فريق روج للتايكواندو من لاعبات مستوى محلي إلى مشاركات دولية

شجعت لاعبات فريق "روج" للتايكوندو كافة النساء على ممارسة هواياتهن، والعمل بكل قوة وعزيمة من أجل الوصول إلى أهدافهن، وعدم السماح للعادات والتقاليد البالية والمجتمع الذكوري بأن يكون عائقاً أمام حريتهن وأحلامهن.

دلال رمضان

الحسكة ـ أكدت لاعبات فريق روج للسيدات لرياضة التايكواندو، على أن المرأة قادرة على تخطي جميع العوائق والصعوبات التي تحول دون تحقيق أهدافها من خلال التحلي بالقوة والإصرار على تحقيق طموحهن.

تأسست مدرسة "نمور التايكوندو" في عام 2009 وتضم مجموعة فرق ومنها فريق روج للسيدات، فريق سالار، وأكاديمية المحترفين التي تضم المئات من لاعبي ومدربي التايكوندو في مدينة الحسكة، وكما يوجد لها فروع في مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا، يتم تدريب الفرق من قبل لاعبين تلقوا شهادة الماجستير في التايكوندو في كوريا الجنوبية، وحققت لاعبات فريق روج العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والدولي.

تقول اللاعبة والإدارية في فريق روج للسيدات دليار حسين الحاصلة على الحازم الأسود والتي انضمت إلى مدرسة نمور التايكوندو في عام 2010 "منذ عام 2011 أشارك في البطولات المحلية وحصلت على المركز الأول، وبعد بدء الثورة في مناطق شمال وشرق سوريا بدأنا التحضير للمشاركة في البطولات الدولية، وكانت أول مشاركة لنا في عام 2013".

وحول بداية مسيرتها أكدت "عانيت كثيراً في بداية الأمر لأنني عندما انضممت إلى المدرسة كان عمري 15 عشرة عاماً وكنت الوحيدة وأكبر فتاة من بين المشاركات في الفريق، واجهت بعض الانتقادات من قبل المجتمع فدائماً كان يتم سؤالي لماذا اخترت اللعب في مجال التايكوندو وأنها لعبة خاصة بالرجال، ولماذا لم اختار لعبة أنثوية، لكني تجاهلت جميع الانتقادات التي وجهت وسعيت لتحقيق النجاح والاستمرار في اللعب".

بعد مشاركتها مع فريقها في مسابقات أقيمت في الأردن وتركيا عام 2013 تشجعت أكثر للاستمرار في اللعب "أول مشاركة دولية كانت في تركيا وباسم روج آفا، تمكنت خلالها من الحصول على الميدالية البرونزية وحصل الفريق على 6 ميداليات، ومن هنا كانت بداية تحقيق حلمي والتمسك به أكثر، وبدأنا التحضير للمعسكرات خارج سوريا والمشاركة على المستوى الدولي ففي عام 2016 شاركت ببطولة البرق الدولية في الأردن وحصلت على الميدالية الذهبية، ومع بدء انتشار وباء كورونا في نهاية عام 2019 شاركن في بطولة عن طريق أونلاين ومنها في مصر وحصلت فيها على المركز الثاني ومن ثم بطولة تونس والقدس، وفي عام 2022 بعد انتهاء وباء كورونا شاركنا في البطولة الأخيرة تحت اسم (كأس الرئيس) على مستوى آسيا، وحصلنا خلالها على الميدالية الفضية ودرع روح الفريق".

تأسس فريق روج في عام 2014 وسمي بهذا الاسم نسبة إلى اسم لاعبة في الفريق توفيت في صالة للأفراح خلال تفجير نفذه مرتزقة داعش، وأشارت إلى أنه "نشارك في البطولات على مستوى شمال وشرق سوريا باسم فريق روج آفا، أما على المستوى الدولي باسم نمور التايكوندو، وحتى اليوم حصلنا على قرابة 60 ميدالية مختلفة على المستوى الدولي".

وعن عدد المشاركات في الفريق أوضحت أن عدد المشاركات في الفريق الذين نالوا الحزام الأسود وعلى المستوى الدولي قرابة 100 مشاركة "اللاعبين/ات الموجودين في المدرسة تبدأ أعمارهم من 6 سنوات وما فوق، لا يوجد عمر محدد للفئة المتقدمة، فهناك أمهات ترغبن وتبادرن بالتسجيل في المدرسة"، مضيفةً "بعد الانجازات التي حققنها وعلى مدار الأعوام المنصرمة ازداد عدد المنتسبين إلى المدرسة وزاد الاهتمام بهذه الرياضة وخاصة أهالي الفتيات، وأصبح للمدرسة  فروع في كل من مدن ديرك، منبج، عامودا، قامشلو".

تواجه دليار حسين صعوبات في عملها كمدربة ولاعبة وكونها أم لطفل صغير لكنها تؤكد أن "التنظيم والهدف خطوتان يستطيع الإنسان من خلالهما تخطي جميع الصعوبات التي توجهه".

وعن سبب اختيارها للعبة التايكوندو أوضحت أنه "يرتدي لاعبي التايكوندو اللون الابيض وهذا دليل السلام، ومن خلال هذه اللعبة نتعرف على ثقافة الشعوب الأخرى عن طريق المشاركة في البطولات الدولية، كما أنها تمنحنا قوة جسدية وعقلية، ونكتسب مهارات وننقلها للأجيال اللاحقة".

وشجعت في ختام حديثها الفتيات والنساء بالسعي وراء طموحهن وعدم التخلي عنه مهما واجهتهن عواقب "المرأة تستطيع تخطي كافة العوائق التي تقف أمام هدفها، لذا أشجع كافة النساء على ممارسة هواياتهن والعمل من أجل الوصول إلى أهدافهن، وعدم السماح للمجتمع والعادات والتقاليد بالحد من ممارسة حقوقهن وتحقيق أحلامهن".

ومن جهتها قالت آلاء حسين لاعبة في مدرسة نمور التايكوندو منذ 13 عشرة عاماً وعضوة في فريق روج للسيدات، تبلغ من العمر24 عاماً، شاركت مؤخراً في بطولة بالأردن بكأس الرئيس "زادت رغبتي وشغفي بالتسجيل في مدرسة نمور التايكوندو عندما سمعت بأن الفرق واللاعبين المتواجدين فيها يشاركون في البطولات الدولية، ورغم كافة الصعوبات التي واجهتني إلا أني استمريت إلى هذا اليوم ودون تردد".

وأضافت "قبل عام 2011 كنا نشارك على مستوى المنطقة وبعدها شاركنا في البطولات الدولية، أول بطولة شاركت فيها كانت في تركيا عام 2013 وحصلت على الميدالية الذهبية، وانضممت إلى الكثير من المعسكرات المغلقة والتدريبات المكثفة من المشاركات الدولية في مدينة الحسكة وإقليم كردستان، بعدها شاركت في عمان في بطولة البرق وحصلت على الميدالية الذهبية أيضاً في عام 2016، وفي 2019 شاركت في بطولة النخبة الدولية وحصلت على الميدالية الذهبية مرة أخرى، وفي نفس العام شاركت في بطولة بيروت وحصلت على الميدالية البرونزية".

وأوضحت "شهدنا العديد من التدريبات المكثفة في مدينة الحسكة ودهوك في إقليم كردستان وكانت تصل أحياناً إلى أربع ساعات في اليوم الواحد، فمنذ اسبوع شاركنا في كأس الرئيس في الأردن وحصلت إحدى عضوات الفريق على الميدالية الذهبية، استفدت كثيراً من المشاركة فيها تعلمت خبرات جديدة لم أكن ألم بها سابقاً".

وتمنت آلاء حسين المشاركة في البطولات العالمية لتطور من ذاتها، وتصبح لاعبة عالمية، مؤكدة أنه على المرأة المثابرة والنضال من أجل تحقيق طموحاتها وأهدافها في الحياة.