قصيدة "القصيدة الأخيرة"
خاطبت الشاعرة أمل جراح من خلال قصيدتها "القصيدة الأخيرة" أدوات المنزل الجامدة، وكأنها جزءاً منها.
قصيدة لشاعرة الألم السورية أمل جراح، وهي من ضمن مجموعتها الشعرية "بكاء كأنه البحر" التي صدرت بعد وفاتها عام 2004.
بدأت أمل جراح مشوارها الأدبي من بيروت، وهو المكان الذي اختارت أن تدفن فيه، وبسبب ظروفها الصحية وظروف الحرب التي عصفت بالبلاد، اضطرت للمغادرة إلى لندن، لكن الحرب في حياة الشاعرة تركت ندوباً لا تمحى، وبرز أثرها الواضح في مجموعة كبيرة من قصائدها.
صدر لها العديد من الدواوين الشعرية منها "صاح عندليب في غابة" في عام 1977، وديوانها الذي صدر عام 1985 بعنوان "صفصافة تكتب اسمها"، "امرأة من شمع وشمس وقمر" الذي صدر عام 1992.
نُشرت قصيدة "القصيدة الأخيرة" التي كانت من ضمن ديوانها الشعري "بكاء كأنه البحر"، قبل وفاتها بمدة قصيرة، في البداية أطلقت عليها عنوان "مملكة من خشب" لكنها أصرت على تغييره، لأنها أرادت أن تكون آخر قصيدة لها بسبب مرضها.
وخاطبت في قصيدتها ما يحتويه منزلها من أدوات جامدة، وكأنها جزءاً منها، من خلال إطلاق اسم "مملكة من خشب"، على المنزل الذي يحتويها، لتنقل ببراعة إحساس المريض بالعالم الخارجي.
تقول أبيات القصيدة:
أين سأذهب هذا الصباح
الشارع الطويل
بين غرفة النوم والحمام
شارع مليء بالحفر والمطبات
والزوايا المعتمة
بين غرفة النوم والحمام
لهاث وتعب
أستند بكلتا يدي إلى الجدار
وأمشي أمشي طويلاً أمشي
ولا أصل
رحلة متعبة