الوضع الصحي في ولاية بغلان يفاقم معاناة النساء

قالت عدد من النساء في مديريات ولاية بغلان اللاتي تعانين من الفقر والبطالة وقمع طالبان أن "الحكومات التي وصلت إلى السلطة تفكر في نفسها فقط، ولا أحد يفكر في تغيير أوضاعنا، لذلك علينا أن نفعل شيئاً لإنقاذ أنفسنا من هذا الوضع".

بهاران لهيب

بغلان ـ يواجه شعب أفغانستان حكاماً مستبدين منذ الانقلاب عام 1973 وحتى اليوم حيث لم تتوقف هذه الحكومات أبداً عن قمع الشعب، ففي السنوات العشرين الماضية تمركزت أمريكا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في البلاد، ولم تتخذ حتى الآن أي إجراءات جوهرية تتماشى مع حقوق المجتمع وسياساته واقتصاده، وخاصةً النساء.

وفقاً للتقرير الجديد الصادر عن كالة "المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان" المعروفة بـ SIGAR والتي تم إنشائها من قبل الكونغرس الأمريكي عام 2008 بهدف إجراء عمليات التدقيق والتحقيقات المتعلقة ببرامج عمليات إعادة إعمار أفغانستان فإنه يتم دفع 40 مليون دولار أسبوعياً لطالبان التي تجمع أيضاً مبالغ ضخمة من المواطنين/ات.

ولكن سكان مقاطعة بغلان ومنطقتي نهرين وبروك يعيشون في فقر وبطالة وغضب ويأس من حكومة طالبان، وكما هو الحال في جميع أنحاء أفغانستان، لم يكن هناك سوى مبنى العيادة المتاح.

وعانت النساء من آلام المفاصل وفقر الدم ومشاكل نسائية بسبب زواج القاصرات، وكان لكل أم أكثر من ستة أطفال، ولم يتم اتخاذ أي إجراء لمنع هذا الوضع، إلى جانب أمراض الأمهات المستمرة، والأطفال لم يكونوا بصحة جيدة.

تقول شاهبري براي أم تبلغ من العمر 16 عاماً فقط تحمل طفلها الأول، أنه "بسبب الفقر، اضطررت لتزويج ابنتي الصغيرة ولكن لم يكن عليها أن تحمل في هذا العمر، فعندما ذهبنا إلى الطبيب عدة مرات، قال إنه بسبب ضعف الأم أثناء الحمل، أنجبت طفلاً يعاني من إعاقات".  

فيما قالت والدة طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات يعاني من مشكلة في القلب بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن الفيضانات، لم تكشف عن اسمها، "بعد صعوبات كثيرة تمكنا من إجراء عملية جراحية لابني منذ ستة أشهر في إحدى المستشفيات وسط المدينة، وكانت المرافق في المستشفى سيئة للغاية، كما أن الفيضان تسبب له بحساسية جلدية ويبكي ليل نهار".

وبينت هوس بيجوم صالح، وهي أم خضعت لعملية جراحية بعد إنجاب طفلها الثامن، أنها تحملت كل مصاريف إجراء العملية رغم أن المشفى حكومي "خضعت لعملية جراحية في المستشفى الحكومي في مدينة بغلان التابعة لمدينة بل خمري، وكانت كل النفقات علي حتى المخدر".

وأضافت "بعد العملية، كان كل جسدي يؤلمني، وندبة العملية لم تلتئم بعد. هناك عيادة في منطقتنا يمكننا الوصول إليها بعد المشي لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات. لدينا طبيبان جيدان من أبناء منطقتنا فبعد الانتهاء من دراستهم في كابول، عادوا إلى المنطقة وقدموا المساعدة للناس مجاناً لكن ليس لديهم أي مرافق".

وأكدت جميع نساء المنطقة أنه "في منطقتنا، قبل الفيضان، كان هناك عدد قليل من المرافق، التي دمرها الفيضان أيضاً، والحكومات، مهما كان اسمها، لم تفكر إلا في نفسها. بعد الفيضان، نمنا جميعاً بخوف ورعب، ولا أحد يفكر في تغيير وضعنا، لذا علينا أن نفعل شيئاً لإنقاذ أنفسنا من هذا الوضع".