"انهضي!" حين غنت الطالبات للانتفاضة من الحرم الجامعي

في خريف عام 2022، لم تكن إيران تشهد مجرد احتجاجات، بل كانت تعيش ولادة جديدة لصوتٍ طالما أُريد له أن يخنق، كانت الانتفاضة التي انطلقت بشعار "المرأة، الحياة، الحرية" صرخة نساءٍ قررن أن لا يعدن إلى الظل.

مركز الأخبار ـ وُلدت أغنية "انهضي!" الثورية من رحم الألم، من صرخات الطالبات في ساحات الجامعات بإيران وشرق كردستان، ومن دموع الأمهات في الزنازين، ومن كل امرأة قررت أن تنهض، لا لتحتج فقط، بل لتعيد تعريف معنى الحياة والحرية والكرامة.

في قلب الانتفاضة النسائية في إيران، وقفت الجامعات، لا كمؤسسات تعليمية فحسب، بل كمنصات للتمرد، خرجت الطالبات، غير آبهاتٍ بالتهديدات، يرفعن شعارات الحرية، يخلعن الحجاب الإجباري، ويهتفن بأسماء الشهيدات.

في جامعات كرج، طهران، الزهراء، وفي كل زاوية من زوايا الحرم الجامعي، كانت هناك نساء يكتبن فصولاً جديدة من التاريخ، لا بالحبر، بل بالدم، بالصوت، وبالرفض، حيث تحولت المدرجات إلى حلقات نقاش ثوري، وتحولت الساحات إلى مسارح للغضب الجماعي.

كانت الجامعات مسرحاً للغضب، ومرآةً لكرامة أُهينت طويلاً، هناك، في تلك اللحظات امتزج فيها نشيد ثوري بلحن "El Pueblo Unido"، وارتجت بها جدران كلية الموسيقى في كرج في التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2022، نبض الأغنية فارسي، وإيقاعها نسائي، وصداها عالمي، إنها نشيدٌ يغزل من خيوط المقاومة، ويطرز من دماء الزنابق الطاهرة، ويردد في كل ساحة جامعية تحولت إلى منبر للرفض، وكل زنزانة تحولت إلى رحمٍ للولادة الجديدة.

في هذه الأغنية، تتحول السياط إلى فؤوس، ويتحول الألم إلى وعد، وتتحول "أنا" و"أنتِ" إلى "نحن" من جديد، إنها وثيقة صوتية من زمنٍ قررت فيه النساء أن يكنّ الصوت، والصدى، والراية، "انهضي!" ليس مجرد شعار، بل قسم يقال باسم المرأة، باسم الحياة، وباسم وطنٍ يُولد من جديد على أنقاض الصمت.

 

كلمات الأغنية:

انهضي!

من أجل المرأة، الحياة الحرية 

انهضي!

من أجل المرأة، الحياة الحرية 

انهضي!

من أجل المرأة، الحياة الحرية 

باسم المرأة، باسم الحياة 

لننعتق من طوق العبودية  

وليبزغ فجرنا بعد ليلنا الأسود 

ولتتحول كل السياط إلى فؤوس 

كي نصبح نحن البراعم أصواتاً 

أنا وأنتِ والآخرون، لنصبح "نحن" من جديد

قسماً بدماء الزنابق الطاهرة 

بثورة الدموع والقبلات

في عبور هذا الألم الذي لا يهدأ 

من الجسد، من الروح، نادِني يا وطن

فبصوت اسمك الأحمر الهادر

سيرتجف العالم من قيامك

باسم المرأة، باسم الحياة 

قد تمزق ثوب العبودية

وليبزغ فجرنا بعد ليلنا الأسود

ولتتحول كل السياط إلى فؤوس

كي نصبح نحن البراعم أصواتاً 

أنا وأنتِ والآخرون، لنصبح "نحن" من جديد