راضية الجربي: استقطاب الشباب وتمكين المرأة أبرز أهداف الاتحاد
انطلقت السنة التدريبية الجديدة للاتحاد الوطني للمرأة التونسية لتؤمن خلالها 5 آلاف مقعد تدريب مهني في العديد من الاختصاصات الموزعة على 110 مركزاً.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ سيشمل التدريب الجديد للاتحاد الوطني للمرأة التونسية اختصاصات الخياطة وصنع الحلويات والحلاقة وأساليب الزراعة الحديثة إلى جانب تربية النحل والدواجن.
استجابة لمتطلبات سوق العمل ولرغبة المتدربات تم إنشاء نوادي يتم فيها تأمين تدريب سريع يعتمد أساساً على آليات المهارات على غرار الذكاء الاصطناعي والروبوتيك والتغليف بالفضة والرسم والتلوين، وفي هذا العام تم إنشاء 30 مركز تدريب جديد في مناطق نائية وحدودية في اختصاصات جديدة تأخذ بالاعتبار خصوصية كل محافظة.
كما تم تخصيص 30 % من خط تمويل البنك التونسي للتضامن المخصص للاتحاد لخريجات مراكز التدريب لإطلاق مشاريع وفتح حساب خاص، أما ذوي الاحتياجات الخاصة فقد تخرج من مراكز تدريب الاتحاد 109 متدرب تم تمويل 25 % منهم.
وحول الهدف من تنويع التدريب قالت راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية إن الهدف من تنويع التدريب هو استقطاب الشباب الذين تسربوا من المدارس أو حاملي الشهادات العاطلين عن العمل.
وأضافت أنه "لا يمكن مواصلة استقطاب الشباب إذا نحن لم نجدد ولم نستجب لطلباتهم، لذلك الاتحاد في برامجه لمحو الأمية التي أصبح اسمها التعلم مدى الحياة أو تعليم الكبار، أخذ بعين الاعتبار هذه المسائل لأنها برامج تتضمن تدريباً مستمراً في اللغات وكتابة التقارير والمحاضرات".
وأوضحت أنها مسائل يقوم بها الاتحاد حسب الطلب والهدف ألا وهو استقطاب الشباب وتعليم المهارات وفتح أفق لسوق العمل ومساعدتهم على الانتصاب لحسابهم الخاص لأنه إلى جانب التدريب والإحاطة والمرافقة تمنح وحدة القروض التابعة للاتحاد قروضاً لفائدة باعثي المشاريع إضافة إلى وجود قوانين جديدة كقانون الجمعيات التضامنية والشركات الأهلية التي يتعامل الاتحاد معها وتعمل على خدمة النساء.
وقالت إنه خلال السنة الماضية تم إحداث خمس شركات تضامنية "هذه السنة قمنا بإطلاق شركتين أهليتين حتى تتمكن النساء من العمل مع بعضهن البعض وتسويق منتوجاتهن ليكون لديهن دخلاً لكون القانون اليوم أصبح يسمح بذلك".
وبينت راضية الجربي أن هدف الاتحاد هو التمكين الاقتصادي للنساء إضافة إلى التوعية ومعاضدة مجهودات الدولة والمجتمع والأسرة في الحد من العنف والضغوطات اليومية والقضايا الاجتماعية كالطلاق وتشرد الأطفال والتسرب المدرسي والجريمة واستغلال النساء للعمل في المنازل بأجور زهيدة.
وأشارت إلى أن "ذلك يصب في دور الاتحاد على مساعدة الأهالي وإيجاد الأجوبة والمساعدة على الخروج من الوضع الذي نعيشه والمساهمة في وضع مخططات التنمية على مستوى محلي وداخلي"، مبينة أن التمكين الاقتصادي ركيزة أساسية بالاتحاد منذ القدم خاصة بعد الثورة لارتفاع نسبة التسرب المدرسي في صفوف الأطفال "نحن نولي أهمية كبرى للتدريب، ومراكزنا منتشرة في كامل البلاد وفي استراتيجيتنا خلال الخماسية القادمة سنعمل على إطلاق المزيد من المراكز الجديدة، حالياً هناك 30 مركزاً مبرمجاً للفترة القادمة".
وأوضحت أنه "في الحقيقة شرعنا في ذلك منذ بداية العام الحالي وهناك 6 مراكز جديدة سوف تفتح أبوابها في القريب العاجل، وهناك محافظات ليس فيها مراكز تدريب وتتطلع إلى فتح العديد منها كما استرجعنا 3 مراكز وهو مكسب للمرأة التونسية أن يكون للاتحاد مراكز بالمناطق النائية على غرار تاجروين وغيرها".
وأضافت راضية الجربي "كل ما سبق كان على مستوى العمل اللوجستي ولكن على مستوى المضمون هناك تطوراً كبيراً لأنه منذ عام أصبح الاتحاد يولي أهمية للذكاء الاصطناعي وأصبح لديه فرق عمل تعتمد على الروبوتيك وأيضاً لدينا مراكز لا تعمل إلا على الإعلام وتطوير المهارات والمعارف في مجال الإعلام بالنسبة للنساء والأطفال، وتركيزنا على المحافظات التي تتزايد بها نسبة الأمية على غرار القيروان وبعض الجهات الأخرى الفقيرة، كما أن الاتحاد قام بتنويع الأنشطة بعد أن كانت حكراً على الصناعات التقليدية".
وعن الفترة الحالية قالت "سوف ننطلق في الدورة الثانية للفلاحة البيولوجية والفلاحة الطبيعية باعتماد السبل والطرق الجديدة التي تحترم البيئة وتستجيب للتنمية المستدامة وتستجيب لمخطط التنمية الذي وضعته وزارة التنمية ووزارة المرأة لأنه تم إدراج النساء وحماية المحيط من الاحتباس الحراري، وسوف يكون البرنامج على امتداد 3 سنوات القادمة".
واختتمت راضية الجربي حديثها بالقول إن "هناك اختصاصات جديدة على غرار التجميل والمعالجة بالتمسيد والحجامة في العديد من المراكز وهناك مناطق شعبية تعاني اقتصادياً على غرار منطقة الجبل الأحمر، وهناك نشاط ثقافي معطل تم ارجاعه كالمسرح والسينما وتم افتتاح جامعة للتدريب على الرقص كرياضة بمركز الحرائر وتم التعاقد مع مشاهير للتدريب على المسرح".