صناعة القش... حرفية تحيي تراثها

تسعى فايزة فيصل لإحياء تراث مدينتها من خلال صنع مختلف الأدوات من القش، فحبها وشغفها بهذه المهنة التي ورثتها عن والدتها، جعلها تحافظ عليها.

روشيل جونيور

السويداء ـ مع تطور الصناعات والأدوات التي يحتاجها الناس، باتت صناعة القش، مثلها مثل باقي الصناعات اليدوية التقليدية التراثية، مهددة بالانقراض في سوريا، لتصبح مهنة تراثية نادرة الوجود لا يعرفها إلا من عاصرها وعرف قيمتها الحقيقة وحجم الجهد الذي يبذل لإنجاز قطعة واحدة منها.

تقول الحرفية فايزة فيصل التي تنحدر من قرية شقا الواقعة شمالي شرقي مدينة السويداء السورية، أن مهنة صناعة القش من المهن التراثية التي تشتهر بها مدينة السويداء وقد تعلمتها في الصغر، مشيرةً إلى أنها عندما كانت تبلغ العاشرة من العمر كانت تراقب والدتها كيف تصنع الأطباق من القش لعدم توفر البديل آنذاك.

وأوضحت أنها حاولت مرات عديدة صناعة الأطباق كوالدتها ولكنها فشلت في البداية، إلا أن إصرارها وعزيمتها جعلها ماهرة في المهنة، مشيرةً إلى أنها ستعلم ابنتها مهنة صناعة القش لأنها مهنة الأجداد ويجب إحيائها.

وعن مشاركتها في معارض فنية تقول إنها شاركت مع المرأة الريفية بدمشق بمعرض شامل لكل الحرف من جميع المدن السورية ولكنها تفاجأت أثناء مشاركتها بأنها الحرفية الوحيدة بصناعة القش، لتبدأ بعدها بالمشاركة في معارض دولية ليكون بإمكانها التعبير عن تراث مدينتها وهوية بلدها.

وأشارت إلى أنها تعمدت زراعة القمح بأرضها وكذلك زراعة العصفر، الكركدي، الشمندر لأن الحصادات الحديثة "تعيق وجود "القصل" وهي عيدان قمح تصبح يابسة بعد قطف السنابل منها تجمع وتحزم ليتم استخدامها وتلوينها بالعصفر لتستخرج ألوان زاهية.

وتعمل فايزة فيصل جاهدة على إحياء التراث ليواكب كل الأجيال، كما افتتحت دورات تدريبية لمن يرغب بالمشاركة في إحياء هذه المهنة المهددة بالانقراض.