا، إن آليات الإشراف هنا غير كافية أبداً، وللأسف، شعبنا غير واعٍ للأمر، يتنفس الناس الغبار هنا بدلاً من الهواء النقي، سوف تتفاقم هذه الحالة أكثر في الفترات المقبلة، إن هؤلاء الأبرياء لا يستحقون العيش مع هذا الغبار، لقد تم انتهاك حقهم في الصحة وفي الحياة".