'لحماية المجتمع يجب أن يبدأ المرء من حماية جوهره الداخلي'

تساهم قوات الحماية الجوهرية للمرأة في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا، في حماية الأهالي وتعزيز الاستقرار في المقاطعة، وللنساء الدور الأبرز في التدريب على استخدام السلاح والحماية الذاتية والمجتمعية

كوباني ـ .
يتميز المجتمع في شمال وشرق سوريا بسماته الثورية في الدفاع والتصدي للهجمات التي تهددهم، وأمام أي هجوم يخرج الأهالي من نساء ورجال وشبيبة للدفاع عن أنفسهم.
تهدف قوات الحماية الجوهرية إلى توعية الأهالي بالحماية الذاتية للتصدي لأي هجوم يتعرض له، وقد تمكن من ضم كافة الفئات العمرية، وكان للمرأة الدور الأكبر في تدريب وتوعية المجتمع لمواجهة أي خطر يهدد هويته وثقافته.
بعد عقد قوات الحماية الجوهرية كونفرانسه الأول بداية عام 2015، أعلنت بشكل رسمي عن تأسيس قوات الحماية الجوهرية لحماية الأهالي في المدن والقرى، وكانت من بينها مناطق مقاطعة كوباني.
 
للنساء دور بارز ضمن الحماية الجوهرية 
تلعب المرأة الدور الرئيسي في قوات الحماية الجوهرية، حيث تجاوزت نسبة النساء ضمن القوات 60%، وتمكنت من تشكيل كتائب للحماية الجوهرية خاصة بالمرأة في العديد من مناطق شمال وشرق سوريا. 
 
 
قالت الإدارية في مركز الحماية الجوهرية في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات وأولى النساء المنضمات لقوات الحماية الجوهرية منى سليمان أنه وبعد المجزرة التي ارتكبت بحق المدنيين في مقاطعة كوباني على يد مرتزقة داعش عام 2015 شكلت قوات الحماية الجوهرية، وبهذا الشكل بدأت المرأة في حماية ذاتها وأرضها من أي اعتداء، "في بداية تشكيل قوات الحماية الجوهرية كنا عضوتين فقط، كان هدفنا الأساسي التعريف بالحماية الجوهرية وأهميته بالنسبة للنساء، لذلك بدأنا أولى خطواتنا بتدريب النساء ضمن الأحياء والقرى بالإضافة للتدريبات العسكرية، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتنا من قبل المجتمع وعدم تقبله لفكرة حمل النساء للسلاح، إلا أننا تمكنَّ وخلال أشهر عدة من تعليم أكثر من 100 امرأة على حمل السلاح والحماية الجوهرية، وبذلك وصل عددنا إلى 200 عضوة".
وعن تأسيس مركز للحماية الجوهرية خاص بالمرأة قالت منى سليمان "بعدما زاد عدد العضوات ضمن الحماية الجوهرية تمكنَّ من تشكيل دوريات ونقاط حماية خاصة بالمرأة كان ذلك إنجاز عظيم، ولذلك تم تأسيس مركز الشهيدة زهرة بنابر لحماية المرأة في مقاطعة كوباني".
وأطلق على مركز حماية المرأة في مقاطعة كوباني الذي تأسس عام 2018 اسم زهرة بنابر، نسبة إلى عضوة قوات حماية المرأة زهرة بنابر التي استشهدت في مقاومة كوباني أثناء هجوم مرتزقة داعش عليها في 3 شباط/فبراير عام 2015، تكريماً لمقاومتها.
وأضافت منى سليمان "لدينا الكثير من الأعداء، عندما هاجمت مرتزقة داعش مقاطعة كوباني عام 2014 كان أمل تركيا وغيرها سقوط كوباني، واليوم تركيا تهاجمنا بكافة الأشكال بالحروب الخاصة والهجمات العسكرية، إلا أننا عضوات الحماية الجوهرية سنقف إلى جانب أبنائنا وسنفعل كل ما يقع على عاتقنا من أجل حماية بلادنا".
وتدير قوات الحماية الجوهرية للمرأة، أعمالها في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا من خلال اللجان الإدارية، ونظام عمل يتضمن تنظيم دورات تدريبية فكرية وعسكرية للنساء ضمن المجتمع، وإضافة لذلك تعقد اللجان الإدارية اجتماعاتها الاعتيادية للعضوات لمناقشة أعملاهن ووضع مخطط للعمل.
 
 
ومن جانبها قالت عضوة مركز الحماية الجوهرية للمرأة بهية كنعان "نحن قوات الحماية الجوهرية، نحمي المجتمع والذات، نسير دورياتنا بشكل يومي في الأحياء والقرى التابعة لمقاطعة كوباني. التدريب أساس بناء المجتمعات لذلك يجب علينا توعية المجتمع من كافة النواحي السياسية والعسكرية، كل شخص يتراوح عمره ما بين 7 سنوات حتى 70 عاماً يستطيع حماية نفسه ومجتمعه، وللمرأة دور ريادي في ذلك لأنها أصبحت أوعى من الناحية الفكرية ولديها القوة الكافية لحماية مكتسباتها التي حققتها ضمن أعوام الثورة"، مشيرةً إلى أن "للحماية من الناحية العسكرية دور هام، إن لم نتمكن نحن نساء ورجال وشبيبة من حماية ذاتنا سيتكرر ما حصل في مقاطعة عفرين، لذلك يجب علينا تقوية إرادتنا".
وشددت بهية كنعان على أنه "في ظل الأوضاع والظروف التي تمر بها المنطقة يجب على كافة الفئات العمرية من كافة المكونات الانضمام لقوات الحماية الجوهرية، لحماية مناطقنا من أي خطر يوجهها ولحماية مكتسباتنا والدفاع عنها". 
وتتلقى النساء في مركز الحماية الجوهرية للمرأة تدريبات فكرية ضد الذهنية الذكورية وتدريب سياسي وعسكري يتضمن فك وتركيب السلاح وكيفية استخدامه وطرق الرمي بدقة، ودروس عن الحماية الجوهرية والدفاع المشروع.
 
 
من جانبها قالت عضوة لجنة التدريب للحماية الجوهرية للمرأة دجلة محمد "على أساس الدفاع عن جوهر الإنسان والأرض والوطن تم تأسيس القوات الجوهرية، الحماية مهمة جداً، ليس فقط لحماية الذات بل لحماية المجتمع بأكمله، لأن العدو يبحث عن الضعف ضمن أي مجتمع لكي يهاجمه"، وأضافت "المرأة الكردية أول من تستهدف لأنها حققت إنجازات عظيمة في العديد من المجالات، وكان لها الدور الريادي في قيادة المجتمع، ولأنهم يريدون كسر تلك القوة والإرادة، كان لابد من تشكيل قوات خاصة لحماية المرأة في المجتمع".
وتابعت "الوظيفة الأساسية التي تقع على عاتق الحماية الجوهرية هي تنظيم وتدريب وتوعية النساء والشبيبة في المجتمع، تركز تدريباتنا على أن يبدأ المرء بحماية جوهره الداخلي حتى يصل لحماية مجتمعه، لذلك نستطيع القول بأن الحماية الجوهرية هي مرآة المجتمع، يجب أن يكون في كل منزل أو عائلة شخص لديه فكرة حول كيفية استخدام السلاح والحماية من أجل حماية أفراد عائلته".
وعن توعية النساء من المكون العربي تقول دجلة محمد "في البداية وبسبب سيطرة العادات والتقاليد والذهنية الذكورية على الأهالي في صرين واجهنا الكثير من العراقيل والصعوبات في توعية وتدريب النساء من المكون العربي، وإقناعهن بأنهن تستطعن حمل السلاح والدفاع عن أنفسهن، ولكن مع مرور الوقت تقبلن الفكرة وكان لهن رغبة بالانضمام لقوات الحماية الجوهرية للمرأة، والأن لديهن عضوات وتسيرن دورياتهن في منطقة صرين".
وتشارك قوات حماية الجوهرية للمرأة في كافة الفعاليات بهدف حماية الأهالي والمجتمع وإلى جانب ذلك تساهم في حماية الشريط الحدودي بين مناطق شمال وشرق سوريا مع تركيا.