شابة جزائرية تحدت جميع الظروف لتصبح ممثلة

تؤمن هاجر غرايبية بأن الفن يجب أن يحمل رسائل هادفة ونبيلة ويقع على عاتق الممثل أن يوصل هذه الرسائل للجميع.

سارة جقريف

الجزائر ـ تسعى هاجر غرابيبة أن تصبح ممثلة وهو حلم كبير وصعب لفتاة تعيش في مدينة صغيرة ومن عائلة محافظة ومجتمع يرى في دخول المرأة عالم التمثيل شيء معيب، ولكن هاجر تمسكت بحلمها كما تتمسك الطفلة الصغيرة بلعبتها المفضلة كي لا تفقدها، لتحقق حلمها في التاسعة والعشرين من العمر.

 

الخطوة الأولى في طريق الحلم

ولدت هاجر غرايبية في مدينة تبسة بداية 1994، درست الأدب الإنجليزي في الجامعة وأصبحت أستاذة لغة إنجليزية، تمارس الكتابة الإبداعية بمختلف فنونها، ومهتمة بمجال السينما وكتابة السيناريو، كما أنها تعشق التمثيل، ونجحت في دخول هذا المجال من خلال ظهورها في فيلمين قصيرين باللغة الإنجليزية. وعن ذلك تقول "أحاول صقل موهبتي في التمثيل، بدأت أول تجربة تمثيل في سن التاسع والعشرين أي العام الماضي"، مشيرة إلى أن خطوتها الأولى في التمثيل، جاءت بعد حالة من الإحباط والمشاعر التي تملكتها ورغبتها في التخلص منها.

 

تحديات دخول عالم التمثيل

واجهت هاجر غرايبية كأغلب النساء تحديات كبيرة خاصة من المجتمع لدخولها عالم التمثيل "واجهت تحديات ولكنني كنت على قدر من الشجاعة لأتقبل ما الذي سيحدث بعد أن يشاهدني الناس لأول مرة في تجربة التمثيل، بعض الأشخاص تعجبوا من تقبل عائلتي لموضوع التمثيل، واستغربوا كيف لفتاة من عائلة محافظة تدخل هذا مجال، ولكني لم أهتم بآرائهم لأنني لم أفعل شيئاً يسيء إلي أو لعائلتي أو المجتمع ووحدي أعرف لماذا اتجهت واخترت أن أجرب التمثيل، ردود الأفعال السلبية تأقلمت معها، لأنه حال مجتمعنا عندما يرى شيئاً غير مألوف".

تؤمن بأن الفن يجب أن يحمل رسائل، ويقع على عاتق الممثل أن يوصل هذه الرسائل للجميع "الفن لا يساوي شيئاً إذا لم يحمل رسالة نبيلة وهادفة، فأنا أعتبر التمثيل والكتابة أشياء أدافع بها عن نفسي وعن كل من يشبهني، ما أريده هو أن تصل رسائلي لأكبر عدد من الناس في العالم، وخاصة النساء".

 

قضايا النساء في المقدمة

وأوضحت أن أعمالها تعبر عن قضايا المرأة "أعمالي تتضمن قضايا المرأة بصفة خاصة والإنسان بصفة عامة، أحاول دائماً أن أعبر عن سيكولوجية المرأة من خلال ما أكتب وما أقدم، ولا أقصد عامة النساء بل اللواتي لم تجدن فرصة لتعبرن بالطريقة الصحيحة، اللواتي ربما لا يتقن الكتابة ولا تعرفن كيف تعبرن عن ذواتهن، هدفي أن أصوّر المرأة في كل حالاتها وأحاول أن أمنحهن أملاً تستطعن من خلاله أن تتصالحن مع ذواتهن أينما كنّ ومهما كانت أوضاعهن".

تطمح هاجر غرايبية ككاتبة وممثلة أن تساهم في نشر الوعي لدى النساء "أريد أن يذكرني التاريخ إذا نجحت في تقديم أعمال تستحق، وأكون سبباً في توعية حتى لو امرأة واحدة في العالم بذاتها كإنسانة، أطمح في حياة هادئة وأن أعيش السلام الداخلي والنفسي وأن أكون راضية على حياتي كيفما كانت وكيفما ستكون".

ووجهت رسالة للنساء اللواتي تحلمن بدخول مجال التمثيل، تدعوهن فيها إلى الإقبال على تحقيق حلمهن، والدخول إلى هذا المجال مع الحفاظ على مبادئهن "أنا ضد تسليع المرأة عن طريق الفن، ضد أن يستخدمني أحد ما في مشروع تمثيلي ليس له غرض نبيل أو رسالة هادفة لهذا أنا لازلت أمشي خطوة خطوة في هذا المجال بلا تسرع، وأختار مع من سأتعامل، ومستعدة أن أمارس شغفي وحدي إذا لم أجد الفرصة المناسبة".

ترى هاجر غرايبية أن ما يعيق النساء الجزائريات والعربيات في تحقيق طموحاتهن هو الخوف الناتج عن التنشئة منذ الصغر من الأهل والمجتمع، واعتبار المرأة وصمة عار ولا يمكنها أن تظهر في الشاشات "النساء بحاجة إلى الشجاعة للإقدام على ما يغير المجتمع وأن يعبرن من خلال الفن والأدب ومجالات أخرى، هذه الشجاعة تحتاج إلى قوة وأن تسير المرأة لتحقيق طموحها الهادف مهما كانت النتائج".