%75 من عمليات الإعدام المسجلة في العالم نُفذت في إيران
أعلنت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي عن زيادة كبيرة في عمليات الإعدام في إيران والتي سجلت بنسبة 75% من عمليات الإعدام المسجلة في العالم.
مركز الأخبار ـ زادت السلطات الإيرانية من استخدام عقوبة الإعدام خاصة بعد إعدامها عدد من محتجي الانتفاضة الشعبية أو من لهم صلة بها، لبث الرعب بين الناس وتشديد قبضته على السلطة الأمر الذي يسلط الضوء على الأثر الذي تتركه عقوبة الإعدام على المجتمعات.
في تقريرها السنوي حول عقوبة الإعدام، أكدت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء 29 أيار/مايو، أن عدد عمليات الإعدام في عام 2023 وصل إلى أعلى مستوى له في العالم منذ عام 2015، والسبب في ذلك هو الزيادة الحادة في حالات عقوبة الإعدام معظمها تمت في إيران.
ولفت التقرير إلى أنه بعد الانتفاضة الشعبية في أيلول/سبتمبر 2022، زادت السلطات الإيرانية من استخدام عقوبة الإعدام لبث الرعب بين الناس وتشديد قبضته على السلطة، حيث تم إعدام ما لا يقل عن سبعة أشخاص في عام 2023 فيما يتعلق بالاحتجاجات التي عمت البلاد في إيران، ستة منهم كانوا على صلة بالانتفاضة.
ووفقاً للتقرير فإن عدد عمليات الإعدام المسجلة في إيران خلال عام 2023 بلغ 853 حالة وهو ما يمثل زيادة بنسبة 50% تقريباً مقارنة بالعام السابق، مما يضع إيران على رأس قائمة الدول التي تنفذ عقوبة الإعدام بعد الصين. ولا تشمل الإحصائيات التي قدمتها منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام في الصين بسبب التكتم والسرية الحكومية.
وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية، فقد تم إعدام ما لا يقل عن 520 شخصاً 61% من إجمالي عمليات الإعدام المسجلة بناءً على أحكام المحاكم الثورية، كما أُعدم ما لا يقل عن 317 شخصاً 37% بناءً على أحكام المحاكم الجنائية، وفي 16 قضية لم يكن من الواضح في أي محاكم صدرت أحكام الإعدام.
وبحسب تقرير المنظمة فإن الدول الخمس التي شهدت أكبر عدد من عمليات الإعدام في عام 2023 هي الصين وإيران والسعودية والصومال والولايات المتحدة.
وفي عام 2023، ارتفع عدد عمليات الإعدام المتعلقة بالجرائم المتعلقة بالمخدرات في إيران بنحو 90% مقارنة بعام 2022، من 255 إلى 481 قضية، وبهذه الطريقة فإن 42% من إجمالي عمليات الإعدام المسجلة في العالم مرتبطة بعمليات إعدام مرتبطة بالمخدرات في إيران.
بدورها قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار إن "الزيادة الكبيرة في عدد عمليات الإعدام المسجلة في العالم ترجع بشكل أساسي إلى إيران "لقد أظهرت السلطات الإيرانية أن لديها تجاهلاً تاماً للحياة البشرية" مشيرةً إلى أن عمليات الإعدام المتعلقة بجرائم المخدرات ازادت بشكل كبير، وهي مشكلة تسلط الضوء مرة أخرى على الأثر التمييزي لعقوبة الإعدام على المجتمعات المهمشة والفقيرة في إيران.
ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، تم إعدام 24 امرأة وخمسة أطفال في إيران في عام 2023، مضيفةً أن المجموعة العرقية البلوشية شهدت بشكل غير متناسب معظم عمليات الإعدام.
ولفت التقرير إلى أن ما لا يقل عن 172 شخصاً تم أُعدمهم بينهم ستة نساء من جماعة البلوش العرقية في إيران خلال عام 2023، وهو ما يمثل 20% من جميع عمليات الإعدام المسجلة في إيران، على الرغم من أن البلوش يشكلون فقط نسبة 5% من سكان إيران.
وأضافت التقرير أنه في عام 2023 نفذت 16 دولة في العالم عقوبة الإعدام، وهو ما يظهر انخفاض العدد إلى مستوى غير مسبوق على عكس عام 2022، كما لم يتم تنفيذ أي عمليات إعدام في (بيلاروسيا، اليابان، بورما، السودان) وفي آسيا ألغت باكستان عقوبة الإعدام في الجرائم المرتبطة بالمخدرات، كما أنهت ماليزيا عقوبة الإعدام التلقائية في بعض الجرائم.
وتعد الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى من المناطق التي ارتفعت فيها أحكام الإعدام بنسبة 66% إلى 494 حالة في عام 2023 وفي الوقت نفسه تضاعفت عمليات الإعدام في الصومال أكثر من ثلاثة أضعاف ووصلت إلى 38 حالة وفقاً للتقرير.
وأكد التقرير إن 15% من إجمالي عمليات الإعدام المسجلة في العالم تم تنفيذها في السعودية التي أعدمت 172 شخصاً العام الماضي، الأمر الذي عرضها لانتقادات بسبب استخدامها الواسع النطاق لعقوبة الإعدام في الجرائم المتعلقة بالمخدرات وغيرها من الجرائم التي لا ينبغي أن يعاقب عليها، وفي العراق تم تسجيل 16 حالة إعدام أغلبها تتعلق بجرائم مرتبطة بـ"الإرهاب".
وبين التقرير أنه في عام 2023 توقفت عملية خفض عمليات الإعدام في الولايات المتحدة ووصلت إلى 24 تنفيذاً مقابل 18 في العام السابق، كما أدانت أنياس كالامار طريقة الإعدام بالاختناق بالنيتروجين في ألاباما.