"من فاقدة إلى فاقدة"... برنامج لدعم المرأة نفسياً واجتماعياً

يعد مشروع "المرأة الفلسطينية... الاحتلال والفقدان" حجر الزاوية في مركز شؤون المرأة لدعم وتمكين النساء للدفاع عن حقوقهن.

نغم كراجة

غزة ـ في ظل الأوضاع الصعبة التي خلفها "الاحتلال الإسرائيلي" على النساء والفتيات الفلسطينيات قرر مركز شؤون المرأة في قطاع غزة بعد عام 2014، البدء بتنفيذ برنامج "من فاقدة إلى فاقدة" لدعم النساء اللواتي عانين من فقدان أحد أفراد أسرهن أو نزحن وتضررن بشدة من جراء العدوان المستمر بما في ذلك الإغلاق والحروب.

حول فكرة برنامج "من فاقدة إلى فاقدة" الذي انطلق في عام 2015 قالت منسقة المشروع اعتماد وشح "بدأت فكرة برنامج الشفاء والتمكين للفاقدات المستند على النهج القائم على الحقوق من قبل مركز شؤون المرأة، إذ يتكون البرنامج من آليات وفعاليات وأنشطة للدعم النفسي والاجتماعي للمرأة الفاقدة".

وأشارت إلى أن المشروع يهدف إلى دعم النساء للتأقلم مع الصدمة والفقدان، وتمكين الفاقدات؛ ليدعمن بعضهن البعض خلال مجموعات المساعدة الذاتية، ودعم أسرهن ومجتمعاتهن بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي حول الفقدان من منظور النوع الاجتماعي وحقوق النساء الفاقدات.

وأضافت "يقوم المشروع بتنفيذ نهج من "فاقدة إلى فاقدة" لدعم النساء اللواتي تعانين من أنواع مختلفة من الفقدان والصدمة والإعاقة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي والحصار على غزة والحروب، جميع هذه العوامل خلقت بيئة من عدم الاستقرار والعنف المتزايد ضد النساء الفلسطينيات، بالإضافة إلى ذلك في كثير من الأحيان يتم التعامل مع الفقدان لدى النساء بطريقة خاطئة بدلاً من الشفاء والتمكين".

ويسعى المشروع إلى تقديم الرعاية والدعم الشامل لذوات الإعاقة وتمكينهن ودمجهن في المجتمع كما أوضحت اعتماد وشح، "بالإضافة إلى تعزيز المشاركة الفاعلة للنساء والفتيات في تطبيق الحلول الذكية مناخياً بصورة متكاملة ومستدامة لمواجهة آثار تغير المناخ والتدهور البيئي خاصة تحت وطأة الاحتلال وتمكينهن بيئياً".

وينقسم المشروع إلى أربع مستويات كما أوضحت "يساهم المستوى الأول في شفاء وتمكين الفاقدات بشكل فردي من خلال خلق فرص للوصول إلى المساعدة النفسية والاجتماعية وتزويد المرأة بالمهارات والأدوات اللازمة لمساعدة الذات على المستوى الفردي ودعم الفاقدات الأخريات على الصعيد الاجتماعي، أما المستوى الثاني يعمل على تأسيس مجتمع يتكون من مجموعات المساعدة الذاتية والشبكات لتمكين الفاقدات من تقديم وتلقي الدعم مع بعضهن البعض".

أما المستوى الثالث يركز على دور المجتمع والسلطات العامة في المساهمة في شفاء الفاقدات من خلال زيادة الوعي حول تجربة الفقدان من منظور النوع الاجتماعي وكيفية التعامل معها وطرق ضمان بيئة ثقافية واجتماعية داعمة للنساء الفاقدات، بحسب ما أشارت إليه اعتماد وشح.

ولفتت إلى أن "الفاقدات اللواتي أصبحن داعمات للأخريات ستعملن على ترتيب المناقشات والمحاضرات بالتنسيق مع منظمات المجتمع المحلي؛ لتبادل خبراتهن ومعالجة بعض الممارسات الخاطئة في مجتمعاتهن والتي تزيد من العبء النفسي الفاقدات".

وحول المستوى الرابع قالت "يهدف المستوى الرابع لتحقيق العدالة البيئية المناخية التي تتمثل بتكاثف الجهود؛ لحماية البيئة والمحاصيل الزراعية التي تزرعها النساء ودرء المخاطر عنها والاستثمار بتعليم الفتيات في قطاع التكنولوجيا، وإشراكهن بتخصصات الطاقة البديلة والمتجددة، وتشجيع الجمعيات النسوية على إدارة مشاريع إعادة التدوير".

وعن أبرز أنشطة وخدمات المشروع للنساء الفاقدات، أوضحت "يقوم المشروع بتنفيذ جلسات دعم نفسي فردي وجماعي لمئات النساء والفتيات، وأيضاً تقديم الدعم المالي ومساندتهن، وتنظيم ورش توعوية وإقامة أيام ترفيهية للفاقدات اللواتي شاركن في جلسات الدعم منذ عام 2019 حتى 2021، وتنفيذ 5 مبادرات ببيئية متنوعة على التكيف مع تغيرات المناخ وتعزيز مشاركة المرأة في الحد من هذه الظاهرة".

وشددت على ضرورة مطالبة النساء الفاقدات لحقوقهن وأبرزها حصولهن على تعويض للدمار الذي خلفه "الاحتلال الإسرائيلي" والذي أثر عليهن بشكل كبير، وخاصة من الناحية النفسية.

سمر أبو عجوة إحدى النساء اللواتي استفدن من المشروع، تقول عن تجربتها "قصف منزلي أثناء العدوان على قطاع غزة وتدمر بالكامل، وساء بنا الحال كثيراً، فنحن لا نمتلك غيره، وزادت المشاكل مع زوجي وعائلتي، إلى أن أعلن مركز شؤون المرأة عن تدريب للفاقدات، لا أنكر أنني في البداية ترددت في المشاركة لكنني الآن بحالة أفضل من السابق أنا وأطفالي وعائلتي بفضل جهود المركز وطاقمه".

من جهتها قالت نيبال عليوة "في العدوان الأخير على القطاع فقد شقيقي حياته وعلى إثر ذلك مرضت والدتي وحالتها زادت سوءاً، وعلى إثر ذلك تحطمت نفسيتي، لكن بعد مشاركتي في تدريبات وأنشطة مشروع المركز تحولت حياتي إلى بقعة للأمل والنور من جديد".