الحوارات بين الإدارة الذاتية ودمشق ...آمال جديدة تلوح في الأفق

تتطلع السوريات عقب اللقاء الذي جرى بين وفد الإدارة الذاتية والحكومة المؤقتة مؤخراً في العاصمة دمشق، إلى وضع دور المرأة سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً على طاولة النقاش، لتكون رائدة في دستور سوريا الجديد.

نور الأحمد

الرقة ـ اعتبرت المتحدثة باسم وفد الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا الذي توجه إلى دمشق مريم إبراهيم، زيارتهم الأولى للعاصمة بالخطوة الإيجابية والمهمة في تاريخ سوريا نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري وضمان للأمان في سوريا.

في إطار الجهود المستمرة لتطبيق بنود اتفاقية 10 آذار/مارس، الذي وُقِّع بين قيادة قوات سوريا الديمقراطية والحكومة المؤقتة، توجه في 31 أيار/مايو وفد من الإدارة الذاتية إلى دمشق للقاء المسؤولين هناك للعمل على تطبيق البنود، وضم الوفد شخصيات رفيعة المستوى في إقليم شمال وشرق سوريا ومن بينهن فوزة يوسف عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وسوزدار حاجي عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، اللتان ساهمتا بشكل مباشر رسم السياسات وإدارة الحوار بين الطرفين، فيما تولت مريم إبراهيم الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية الديمقراطية مسؤولية التحدث باسم اللجنة.

وتمخضت الزيارة عن طرح العديد من المحاور والنقاط والنقاش عليها من كلا الجانبين وخلال لقاء أجرته وكالتنا مع الناطقة باسم الوفد مريم إبراهيم أكدت أن "هذه الزيارة جاءت بعد عدة محاولات لنا مع الحكومة المؤقتة في دمشق، واتسمت بالإيجابية، وانعكس ذلك على وسائل الإعلام وعلى الشارع السوري بشكل خاص، وزيارتنا الأولى إيجابية من شأنها بناء جدار الثقة بيننا".

وعن أهمية هذه الزيارة وأهدافها أوضحت "في ظل التطورات والمستجدات التي تشهدها الساحة السياسية في سوريا منذ سقوط النظام السوري، جاءت هذه الزيارة لتطبيق بنود اتفاقية 10 أذار، والتي تهدف بذات الوقت لوضع حد للفتن الطائفية التي وقعت في الداخل السوري، فضلاً عن إيقاف التدخلات الخارجية التي تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، والأهم هو التزام الطرفين بتطبيق بنود الاتفاق على أرض الواقع خلال وقت وجيز".

ولفتت إلى أن "الزيارة أظهرت مدى قدرة الشعب السوري وإرادته القوية على تخطي كافة التحديات، في سبيل حل الأزمة السورية التي طال عمرها أكثر من أربعة عشر عاماً، والتأكيد على ضرورة منع التدخلات الخارجية التي تسعى للعبث بالاتفاق القائم بين كلا الجانبين"، مشددةً على ضرورة أن "يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه بشكل تشاركي لأن هو من دفع فاتورة الحرب وهو الأولى بتقرير مستقبله".

وتطرقت مريم الإبراهيم إلى أبرز المحاور التي تم طرحها والنقاش عليها "تم طرح نقاط أساسية خلال الحوار الذي دار بين الجانبين، كوحدة الأراضي السورية، والعودة الأمنة للمهجرين، والعملية التعليمية لامتحانات شهادتي الإعدادية والثانوية لعام الدراسي الحالي"، مشيرة إلى أن "النقاط التي تم الاتفاق عليها لامست الشعب السوري" مؤكدة على أهمية قيادة هذه المرحلة بحساسية نحو الأمن و الاستقرار لتحقيق أمال السوريين.

وعن النتائج المرجوة من الزيارات اعتبرت أنه "على الرغم من أنها المرة الأولى التي يتم فيها الحوار بيننا كسوريين ورغم الصورة الضبابية لما ستحال إليه هذه الحوارات إلا أننا نعتبرها الأولى من نوعها وحدث تاريخي، كونها تجمع أراء جميع السوريين حول مستقبل سوريا وصياغة دستورها بعد أن حرم نظام البعث السوريين من فرصة مماثلة"، لافتةً إلى أنه "كانت هناك رؤية سياسية موحدة تجمع كافة السوريين، ألا وهي وحدة سورية أرضاً وشعباً".

وعن الدور الذي لعبته المرأة في هذا الحدث الدبلوماسي بينت أن "وجود المرأة ضمن اللجنة ميز الوفد بتنوعه، لأن المشاركات يعتبرن من الشخصيات البارزة على الصعيد السياسي والاجتماعي والعسكري في الإقليم، وكان ذلك بمثابة إبراز لتاريخ نضال المرأة على مدار سنوات الثورة من محاربة داعش والتصدي للهجمات الخارجية فضلاً عن الإنصاف الذي منحته الإدارة الذاتية للنساء بشكل قانوني المتمثل بالعقد الاجتماعي والذي يضمن مشاركة المرأة بنسبة خمسين بالمئة في كافة مؤسساتها وهيكليتها التنظيمية، وانعكس ذلك على تشكيلة الوفد".

واعتبرت أن "المرأة باتت تلعب دوراً هاماً في كافة الميادين بعد سنوات من التهميش لدورها دبلوماسيا وسياسياً في تاريخ سوريا، مقارنة بالتضحيات التي قدمتها خلال السنوات الأخيرة لذا تستحق أن تشارك وتمثل ذاتها، وهذا ما سينعكس إيجابياً في رسم مستقبل سوريا".

وعن تطلعاتهم من هذه الزيارات وتبادل الحوارات أوضحت "نتطلع في الزيارات والحوارات المقبلة لطرح العديد من النقاط فيما يخص دور المرأة ووجودها في الدستور السوري، والأخذ بعين الاعتبار واقع كافة فئات المجتمع السوري لتلبية تطلعات السوريين دون إقصاء أو تهميش وتمييز".

وتوجهت مريم الإبراهيم برسالة للسوريين دعت فيها المسلحين إلى أن يتذكروا هويتهم السورية، وأن يكفوا عن اللعب بمستقبل سوريا وأن "يبادروا سريعاً كما بادرنا، في التحاور والتفاوض مع دمشق، لنجلس جميعاً ونتحاور حول إنهاء الأزمة وإحلال السلام".

واختتمت الناطقة باسم وفد إقليم شمال وشرق سوريا الذي زار دمشق مريم إبراهيم بدعوة السورين لتوحيد صفهم والتحلي بالوعي والإدراك لدعم أسلوب الحوار في الحل ونبذ جميع الفتن التي من شأنها أن تقود سوريا نحو حروباً جديدة "الشعب السوري سئم من سفك الدماء على مدار 14 عاماً، ويستحق أن يعيش بأمان وسلام".