ترميم... أول مركز في الشرق الأوسط لعلاج ضحايا الختان
الحملات لمكافحة الختان تعم محافظات مصر في محاولة لمنع الختان التي مازال يصر المصريين عليها رغم كل القوانين التي تمنع ذلك
نيرمين طارق
القاهرة ـ ، ولكن لم يلتفت أحد لمعاناة الفتيات النفسية والبدنية بعد الختان لذلك قام مجموعة من الأطباء بتأسيس مركز ترميم لعلاج ضحايا الختان في محاولة لإصلاح ما أفسده مشرط الطبيب وثقافة الأهل.
التقت وكالتنا مع مؤسسي أول مركز في الشرق الأوسط لعلاج ضحايا الختان "ترميم"، وهما أخصائية جراحة التجميل الدكتورة ريهام عواد، واستشاري أمراض النساء والولادة الدكتور عمرو سيف الدين، لتعريفنا على ما يقدمه المركز لهؤلاء الضحايا.
تحدثت أخصائية جراحة التجميل الدكتورة ريهام عواد عن الدعم الذي يقدمه المركز لهؤلاء الضحايا قائلةً "يقدم المركز عمليات جراحية لأن ضحايا الختان قد يحتاجون لتدخل جراحي إذا تسبب الختان في حدوث تشوه للأعضاء، والتدخل الجراحي يتمثل في ترميم البظر وتقويم الشفرات، ونقدم أيضاً الدعم النفسي من خلال طبيبة نفسية تعمل معنا في فريق العمل، والدعم النفسي يصبح مطلوب عندما يتأثر العضو لأن الختان قد يسبب برود جنسي بعد الزواج في كثير من الحالات".
وتبين بأن الدولة تبذل مجهود كبير لمنع حدوث الختان والقضاء عليه، لكن لا يوجد حتى الآن مراكز وعيادات لعلاج الضحايا، فهناك الملايين من النساء في مصر بحاجة للعلاج من مضاعفات الختان، مؤكدةً أنه ولهذا السبب قاموا بتأسيس مركز ترميم في شهر حزيران/يونيو 2020، لتقديم الدعم لضحايا الختان.
وعن دوافع الأطباء لإجراء عمليات الختان تقول "لا أظن أن الأطباء يقومون بالختان بدافع مادي فقط فختان الإناث لا يتم تدريسه في مناهج كليات الطب، وعلى ذلك فبعض الأطباء أيضاً لديهم قناعة بإجراء عمليات الختان كموروث اجتماعي".
أما عن الحالات التي يعالجها المركز توضح "لا تقتصر حالات الختان على القرى والصعيد في مصر، بل يعالج المركز حالات من القاهرة والإسكندرية ومن جميع محافظات مصر، ووفقاً للإحصائيات 86 % من المصريات تعرضنَّ للختان لذلك فالأمر لا يقتصر فقط على الصعيد كما يظن البعض، نحن نستقبل حالات من السودان والجزائر وبعض الدول الأفريقية أيضاً".
وتضيف بأن "المركز يستقبل حالات من السودان ومن النوبة لنساء تعرضنَّ للختان السوداني أو الختان الفرعوني وهو يعد ختان من النوع الثالث وتعاني الفتاة التي تعرضت له من ضيق في فتحة المهبل وهذا يؤدي إلى آلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية".
وأكدت الدكتورة ريهام عواد في ختام حديثها بأن الختان يقل ولكنه لا يزال موجود، مشيرةً "بجانب حملات التوعية نحن بحاجة لتدخل من قبل وزارة التربية والتعليم للمشاركة في التوعية كما يجب أن تتم التوعية بمخاطر الختان أثناء خطبة الجمعة وكذلك يجب أن تشارك الكنيسة في ذلك".
وبدوره تحدث استشاري أمراض النساء والولادة الدكتور عمرو سيف الدين عن المضاعفات التي تلحق بالفتاة بعد الختان قائلاً "تعاني الفتاة من المضاعفات النفسية والتي تتمثل في تدهور الحالة النفسية والاكتئاب المزمن وحالة من الغضب تجاه من تسبب في ختانها بالإضافة للتشنج المهبلي".
وأضاف "الختان يتسبب في ألم شديد يظل في ذاكرة الفتاة، فترفض الزوجة أن يقترب زوجها من المنطقة التي ترتبط في ذهنها بالوجع وهنا يجب تقديم الدعم النفسي والتثقيف الجنسي، وقد تعاني الزوجة المختونة من التشنج المهبلي الذي يمنع حدوث العلاقة الجنسية بين الزوجين وفي هذه الحالة نقوم بحقن المهبل بالبوتكس لتمديد عضلات المهبل وبعض الموسعات لتوسيع فتحته".
وعن تعافي الضحية بعد العلاج يبين "العلاج لا يقتصر على جانب معين فهو بروتكول علاجي شامل يشمل الدعم النفسي بالإضافة للجراحة إذا تطلب الأمر ويحدث تحسن وتعافي تدريجياً، وقد حاولنا أن يكون هناك وحدة لعلاج ضحايا الختان ولكن الأمر لم يكتمل بسبب ضعف الإمكانيات في المستشفيات الحكومية ونظراً لنجاحنا في دعم الضحايا في مركز ترميم تلقينا عروض للسفر ومساعدة الضحايا في كينيا وأوغندا وبعض الدول الأفريقية".
وفي الختام أكد الدكتور عمرو سيف الدين بأن "الختان موجود في الثقافة المصرية منذ 3000 عام والفراعنة قاموا بالختان، فالأب لا يريد أن يلحق الضرر ببناته ولكن الأسرة تصاب بحالة من الخجل إذا كان هناك فتاة لم تختن فهناك أمهات عانين بسبب الختان ورغم ذلك يقمنَّ بختان بناتهن".