'كيف لمستعبد أن يحقق الحرية لغيره؟ وهذا هو حال طالبان في افغانستان'

قالت عضو لجنة التدريب في إقليم عفرين بشمال وشرق سوريا هيفي سليمان أن حركة طالبان خاضعة للدول الرأسمالية وهي نفسها لا تملك حقوقاً مشروعة فكيف لطرفٍ يعيش الاستعباد أن يحقق الحرية لغيره، وعبرت عن قلقها على وضع المرأة الأفغانية

فيدان عبد الله
الشهباء ـ .     
بعد 20 عاماً من الإطاحة بحركة طالبان تمكنت الحركة بعد أسابيع من التصعيد العسكري السيطرة على العاصمة كابول في 15 أغسطس/آب الماضي، ودخول القصر الرئاسي بعد هرب الرئيس أشرف غني خارج البلاد، وادعت الحركة الظهور بصورة أقلّ تشدداً واعدة بحقوق النساء والفتيات وبشيء من حرية التعبير.  
إلا أنه وبعد سيطرة الحركة على البلاد ظهرت نواياها وأهدافها من خلال إنهاء وجود المرأة وطمس حقوقها وغيرها من الممارسات من إعدام، وتعذيب. 
وعن أخر المستجدات على الساحة في الشرق الأوسط وأهداف حركة طالبان تحدثت لوكالتنا عضو لجنة التدريب في إقليم عفرين هيفي سليمان.
وقالت هيفي سليمان أن الشرق الأوسط يمر بأزمات كبيرة وهذه الأزمات وصلت لطريق مغلق ويصعب حله، وأن هذه الأزمات تخلقها سياسة النظام الرأسمالي العالمي الذي يعاني من تحطمٍ داخلي ويواجه أزمة أكبر لذا يحاول تغطية هذه الأزمة التي تواجهه بخلق أزمات داخلية في بلدان الشرق الأوسط. 
وبينت هيفي سليمان أن "الأنظمة والدول المتحكمة بالعالم أجمع تدرك أن حل أزمات الشرق الأوسط تمر من سوريا ومناطق شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص لذا تسعى في كل مرة للضغط على إرادة أهالي المنطقة عن طريق تكثيف هجمات المجموعات المرتزقة بدعمٍ تركي، وآخرها في أفغانستان من خلال سيطرة حركة طالبان على أفغانستان كافة". 
وأكدت هيفي سليمان أن حركة طالبان التي نشأت على يد الأنظمة الرأسمالية العالمية لا تختلف عن تنظيم داعش الذي ظهر لإطالة عمر الأزمة في دول الشرق الأوسط، "لم يفكروا أدنى تفكير بالأرواح التي تفقد إثر هذه النزاعات في المنطقة، والمدنيين الذين يتشردون وتدمير شامل في الطبيعة والممتلكات".
وأضافت "تفرض الدول الرأسمالية على الشرق الأوسط سياسات قذرة تؤدي إلى الانقراض والإبادة وهناك مخاوف على الإنسانية والطبيعة جمعاء".
ورأت هيفي سليمان أن الدول الرأسمالية المتحكمة في دول الشرق الأوسط لم تتمكن من خلق أساس قوي لوجود المجموعات المرتزقة والإرهاب في سوريا فتوجهت بهم نحو ليبيا "الآن وجهوا هدفهم صوب أفغانستان وبعد 20 عاماً عاودوا أحياء حركة طالبان وبهذا الشكل تتمكن القوات الامريكية من أحياء وجودها في مناطق الشرق الأوسط".
وأضافت "الدول الرأسمالية لا تتورع عن فعل أي شيء لتحقيق مطامعها وأهدافها الشخصية وإبقاء سيطرتها وحكمها على إرادة شعوب المنطقة، لذا ومن الضروري على شعوب الشرق الأوسط عدم الثقة والأمان بالدول الرأسمالية وقوى حلف الناتو".
وبينت أن الدول الرأسمالية تعمل على بث الفتنة بالاعتماد على الاختلاف الذي تتميز به منطقة الشرق الأوسط "تفرض النزاعات والحروب الداخلية أيضاً على يد النظام الرأسمالي من خلال اختلاف اللغات، والأديان والمعتقدات بين شعوب الشرق الأوسط".
ولفتت هيفي سليمان إلى أن حركة طالبان التي نشأت في ولاية قندهار جنوب غربي أفغانستان عام 1994 لم تغير سياساتها تجاه المرأة وشعوب المنطقة، "رغم ادعائها منح المرأة حقوقها وحمايتها إلا أنه وقبل مرور شهر نرى مشاهد لنساء تقتل وأخرى تغتصب وكثيرات يواجهن الظلم والعنف".
وشددت على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من حركة طالبان "حركة كطالبان تحمل هذه الصفات والذهنية المتسلطة يصعب عليها تغيير ذاتها خاصة أنها خاضعة للدول الرأسمالية وهي بذاتها لا تملك مشروع فكيف لطرفٍ يعيش الاستعباد أن يحقق الحرية للطرف الآخر وهذا هو واقع وحال حركة طالبان المستعبدة للدول الرأسمالية ويستحيل أن تحقق الحرية للمرأة في البلاد".
"ندعم المرأة أينما كانت"
وحول دور الحركة النسوية في شمال وشرق سوريا في دعم الحركات النسائية والمرأة في جميع أنحاء العالم قالت "نحن نساء روج آفا وشمال وشرق سوريا نسعى على الدوام لتحقيق حرية جميع نساء العالم ونطالب بها منذ بداية الثورة في المنطقة ونصعد النضال والكفاح في هذا المجال ونرفض أي اعتداء وهجوم على المرأة في كل مكان من العالم، ونساند كفاح النساء الافغانيات وندعمهن من خلال تنظيم الفعاليات والنشاطات المساندة لهن".
"تملك المرأة في شمال وشرق سوريا ميراث من الكفاح، والنضال والمقاومة بوجه أشرس وأعنف مجموعة إرهابية في العالم وهي مرتزقة داعش الذي هزم في عاصمته المزعومة بمدينة الرقة على يد المقاتلات الثوريات ووحدات حماية المرأة وعلى جميع نساء العالم التحلي والاستفادة من هذه القوة والصمود وتدريب ذاتهن وتنظيمهن نحو الأمام وعلى النساء الافغانيات على وجه الخصوص التحلي بهذه الروح وعدم الخضوع والضعف أمام حركة ساعية لإبادة المرأة".
وفي ختام حديثها شددت عضوة لجنة التدريب في إقليم عفرين هيفي سليمان على أن استهداف النساء الافغانيات وإنهاء وجودهن ودورهن في الحياة هو إنهاءٍ لوجود وحقوق جميع نساء الشرق الأوسط والعالم وبناءً عليه يستوجب من جميع النساء الانتفاض وتقوية وجودهن بالتكاتف ومساندة بعضهن البعض.