إضراب عن الطعام في سجن إيفين احتجاجاً على وفاة سمية رشيدي
بدأت السجينة السياسية حميدة أردلان والناشط السياسي مهدي فرحي شانديز إضراباً عن الطعام احتجاجاً على فقدان السجينة سمية رشيدي لحياتها نتيجة عدم تلقيها للرعاية الطبية.

مركز الأخبار ـ في السجون الإيرانية يُعد فقدان الرعاية الطبية أحد أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها السجناء، خاصة السجينات السياسيات، وتعرف بعض السجون التي يتم فيه اعتقال الناشطات السياسيات بظروفه القاسية كالحرمان الممنهج للرعاية الطبية.
استمراراً لاحتجاج السجناء على ظروف سجن قرتشك بورامين ووفاة المعتقلة السياسية سمية رشيدي نتيجة نقص الرعاية الطبية، أعلنت حميدة أردلان، السجينة السياسية المعتقلة في سجن إيفين، اليوم الاثنين 29 أيلول/سبتمبر في رسالة أنها ستبدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على فقدان سمية رشيدي لحياتها.
ووجهت حميدة أردلان رسالة إلى "سجّاني الظلام، ورسل الموت، وسفراء الأسر في نظام السجون" على خلفية فقدان السجينة السياسية سمية رشيدي لحياتها في جناح النساء بسجن قرتشك، وأكدت فيها أن السلطات في السجن تتحمل مسؤولية الحفاظ على صحة وسلامة السجينات، وأن حرمانهن من الحقوق الأساسية التي تنص عليها القوانين، مثل الحق في العلاج، والوصول إلى المرافق الصحية، وفصل الجرائم، تعد جريمة واضحة.
وأضافت " احتجاجاً على هذه الانتهاكات، أعلن أنا حميدة أردلان ابنة هذه الأرض، بدء إضرابي عن الطعام، حتى يتم نقل السجينات السياسيات والناشطات إلى سجن إيفين، وتوفير الرعاية الصحية والطبية اللازمة لهن".
وفي ختام رسالتها إلى المسؤولين في السجن، أضافت حميد أردلان "حتى يتم نقل السجينات السياسيات إلى جناح النساء في سجن إيفين وإنشاء مرافق طبية ملائمة لهن، حتى لو وقع جسدي في أيديكم، فلن أوقف إضرابي عن الطعام".
كما يخوض الناشط السياسي مهدي فراهي شانديز إضراباً عن الطعام في الجناح السابع بسجن إيفين، احتجاجاً على وفاة سمية رشيدي بسبب الإهمال الطبي المتعمد في سجن قرتشك، وظروف السجن السيئة وانعدام الرعاية الطبية للسجناء، داعياً إلى إعادة السجينات السياسيات إلى سجن إيفين والإفراج غير المشروط عن السجناء المصابين بأمراض مستعصية والتحقيق في الحالة الطبية لمنظمة السجون.
في بعض أجزاء سجن قرتشك والتي كانت في السابق حظائر للدواجن، يصل عدد السجناء إلى أكثر من 600 سجين في قاعات صغيرة، ما يؤدي إلى اكتظاظ شديد وظروف معيشية متدهورة، بما في ذلك النوم غير مناسبة ورداءة النظافة، كما أن المياه غير الصحية، وسوء نوعية الطعام، ونقص الخدمات الصحية الكافية قد فاقم مشاكل السجناء.
وفي أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية على سجن إيفين، أثناء الحرب بين إسرائيل وإيران والتي أودت بحياة 71 شخصاً على الأقل، نُقلت العديد من السجينات السياسيات بشكل مفاجئ وعنيف إلى سجن قرتشك، دون علم عائلاتهن أو السماح لهن بأخذ أدويتهن أو ممتلكاتهن الشخصية، وكن مكبلات بالأصفاد والسلاسل.
تُحتجز النساء المنقولات في ظروف قاسية، حيث الحرارة المرتفعة وانعدام التهوية، كما يحتجز بعضهن في قاعات مصانع مغلقة بلا نوافذ أو تهوية، مياه الشرب مالحة وغير صالحة للاستخدام، وطعام رديء الجودة، والأدوية الأساسية غير متوفرة، والاتصال بالأهل محدود للغاية أو منقطع تماماً.
ويبقى العديد من السجناء السياسيين المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب محتجزين دون تلقي الأدوية أو القدرة على زيارة المستشفيات خارج السجن.
وفي عنابر الحجر الصحي بسجن قرتشك، ذات الكثافة السكانية العالية، يحتجز ما بين 200 و300 سجين في كل عنبر ضمن أسوأ الظروف، يُجبر السجناء النوم على الأرض، والانتظار في طوابير طويلة لاستخدام المراحيض أو الحمام، وسط بيئة تعاني من سوء الصرف الصحي، والروائح الكريهة، وانتشار الحشرات والفئران.