انتخابات في ظل انعدام الاستقرار وغياب الديمقراطية... أين شرعيتها؟
في ظل ما تمر به سوريا من تخبطات سياسية واجتماعية لم يلاقي إعلان الانتخابات ترحيباً من الشارع السوري لعدم توفر الأرضية لإجرائها بديمقراطية بما يلبي إرادة الشعب السوري.

سيلفا منلا عثمان
حلب ـ رفضت مُنسقية مؤتمر ستار في حلب فهيمة حمو إعلان الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب في سوريا معتبرة أنه لا يشمل كل مكونات المُجتمع السوري.
عقد الشعب السوري آماله وتطلعاته بسوريا حرة وديمقراطية بإسقاط نظام البعث، ولكن ما تغيب عن الجميع هو البديل عن هذا النظام وكيفية بناء نظام ديمقراطي يضمن حقوق كافة المكونات ويمثل إرادتهم، لذا تفاجئوا بسياسة جهاديي هيئة تحرير الشام الذين صعدوا الحكم، والتي لا تعترف بالديمقراطية وإرادة المكونات السورية بأي شكل من الأشكال، وإعلان انتخابات مجلس الشعب الذي ولد جدلاً ورفضاً من قبل المكونات السورية مثال حي على السياسة الإقصائية التي يتبعها.
من صعد الحكم في دمشق لم يطرح نظام بديل عن النظام الذي سقط
وتتأسف منسقية مؤتمر ستار في حلب فهيمة حمو على خيبة المجتمع السوري من نظام الحكم الذي تديره جهاديي هيئة تحرير الشام "المجتمع السوري كان يتطلع لنظام ديمقراطي ما بعد سقوط نظام الأسد ولكن خابت آمال المجتمع منذ اللحظات الأولى من صعود جهاديي هيئة الشام للحكم والتصريحات التي نصت على أن المرأة 'يجب أن لا تتجاوز فطرتها التي فطرها الله وهي دورها التربوي في أسرتها، وأن حدودها يجب ألا تتجاوز عتبة المطبخ'، هذه الخطابات بينت أن سوريا تتجه إلى أين".
كيف للقاتل أن يمثل إرادة المقتول؟
واستذكرت المجازر التي طالت الطائفة الدُرزية في السويداء "تعرض المجتمع الدرزي لمجازر مروعة فضلاً عن حالات الخطف واغتصاب النساء، وفي ظل ما تعرضت لها السويداء برزت إرادة المرأة الدرزية ومقاومتها في وجه الانتهاكات التي استهدفتها"، لافتةً إلى "التعتيم الإعلامي على الانتهاكات التي تعرض لها الدروز في السويداء، إلا أن تسريب بعض مقاطع الفيديو كشف للرأي العام وحشية الحكومة تجاه مكونات سوريا، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء لإيقاف أعمال العنف من قبل الحكومة التي لاتزال مستمرة حتى هذه اللحظة".
وبذلك عبرت أنه لا يمكن لمن أرتكب المجازر بحق طائفة أن تمثل إرادتها، في إشارة إلى ما حصل في الساحل السوري وكذلك السويداء، لأن نصف الجغرافية السورية لا تسير عليها هذه الانتخابات بسبب الانقسام الاجتماعي التي كرستها الحكومة بذهنيتها المتطرفة.
الأرضية في سوريا غير مهيئة لإجراء الانتخابات
وتطرقت فهيمة حمو إلى عملية الانتخابات التي أعلنت عنها الحكومة المؤقتة مؤخراً "كيف يمكن إجراء انتخابات دون تهيئة الأرضية لذلك؟ لا يمكن لهذه الانتخابات أن تكون نزيهة في ظل عدم وجود الاستقرار، وعدم وجود نظام حقيقي يمثل إرادة المجتمع، ويجمعهم"، وترى أن هذه الانتخابات ستكون محصورةً بفئة واحدة من الحكومة الحالية لفرض أنفسهم على السلطة "لأن الرئيس هو من يُقرر لجنة المُفوضية، من ثم اللجنة تُقرر من سيتم ترشيحه عن طريق موافقة الرئيس للحكومة التي تؤيده مع إقصاء المكونات الأخرى، وبالتالي لن تأخذ الشرعية من الشعب السوري".
الديمقراطية هي ما تليق بتنوع المجتمع السوري
وأشارت إلى أن "سوريا عبارة عن فُسيفساء بخليط المكونات المتواجدة فيها وهذا ما يميزها" مؤكدة أن "العرب والكرد والأرمن والشركس والدروز والمسحيين يتعايشون على هذه الأرض مع بعضهم منذ القدم والتاريخ يشهد على ذلك، لذا لهم الحق في أن يمثلوا أنفسهم لإدارة البلاد بنظام ديمقراطي يليق بالتنوع الذي تتمتع به سوريا".
اللامركزية والديمقراطية النموذج الأمثل
أما عن تغيب المرأة من العملية الانتخابية أفادت فهيمة حمو أن "المرأة السورية لن تبقى صامتة حيال ما يجري في سوريا، وسيعلو صوتها أمام جميع السياسات التي تقمعها، لأنها ليست كالسابق بل أصبحت صاحبة إرادة وقرار وموقف بالتجربة التي اكتسبتها من مشروع الأمة الديمقراطية السائر في إقليم شمال وشرق سوريا وقد خطت خطوات ناجحة خلال سنوات الثورة وحققت مشاركة بنسبة 50 بالمئة في جميع المجالات وهذا ما ينص عليه العقد الاجتماعي لإقليم شمال وشرق سوريا أيضاً"، رافضة بذلك السياسة المجحفة بحق النساء في سوريا الجديدة.
وفي الختام أكدت فهيمة حمو أن "الشعب السوري اليوم بحاجة إلى نظام تعددي، لا مركزي، تسود فيه الديمقراطية والعدالة والمساواة، ونحن معنيين ومسؤولين عن بناء جمهورية لا مركزية جديدة تحفظ فيها حقوق السوريين، وحقوق النساء بشكل خاص".