حرب خاصة أداتها المخدرات وهدفها الشباب وتدمير المنطقة

مساعي وجهود حثيثة يقدمها مكتب مكافحة المخدرات في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، للتصدي لتفشي آفة المخدرات باعتبارها أحد أساليب الحرب الخاصة التي تستهدف فئة الشباب وتفكك المجتمع.

نور الأحمد  

الرقة ـ في حين يقوم الاحتلال التركي باستهداف مشروع الأمة الديمقراطية بإقليم شمال وشرق سوريا  من خلال ممارسة أساليب الحرب الخاصة وترويج المخدرات بين أبناء المنطقة، تسعى العديد من المراكز الإدارية التابعة للإدارية الذاتية بتعزيز الوعي للتصدي  من انتشار الآفة وترويجها في المنطقة.

تقول الإدارية في مكتب مكافحة المخدرات في مقاطعة الرقة دلبرين قهرمان، إن الحملات التوعوية عن التداعيات السلبية لتعاطي المخدرات، ساهمت في توعية المجتمع للتصدي لأساليب الحرب التي تستهدف المنطقة، في ظل تزايد انتشار الآفة وترويجها بشكل كبير.

 

الترويج للمخدرات أحد أساليب الحرب الخاصة

وبحسب ما تؤكد دلبرين قهرمان إن ترويج المخدرات في المنطقة هو أحد أساليب الحرب الخاصة التي يمارسها الاحتلال التركي عبر تصديرها وترويجها بين الفئة الشابة، وبهذا الصدد أتخذ مكتب مكافحة المخدرات إجراءات طارئة عبر متابعة وملاحقة الشبكات التي تتاجر وتروج لها في المنطقة، للقضاء على مصادرها والحد من ترويجها، إلى جانب إطلاق حملات توعوية ونشر برشورات بمخاطرها وتداعياتها السلبية، وطرق العلاج منها.

وترى أن السبب وراء هذه الحرب هو استهداف مشروع الامة الديمقراطية عبر زعزعة أمن واستقرار المنطقة، والتي تستهدف بالدرجة الأولى الفئة الشابة، بأساليب ممنهجة كترويج المخدرات ونشرها بين أفراد المجتمع "تلقينا بلاغات كثيرة من قبل أفراد المجتمع عن تزايد ترويج المخدرات في المنطقة، وسجلنا حالات كبيرة للمتعاطين لها".

وأكدت أن مكتب مكافحة المخدرات يبذل قصارى جهده للحد من هذه الظاهرة الخطيرة "نلاحق شبكات الاتجار التي تبث وتروج لهذه المواد، وتساهم في إدخالها للمنطقة، ونعمل على توعية المجتمع من مخاطر التعاطي وتداعياته على المتعاطي وتأثيره على الفرد صحياً ونفسياً وكذلك على المجتمع من ارتكاب جرائم قتل واغتصاب تحت تأثير المخدرات، وذلك عبر حملات التوعية وتوزيع بروشورات، كما نركز على أهمية العلاج للتخلص من هذه الآفة".

وساهمت هذه الحملات في خفض نسبة التعاطي، وتبين ذلك عبر البلاغات التي يتلقاها مكتب مكافحة المخدرات من الأهالي "أثرت حملات التوعية بشكل إيجابي على المجتمع وتبين ذلك لنا عبر ازدياد نسبة البلاغات عن حالات التعاطي، وهنا يتبين وعي المجتمع من مخاطر المخدرات، فقد تلقينا بلاغات على صعيد أفراد العائلة بهدف علاجهم من التعاطي".

وتطرقت دلبرين قهرمان إلى آلية عملهم للقضاء على هذه الظاهرة "يتم التنسيق المباشر مع المحكمة العامة وهيئة الصحة والمجالس والكومينات في الأحياء، بعد إبلاغنا بحالة التعاطي نستدعيه ثم ندرس وضعه، وهنا إما يتم إعطائه فرصة للمعالجة أو إحالته إلى النيابة إذا كانت حالته مستعصية، لتتخذ الإجراءات اللازمة".

ويركز مكتب مكافحة المخدرات على حماية المرأة من الانجرار للتعاطي معتبراً أن المرأة تستهدف بشكل مباشر في حالات النزاع والحروب الخاصة "تلعب المرأة دوراً بارزاً في مكتب مكافحة المخدرات وتعمل لحماية المرأة بشكل خاص لأن الكثير من النساء اللواتي تتعرضن للضغوط النفسية من المجتمع والعنف الأسري يصبحن عرضة للتعاطي".

 

خطط مستقبلية

وكشفت الإدارية في مكتب مكافحة المخدرات دلبرين قهرمان عن خططهم القادمة للقضاء على ظاهرة تعاطي المخدرات "سنعمل على افتتاح مراكز صحية لمعالجة الإدمان في جميع القرى والأرياف، ونقصد الفئة الشابة، وسنكثف حملاتنا التوعوية والبرشورات للوصول إلى جميع الفئات الموجودة في المنطقة، بهدف بناء مجتمع خالي من التعاطي".

ودعت المجتمع وخصوصاً الفئة الشابة التي تمثل المستقبل للوعي بمخاطر المخدرات "يعتبر الشباب الركيزة الأساسية للمجتمع الحر، لذا عليهم أن يكونوا أكثر وعياً وإدراكاً بالحرب الخاصة والمخططات التي تحاك من أجل استهدافهم كيلا يقعوا ضحية هذه الحروب، وأن يحموا انفسهم ومجتمعهم عبر التعاون والتواصل معنا من أجل القبض على مروجي المخدرات".

 

 

أسباب التعاطي وطرق العلاج

وعن الأسباب التي يلجأ اليها الشباب للتعاطي قالت المرشدة النفسية زينة حسن "سجلت المشافي والمراكز الصحية العامة والخاصة أعداد كبيرة من المتعاطين، ذلك نتيجة الضغوطات النفسية التي يمر به الشخص أو لنسيان حوادث أليمة في حياته، وفي حالات يأخذ الشخص كميات كبيرة من المهدئات والمسكنات، ويدمن الجسم عليها ويصبح بحاجتها بشكل يومي".

وعن التداعيات والأضرار النفسية والجسدية لتعاطي المخدرات أوضحت "يرافق تعاطي المخدرات وإدمانها  العديد من التداعيات على الصحة الجسدية، منها الجهاز العصبي والأعصاب والقلب والأوعية الدموية والضغط الدموي، إضافة الى عدم اهتمام الشخص أو اكتراثه بمظهره الخارجي، ويميل إلى الانعزال والوحدة".

وبينت أن مدة العلاج تتراوح من ثلاثة إلى أربع اشهر "لا يمكن التعافي والتخلص من المادة في الجسم بشكل سريع، فهناك من يحتاج إلى أكثر من عامين وذلك بحسب الكمية، وتكون نسبة نجاح العلاج بحسب مستوى تقبل المريض للعلاج ورغبته، ليتم بعدها أخذ الأدوية التي تمكن سحب المادة من الدم بشكل تدريجي، والذي يتزامن معه عدم اتزان، وصداع شديد، ويخلق لديه حالة من التهيئات في الجهاز العصبي والنظر ويصبح أكثر عنفاً واستفزاز مع الأسرة والمحيط".

ودعت زينة حسن المجتمع بالدرجة الأولى بألا ينظر إلى الشخص المدمن بدونية، بل يجب دعمه بكل الطرق لكي يتمكن من التعافي والتخلص من هذه الآفة لإعادة دمجه بشكل سليم في المجتمع، وأن يكون هناك مراكز ومصحات طبية لمراقبة الوضع الصحي للمتعاطي وتقديم الدعم النفسي له.