'النظام الاشتراكي قادر على وضع مقاربة تنقذ النساء من استغلال الإمبريالية'

ترى ناشطتان أن الإمبريالي تغذى كثيراً من صعود اليمين المتطرف في العالم، حيث وجدت الأرضية المناسبة لشن الحروب على أجساد النساء سواءً عبر مضاعفة آلة الاستغلال بالعمل الهش وبمقابل زهيد أو عبر الحرب الحقيقية بقتلهن.

زهور المشرقي

السليمانية ـ لايزال تشويه النظام الاشتراكي مستمراً سواءً من قبل الأنظمة النيو ليبرالية والرأسمالية أو حتى الشعوب التي لم تصل بعد إلى وعي شامل بأن الاشتراكية قد تكون الحل للمشكلات الاقتصادية التي تعانيها بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا حيث يتخبط أبنائها برغم الثروات الهائلة في قاع الفقر والجوع والتهجير القسري بسبب الحروب المستمرة لأسباب واضحة يتزعمها مخطط التقسيم الذي تسعى له الرأسمالية، لاعتبار أن الأخيرة تتمعش من الفوضى وتبني خططها من أوجاع الشعوب المهمشة التي تقطن المنطقة وأفريقيا المنهوبة.

برغم الحرب على النظام الاشتراكي الذي بات واضحاً أن مهاجمته هدفاً للإمبريالية، إلا أن التنظيمات النسوية الحرة فهمت السنوات الأخيرة أن الاشتراكية قد تكون الحل الأنجع لهن لتحقيق المساواة التامة والعدالة للعيش ضمن مجتمع يوفر لهن الكرامة.

وقالت كوريا رياح القيادية في الحزب الشيوعي العراقي لوكالتنا، إن مؤتمر تحالف ندى الذي التقت النساء فيه من كل المعمورة كان فرصةً للنساء للنقاش وفهم الواقع عن قرب خاصة مع التحديات التي يشهدها العالم والتي تتأثر بها النساء بشكل مضاعف، لافتةً إلى أن الوضع المأزوم لم يأت من فراغ بل تسببت فيه نمو الإمبريالية العالمية التي ركّزت على المرأة كونها تُشكل أساس كل المجتمعات "نجتمع كنساء باختلافاتنا، لكن توحدنا قضيتنا النسوية وتبقى الحركة اليسارية في المنطقة أو العالم هي الحل الأساسي للخلاص ودعم المرأة وكيانها وإعطائها الثقة والدعم المعنوي والسياسي وهو يأتي من كون الفكر الاشتراكي هو الداعم الحقيقي لها".

واعتبرت أن هناك هجمة عالمية على اليسار والفكر الاشتراكي وهو يأتي من توحش الإمبريالية، مشيرة إلى أن الشرق الأوسط وأفريقيا يرتبطان بالوضع العالمي ويعتبر نمو الصهيونية وما يحدث من حروب وصراعات في غزة وغيرها وهجوم داعش على بعض الطوائف والأديان في المنطقة على غرار الإيزيديين والمسيحيين والكرد سواءً من الجانب التركي أو غيره، مرتبطاً بنمو الإمبريالية ودفعها لنمو اليمين المتطرف والتطرف الإسلامي من جانب آخر على يد الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية وصارت الركيزة الأساسية هي المرأة بدفعها بعيداً عن النمو والتكوين واستغلالها وشن الحروب عبرها.

وأوضحت بأن وحدة اليسار هو السبيل لضمان حقوق النساء والنأي بهن عن الصراعات ومنع الزج بهن في الحروب واعتماد أجسادهن كدروع حرب، معتبرة أن الأمل في نظام اشتراكي يحفظ كرامة المرأة أولاً "لا يوجد غير هذا النظام ليكون الفاصل الأساسي لدعم النساء ومساندتهن حتى تكن فعالات في المجتمع وهو ما نسعى له كنساء سواءً عبر مؤتمر تحالف ندى وما بعده".

 

 

من جانبها قالت الناشطة النسوية دينا الطائي، أن تجربة الاشتراكية التي عاشها الاتحاد السوفياتي يُلام فيها الأخير أنه أساء تطبيق النظرية، معتبرة أن ما تعيشه المنطقة اليوم من صراع طبقي واضح وهذا التناقض ما بين تكدّس رؤوس الأموال بيد الأنظمة النيو ليبرالية وتهميش الجانب الآخر يترجم بنسب الفقر العالية ونسبة النساء المفقرات حيث تعانين أكثر من الرجال خصوصاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لكونها دول تراجعت فيها الصناعة المحلية.

ولفتت إلى أن النظام الاشتراكي قادر على تحقيق العدالة الاجتماعية التي تُلزم فيها الدولة بتوفير ضمان تعليم مجاني وضمان اجتماعي للنساء اللواتي يُحرمن من العمل أو كبار السن أو ذوات الإعاقة وتُجبرُ عبر هذا النظام الدولة أيضاً على توفير السكن ومكافحة الأمية لدعم النساء وتحريرهن.

وتتساءل "كم انتكاسة مالية على مستوى العالم آخر 25 عاماً اضطرت الدولة الرأسمالية نفسها فيها للتدخل وانقاذ البنوك والمؤسسات؟ وهذا التدخل يعتبر سلوك اشتراكي تلجأ له هذه الأنظمة كحل، وهي حلول اشتراكية تحقق العدالة والمساواة التامة وتمنع تكدس رؤوس الأموال وتُلغي التمييز بين الجنسين، وتُوفر ضمانات لمستقبل أفضل للأطفال حيث يخلق أجيال مؤمنة به ومستعدة لتطبيقه".

واعتبرت دينا الطائي أن العديد من الوظائف مهددة بتدخل الذكاء الاصطناعي بها في مجالات مختلفة وحساسة وقد تسبب تناقض طبقي واضح وسيعرض تدخل الدولة للإنقاذ ضمن أسلوب اشتراكي، لافتة إلى أن الحل في الاشتراكية ونضال النساء المشترك من أجل ذلك مع الالتفات للعولمة وتأثيرات التطور التكنولوجي السريع على الاقتصاد "النظام الاشتراكي له حلول واقعية وتتماشى مع الواقع الراهن وخصوصية المجتمع، وهو لا يلغي التنافس بل يُعززه بشكل إيجابي".

وخلصت إلى القول إن الاشتراكية حل لضمان حقوق النساء وإيمانها بالمساواة التامة والفعلية وعدم استغلالها للنساء في العمل بساعات إضافية دون مقابل كما تفعل الرأسمالية التي تستغلهن بمقابل زهيد وتذهب الأرباح الأكبر إلى رجال الأعمال وهامش الراتب للعاملة والعامل.