مرشحة عن الكوتا المسيحية في العراق تسعى لتعزيز حقوق المرأة وحماية التنوع
تطرح شميران أوديشو رؤية انتخابية شاملة ترتكز على التعايش السلمي، حماية حقوق الأقليات، وتمكين المرأة، لبناء عراق ديمقراطي عادل يضمن المساواة والكرامة لجميع مكوناته.

رجاء حميد رشيد
العراق ـ في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها العراق، تبرز الحاجة الملحة إلى أصوات نسائية فاعلة تعبر عن تطلعات المجتمع بكل تنوعاته، ومن هذا المنطلق، تخوض مرشحة تحالف "ندى" شميران أوديشو الانتخابات القادمة في العراق، حاملة معها رؤية واضحة للدفاع عن حقوق المرأة، وتعزيز مشاركة الأقليات، وترسيخ قيم العدالة والمواطنة المتساوية.
تمثّل شميران أوديشو صوتاً ينبع من قلب المعاناة التي عاشتها النساء، لا سيما في المجتمعات المسيحية التي واجهت التهجير والتهميش والعنف الطائفي، وتؤمن بأن تمكين المرأة العراقية، على اختلاف مكوناتها، هو أساس بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم التنوع وتكفل الحقوق للجميع دون تمييز.
التعايش السلمي بين المكونات
أكدت عضوة تحالف "ندى" شميران أوديشو المرشحة عن الكوتا المسيحية في انتخابات مجلس النواب القادمة المزمع عقدها في مستهل تشرين الثاني/نوفمبر القادم، على أن برنامجها الانتخابي ينبثق من رؤية تدعو إلى تعزيز التعايش السلمي والتنوع الثقافي والديني، ورفض الانعزال والتهميش، مع التركيز على المصالحة المجتمعية لبناء عراق اتحادي ديمقراطي موحد يضمن الحقوق لكافة مكوناته".
وأوضحت أنه "يجب التركيز على الدفاع عن حقوق المكون المسيحي، من خلال ترسيخ التآخي القومي والديني بين جميع مكونات الشعب العراقي، وبلورة ثقافة وطنية تحترم الخصوصيات الثقافية والدينية، وتحفظ الموروث الحضاري للمكوّنات، ضمان الحقوق القومية والإدارية والثقافية والتعليمية، والعمل على إصدار قانون حقوق القوميات استناداً إلى المادة (125) من الدستور، ومعالجة مشكلة الهجرة عبر توفير الأمن وفرص العمل والعدالة، والقضاء على التمييز، إصدار تشريعات مناهضة للهيمنة والكراهية، وضمان احترام المعتقدات الدينية، تطوير قرى وبلدات شعبنا وتوفير الخدمات وتعويض المتضررين من التعديات على أراضيهم، ومعالجة آثار سياسات التهجير والتغيير الديموغرافي، دعم تدريس اللغة الأم للأقليات (سريانية، تركمانية، أرمنية...) ضمن النظام التعليمي".
ضمان حقوق المرأة
تواجه النساء في العراق تحديات قانونية ومدنية متزايدة كما أوضحت شميران أوديشو، أبرزها التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية، والتي تهدد مكتسباتهن، مثل زيادة في حالات زواج القاصرات، حرمان المطلقة من حقوقها، وسقوط الحضانة في سن مبكرة، وتزايد معدلات العنف الأسري، في ظل ضعف آليات الإبلاغ والاستجابة، مما يفاقم من معاناة النساء ويقوّض شعورهن بالأمان.
كما تعاني النساء من ضعف فرص العمل وغياب سياسات فعالة للتمكين الاقتصادي، ما يزيد من اعتمادهن على الأسرة أو الحكومة، أما سياسياً، فرغم وجود كوتا نسائية بنسبة 25% في البرلمان، لا تزال مشاركة النساء في مواقع صنع القرار محدودة، ويفتقر التمثيل النسائي إلى الفاعلية والتأثير الحقيقي، بحسب ما أكدته.
وأشارت إلى أن النساء المسيحيات في العراق تواجهن تحديات متعددة، أبرزها انعدام الأمن والعنف الطائفي حيث لا تزال العديد من المجتمعات المسيحية تعاني من تبعات ما ارتكبه داعش، بما في ذلك التهديدات المباشرة والخوف المستمر على السلامة الشخصية والعائلية، ما أدى إلى موجات من الهجرة الداخلية والخارجية، وأسفر نزوح المسيحيين من مناطق مثل سهل نينوى عن خسائر كبيرة في الممتلكات والدخل، كما تُعاني النساء المسيحيات من التمييز المؤسسي والمجتمعي، وضعف التمثيل في مؤسسات صنع القرار، مما يزيد من تهميش أصواتهن في الحياة العامة.
وأضافت أن تمكين المرأة في العراق يتطلب تفعيل المؤسسات الرسمية المعنية بحقوقها، مثل دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومنحها صلاحيات حقيقية في المتابعة والتقييم والمساءلة، كما يجب إنشاء وحدات لتمكين المرأة داخل الوزارات والمدن، وتدريب الكوادر الحكومية والأمنية والقضائية على مبادئ المساواة وحقوق الإنسان، لضمان تعامل عادل مع قضايا النساء، يُعد تعزيز آليات الشكاوى والمساءلة داخل مؤسسات الحكومة أمراً ضرورياً لحماية النساء من أي انتهاك أو تمييز.
وأكدت على أهمية تمكين المرأة اقتصادياً من خلال تسهيل حصولها على القروض والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، دعم ريادة الأعمال النسوية، ضمان المساواة بالعمل وتكافؤ الفرص والأجور في القطاعين العام والخاص، تهيئة بيئة عمل آمنة خالية من التحرش والتمييز، من خلال تشريعات صارمة وآليات رقابة فعالة، توسيع فرص العمل للنساء في قطاعات غير تقليدية مثل التكنولوجيا، الطاقة، والإدارة العامة.
وشددت على ضرورة الإصلاح التعليمي والثقافي وإدماج مفاهيم حقوق المرأة في المناهج الدراسية في جميع المراحل التعليمية، تنظيم حملات توعية وطنية عبر الإعلام والمدارس ودور العبادة، لترسيخ ثقافة احترام المرأة ونبذ العنف والتمييز، دعم الإنتاج الثقافي والإعلامي الذي يُبرز صورة المرأة الإيجابية، ويُبرز نماذج ناجحة في مجالات العلم، السياسة، الثقافة والفن.
كما لفتت إلى أهمية تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والنقابية عبر برامج تدريب ودعم فعالة، حماية المدافعات عن حقوق الإنسان من خلال تشريعات توفر لهن الأمان القانوني والدعم المؤسسي، دعم التحالفات والشبكات النسائية الوطنية لتوحيد جهود المنظمات العاملة في مجال حقوق المرأة.
الدفاع عن حقوق الأقليات
لشميران أوديشو توجهات واضحة في الدفاع عن حقوق الأقليات، أهمها المساواة الدستورية والقانونية بين جميع المواطنين دون تمييز، الحماية القانونية من خطابات الكراهية والتمييز، ضمان عودة المهجرين من الأقليات إلى مناطقهم بأمان، المطالبة بتشريع قانون حماية التنوع الثقافي والديني في العراق، تمكين نساء الأقليات، وتعزيز مشاركتهن السياسية والإدارية، حماية النساء من العنف الأسري والمجتمعي، ودعم برامج التمكين الاقتصادي للشابات والأرامل.
كما أكدت في برنامجها على أهمية بناء دولة مدنية عادلة، وتقوية مؤسسات الحكومة، والشفافية في عمل البرلمان والحكومة، مكافحة الفساد بكل أشكاله، مشددة على ضرورة توفير الخدمات الأساسية (التعليم، الصحة، الكهرباء، المياه) للمناطق المهمشة، ودعم مشاريع التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية والمختلطة.
وقالت شميران أوديشو أنه "في حال وافقت الكتلة التي ترشحت معها على إقرار قوانين تتعارض مع مبادئي، سيكون موقفي واضحاً من البداية، إذ سأعمل على توضيح اعتراضي داخل الكتلة ومحاولة التأثير في القرار من خلال الحوار والإقناع، وإن لم أنجح في ذلك، فلن أتردد في إعلان موقفي للرأي العام، وقد أضطر إلى مغادرة الكتلة إن استمرت في تبني توجهات تخالف قيمي ومبادئي".
دور المنظمات النسائية
تلعب المنظمات النسائية كما بينت دوراً محورياً في تعزيز حقوق المرأة في العراق من خلال دعم قضايا حقوق الإنسان والعدالة وبناء السلم، عبر التوعية والمناصرة وتقديم الدعم القانوني والاجتماعي للنساء، التركيز على الصحة الجسدية والنفسية للنساء، وتوفير خدمات صحية شاملة وميسّرة، خاصة في المناطق الريفية والنائية، مع إيلاء اهتمام خاص بالنساء المتأثرات بالحروب والعنف والنزوح، بالإضافة إلى تمكين المرأة نفسياً ومجتمعياً، خصوصاً من تحملن تبعات النزاعات والتمييز، عبر برامج إعادة التأهيل والدعم النفسي والاجتماعي.
واختتمت شميران أوديشو حديثها بتوجيه رسالة إلى النساء في العراق "يا من حملتن الوطن في قلوبكن وصبرتن على وجعه، وبنيتن بجهدكن وأملكن كل ما تبقى من ضياء فيه. لقد أثبتن في كل مرحلة من تاريخنا الحديث أنكن قادرات على التحدي والعطاء، على التعليم والعمل، على القيادة والتغيير، وعلى غرس القيم في الأجيال القادمة رغم كل الصعوبات. فلنواصل معاً طريق النضال السلمي من أجل مجتمعٍ تسوده العدالة والمساواة، ومن أجل وطن يحتضن أبناءه وبناته دون تمييز".