رحاب شمبش: الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية ضروري

يعتبر مرض السرطان وهو سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث توفي أكثر من 10 مليون شخص حتى آذار/مارس 2022، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية.

هندية العشيبي

بنغازي ـ أكدت أخصائية الأورام بالمركز الوطني للأورام رحاب شمبش على ضرورة التوعية ببرامج الكشف المبكر للأمراض السرطانية خاصة للنساء، لتفادي الإصابة بالأمراض التي تودي بحياة المريضة في حال تم اكتشافها في وقت متأخر.

إحصائية أممية حديثة نشرت في أيار/مايو الماضي بينت أن 6077 شخصاً يصابون بالسرطان في ليبيا سنوياً، وإن النسبة الأكبر من عدد المصابين هم المصابون بسرطان القولون والرئة بنسبة 12% لكل منهما من إجمالي المصابين بالسرطان في البلاد، ثم تأتي الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 11%، وسرطان المثانة بنحو 6.4%، في مقابل 59% لباقي أنواع السرطانات، لكن تبقى نسبة الإصابة بسرطان الثدي هي الأعلى بين نسب الإصابات بمختلف السرطانات لدى النساء.

أكدت أخصائية الأورام بالمركز الوطني للأورام في بنغازي رحاب شمبش أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأمراض السرطانية انتشاراً لدى النساء في ليبيا، رغم غياب المعلومات والبيانات الدقيقة حول الأرقام المصابة به في ليبيا.

وبينت أن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، بالإضافة لسرطان القولون الذي يصيب النساء هو من الأمراض المميتة، وذلك لعدم الكشف المبكر من قبل النساء على هذه الامراض عند الشعور ببعض الأعراض الخطيرة.

ودعت النساء في ليبيا إلى التواصل مع الطبيب المختص في حالة الشعور بأية اعراض لها علاقة بالثدي أو الرحم أو في القولون، وذلك للبدء في علاجها بشكل سريع لضمان السلامة.

وشددت على ضرورة تناول التطعيمات الخاصة بمكافحة الفيروسات المسببة لسرطان عنق الرحم، والتي تتوافر في أغلب المراكز والعيادات الطبية المختصة بالأورام في البلاد، لتفادي الإصابة بهذا المرض الذي يعتبر من الأمراض المميتة لشريحة النساء خاصة ما بعد سن الاربعين.

وحول الأسباب المؤدية لإصابة النساء بالسرطان، أوضحت رحاب شمبش أنه لا توجد أيه أسباب مباشرة للإصابة بالسرطان ولكن تتوافر عدة عوامل تساعد الخلايا الخبيثة على النمو داخل الخلايا، أبرزها اسلوب الحياة والهرمونات لدى المرأة بالإضافة للنظام الغذائي غير الصحي الذي تتبعه بعض النساء خاصة العاملات.

ودعت رحاب شمبش النساء إلى اتباع نظام صحي غذائي يعتمد على الخضراوات والفواكه والبروتينات، مصحوباً بممارسة الرياضة خلال فترات معينة من الأسبوع.

وأكدت على ضرورة التوعية ببرامج الكشف المبكر للأمراض السرطانية خاصة للنساء، لتفادي الاصابة بالأمراض التي تودي بحياة المريضة في حال تم اكتشافها في وقت متأخر من المرض.

وعن الخدمات التي يقدمها المركز الوطني للأورام في بنغازي أوضحت "يقدم المركز خدمات الأشعة التشخيصية، من الصور المقطعية وتصوير بالموجات فوق الصوتية وتصوير الدوبلر، وخدمات الأشعة العلاجية (التخطيط العلاجي والعلاج بواسطة جهاز المعالج الخطي) لمرضى الأورام، بالإضافة للعلاج الإشعاعي الذي ينفرد المركز بتقديمه للمرضى في المنطقة الشرقية بالكامل".

وأوضحت رحاب شمبش أن مركز الأورام في بنغازي يستقبل كل الحالات المصابة بالأورام في كافة المراحل المرضية، ويضم عدة عيادات منها عيادة الأورام، التي تم افتتاحها في 2019، وتختص بمتابعة مرضى الأورام من النساء والرجال دون الأطفال، الذين يتجاوز عددهم 1000 مريض ومريضة.

أمال علي موظفة، مصابة بسرطان الثدي منذ 2009، حدثتنا عن تجربتها في مواجهة هذا المرض، الذي تسبب في استئصال الثدي بالكامل لديها "كنت أتعالج لدى أكثر من مركز ومستشفى عمومي داخل مدينة بنغازي، منذ 2009، تم حقني بأكثر من 12 حقنة كيميائية، بالإضافة للدواء، ما تسبب في مضاعفات كثيرة لم احتملها، في البداية تساقط شعري، وسقطت أظافري بالإضافة لحروق شديدة السواد في كامل جسدي، لكني كنت مصرة على مواجهة هذا المرض، لذلك تعافيت منه".

وأضافت "رحلة علاجي توزعت بين عدة عيادات ومستشفيات ومراكز مختصة بالأورام في بنغازي، منها المركز الوطني للأورام الذي تلقيت فيه أكثر من 25 جلسة اشعاعية، وكل هذا مجاني باعتباره مركز عام يعنى بمرضى الأورام في المنطقة الشرقية".

وعن العلاج الكيميائي قالت أمال علي أنه لم يكن متوفر داخل المراكز الصحية والمستشفيات في بنغازي، ما دفعها لشرائه من الصيدليات أو استيراده من الخارج، مؤكدة ارتفاع تكلفة الحقنة الواحدة من هذا العلاج التي تجاوز ثمنها 2000 دينار ليبي أي ما يعادل 420 دولار أمريكي.

يذكر أن المركز الوطني للأورام في بنغازي افتتح عام 1994 في منطقة الهواري، وتوقف العمل في المركز مدة ثلاث سنوات جراء وقوعه في منطقة الاشتباكات التي اندلعت في مدينة بنغازي أواخر العام 2014 وتم إعادة افتتاحه في أيار/مايو 2017.