رواية "الرحالة"
تمزج رواية "الرحالة" بين التعلق بالسفر والتنقل من قارة إلى أخرى ومن ثقافة إلى ثقافة عبر حكايات لا رابط بينها.
للكاتبة والمفكرة والناشطة البولندية أولغا توكارتشوك، ولدت في سولنتشوف عام 1962، تعد من أنجح كتاب جيلها، حاصلة على شهادة علم نفس الإكلينيكي من جامعة وارسو عام 1980، عملت كطبيبة نفسية عام 1986، ومدربة للمعلمين في عام 1989.
وتشتهر بالنبرة الأسطورية لكتابتها ونشرت قصائد ومراجعات في الصحافة، ونشرت كتاباً شعرياً عام 1989، حصلت على جائزة نوبل في الأدب لعام 2018 كأول كاتبة نثر بولندية، وحصلت على جائزة الجسر الألماني البولندي لمساهمتها في التفاهم المتبادل، وترجمت أعمالها إلى ما يقارب من 40 لغة، مما يجعلها واحدة من أكثر الكتاب البولنديين المعاصرين الذين ترجمت أعمالهم.
"الرحالة" رواية نثرية خيالية صدرت عام 2013، تمزج بين التعلق بالسفر والتنقل من قارة إلى أخرى ومن ثقافة إلى ثقافة عبر حكايات لا رابط بينها، واستكشاف جسم الإنسان نفسه، وتقدم صورة غير نمطية حول السفر، عبر ما يعرف بعلم نفس السفر الذي يعطي الكثير من المعلومات، حيث تؤكد الرواية أن الأصل في الإنسان التنقل والترحال، وليس الثبوت والجمود في الأماكن، مشيرةً إلى أن السلطات على مر العصور تعمل على قمع تحركات الناس لأن لا سلطة لهم في حالة الترحال.
وترفض الثبوت حتى في اللغة التي تخلق واقعاً ثابتاً حول المدن والمعالم السياحية، على اعتبار أن الوصف تدمير للأماكن، التي هي أكثر حركية من أن تقيدها حدود اللغة، حيث سلطت الضوء على أن الشيء المتحرك رغم كل المخاطر، أفضل من الشيء الساكن، وأن التغيير يظل دائماً أنبل من الديمومة، وأن الساكن سيتفكك ويتحلل ويتحول إلى تراب بينما المتحرك قادر على البقاء إلى الأبد، وبينت ثقافة الحضارات وفلسفتها وأصلها، كما روت قصص نساء عربيات وسلطت الضوء على اهتماماتهم.
وأعطت مساحة واسعة عن عبقرية صنع الجسد البشري وما يضمه من أسرار، حيث صرحت معلومات عن علم التشريح وترجمت كيفية حفظ الجسد البشري، وأن تحنيطه يجعله أكثر خلوداً من الروح، ولم تغفل الرواية الحديث عن قضايا مثل البيئة والاحتباس الحراري والنظريات الفيزيائية الحديثة والحياة ذات الطابع الفردي في الغرب.
وحصلت الكاتبة البولندية أولغا توكارتشوك من خلال رواية "الرحالة" على جائزة نوبل للأدب عام 2018 لأنها قدمت خيال سردي وموسع عبر الحدود والحياة.