في ذكرى احتلالها السادسة العودة الآمنة مطلب وحق

يصادف التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الذكرى السنوية السادسة لاحتلال رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي من قبل تركيا ومرتزقتها، بعد هجمة شرسة عام 2019 استخدمت فيها أسلحة محرمة دولياً.

نورشان عبدي

عين عيسى ـ تحل الذكرى السادسة لاحتلال مدينتي رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي في إقليم شمال وشرق سوريا، وما تزال آلاف العائلات مشردة في المخيمات والمدارس، تحاول التأقلم مع هذا الوضع الذي لم يتغير رغم تغير السلطة في دمشق.

نتيجة لوحشية الهجمات نزحت آلاف العائلات واتجهت نحو مناطق أكثر أماناً، وأجبرت على العيش في المخيمات والمدارس مع ارتفاع إيجارات المنازل جراء الأزمة الاقتصادية المستمرة.

 

"نعيش المأساة مجدداً"

الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة عين عيسى في إقليم شمال وشرق سوريا عزيزة حسن ربطت بين سياسة الاحتلال التي مارستها الدولة التركية والمرحلة التي الحالية التي تمر بها سوريا.  

وقالت أن التاسع من تشرين الأول/أكتوبر يعيد إليهم ذكريات مؤلمة "نعيش المأساة مجدداً"، لافتةً إلى أن سياسة تركيا مبنية على الأطماع فآلاف العائلات تعاني من أجل سيطرتها على منطقة حدودية واستراتيجية كرأس العين/سري كانيه "الاحتلال التركي استخدم تل أبيض كمعبر حدودي لنقل مرتزقته والمواد اللوجستية والعسكرية لدعم المرتزقة وداعش، فتحت مسمى حماية الحدود احتلت تركيا أرضنا ونهبت خيراتنا ومنازلنا، واستغلت الشعب السوري لتحقيق أهدافها".

نازحي هذه المناطق مازالوا صامدين ومتمسكين بأرضهم إلى حين تحريرها رغم وضعهم الصعب في المخيمات "يعيش نازحي تل أبيض في المخيمات على أمل العودة, لقد قبلوا هذه الحياة ويتحملون صقيع الشتاء وحر الصيف ليؤكدوا تمسكهم بأرضهم ومدينتهم".

 

أطماع استعمارية

واستذكرت عزيزة حسن مرحلة ما قبل الاحتلال والتهديدات التركية المستمرة "شعرنا أن هناك شيء سيحدث ومع ذلك تمسكنا بتل أبيض وصمدنا في منازلنا، ولم نعطي أي اهتمام للتهديدات التركية، من ثم نفذت الدولة التركية باستخدام مرتزقتها التهديدات، وشنت عملية عسكرية، وعدد من العائلات تنقلت بين المنازل بعيداً قدر المستطاع عن القصف لحماية الأطفال، كما ضحى العديد من الأهالي بحياتهم لكي يبقوا في المدينة، أنا وعائلتي كنا من ضمن الذين صمدوا في تل أبيض ما يقارب عشر أيام".

وسميت العملية زوراً بـ "نبع السلام"، مع أنها لم تحمل أي سلام بل مصالح تركيا التوسعية لا أكثر "نحن نسميها نبع الدم والقتل والنهب والاحتلال، لقد قتل الاحتلال ومرتزقته العديد من الأطفال والنساء والأهالي وكل تلك الممارسات تحت ذريعة حماية الحدود والسلام. نحن لم نمس الحدود مع تركيا ولم نقم بأي عمل يمس بسلامة الحدود التي منذ عقود وهي بيننا ولكن تركيا تحت هذا المسمى قامت باحتلال أرضنا ونهب خيراتها".

 

"يعيش الأهالي في المناطق المحتلة حياة مأساوية"

خلال سنوات الاحتلال عانى الأهالي الذين مازالوا في تل أبيض/كري سبي الويلات, فهم يفتقرون لأبسط مقومات الحياة وهي الطعام والمياه والمحروقات والكهرباء "هنالك أزمة في كافة المجالات الحياتية في المناطق المحتلة، وحتى اليوم ما تزال العديد من العوائل تتجه إلى مناطق الإدارة الذاتية باحثة عن حياة كريمة وآمنة".

الأهالي الذين تمسكوا بأرضهم ولم ينزحوا منها يتعرضون للكثير من الانتهاكات "إضافة إلى عدم توفير مقومات الحياة الوضع الأمني خارج عن السيطرة أيضاً, الذي يقرر الخروج من منزله لقضاء حاجة أو للعمل لا يعلم ما سيكون مصيره أو أنه سيعود إلى منزله أم لا".

أما النساء فهن المستهدفات الأوائل في المناطق المحتلة "لطالما استطاعت المرأة الخروج للعمل والتعليم وممارسها حقها في الحياة لكن ذلك كان قبل الاحتلال، ولكن الآن الوضع مختلف كلياً، اليوم النساء معرضات للكثير من الانتهاكات، وقد تعرضت العديد منهن للخطف والاغتصاب والقتل، لذلك الدولة التركية لم تقم فقط باحتلال ونهب أراضينا بل استهدفت نسائنا وأهلنا، فالاختطاف يشمل الشباب والرجال أيضاً. في المناطق المحتلة تمارس كافة الأساليب من تعنيف وخطف وقتل ونهب".

 

اتفاقيات غير منفذة

حرصت الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا على مناقشة وضع النازحين وعقد الاتفاقيات مع الحكومة المؤقتة من أجل عودتهم الآمنة لكن لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقيات وما يزال العائدون يواجهون الاختطاف "يناقش دائماً ملف المناطق المحتلة والعودة الآمنة للمهجرين، ونحن بدورنا ننتظر وكلنا أمل بتنفيذ اتفاقية العاشر من آذار وحل ملف المناطق المحتلة لكي نعود إلى منازلنا وأراضينا ومدننا التي أنهكت من الاحتلال، نحن مقاومون وصامدون وكلنا أمل بالعودة, إن كنا في المخيمات أو في المنازل مازال قلبنا ينبض بالعودة، مخيم مهجري تل أبيض يعكس هذا التمسك والأمل والصمود، نرى المخيمات قد تحولت إلى منازل للأمل, فهناك من زرع نبتة وهناك من زرع شجرة لكي نتذكر مع نمو كل نبتة أننا أصحاب أرض ولدينا منازل ومدينة والعودة لا محال منها". 

وفي ختام حديثها أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة عين عيسى في مقاطعة الفرات عزيزة حسن أن "نأمل أن يتحول يوم احتلال تل أبيض إلى يوم للتحرير والنصر، بالنسبة لنا كمهجري تل أبيض هذا الشهر يعتبر شهر مأساوي. نحن بانتظار العودة إلى منازلنا وأن نعيش في مدينتنا بسلام وأمان".