الوعي وتنظيم المرأة سلاحان لمواجهة الحرب الخاصة
ساهمت حملات التوعية التي أطلقها مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا في مواجهة أساليب الحرب الخاصة التي تمارس على المرأة.

نور الأحمد
الطبقة ـ تشكل كل من التوعية والتنظيم سلاحان لمواجهة العقبات التي تقف في طريق المرأة، وفي وقت تتعرض فيه مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وخاصةً نسائها إلى التجييش الإعلامي والتهديد اتخذ تجمع نساء زنوبيا خطوات لحمايتهن.
تتعرض النساء اللواتي تقلن "لا" للاستهداف ولذلك كان لابد من إطلاق حملات توعية لهذه الحرب الخاصة التي تستهدفهن، وقد بينت الإدارية بتجمع نساء زنوبيا سناء أوسو بأن الحرب الخاصة التي تمارس مؤخرا بحق النساء في المنطقة يستهدف نجاح النساء في إثبات قوتهن في مجتمع تعد فيه المرأة كائن أقل من الرجل.
الذهنية الذكورية واحدة
وضمن هذه الجهود أطلق تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الطبقة حملة توعوية تحت شعار "نحو مجتمع متماسك... بتنظيم المرأة"، وتضمن برنامج الحملة توزيع بروشورات وعقد اجتماعات مصغرة للنساء في الأرياف والمخيمات، وستستمر الحملة على مدار شهر من إطلاقها.
ومنذ مطلع العام الجاري تشهد مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا تزايد في نسبة حالات القتل والانتحار والتعاطي والعنف بحق المرأة، والدوافع مختلفة لكن الذهنية الذكورية واحدة، فتسمى بجرائم الشرف تارةً وتارة أخرى بالتربية، ما يؤدي إلى تفكك المجتمع.
وعن برنامج الحملة الذي تم إطلاقه قالت سناء أوسو "قمنا بمكتب تجمع نساء زنوبيا بإطلاق حملة توعوية للنساء بتاريخ 14 أيلول تستمر لشهر، وتستهدف النساء في الأرياف والقرى والمخيمات العشوائيات المحيطة بالمنطقة، وتوزيع بروشورات توعوية بمخاطر استمرار وتزايد حالات القتل والعنف بحق المرأة، للمساهمة في التصدي لهذه الحالات".
دعم النساء
وأكدت أن هدف الحملة يكمن في "الوصول بصوتنا ودعمنا لجميع النساء لأن الكثير منهن تتعرضن لظروف وغير قادرات على الخروج من المنزل، لذا نقوم عبر التنسيق مع الكومينات والمجالس بعقد اجتماعات مصغرة مع النساء لشرح أهداف الحملة والتي تتناول الحرب الخاصة وتكشف أهدافها وتداعياتها على المرأة والمجتمع وتدفع نحو تزايد نسبة جرائم القتل والعنف بحق النساء".
وبينت أنه الحملة تركز على توعية المرأة بضرورة تقوية وتنظيم نفسها وصفوفها وجهودها للتصدي لهذه الجرائم "تشهد مقاطعة الطبقة مؤخراً تزايد في حالات العنف لذلك من واجبنا مساندة النساء عبر دعمهن ومنحهن الأمل للتمسك بالحياة وتعزيز ثقتهن بأنفسهن وتكريس دورهن لتثبيت دعائم مجتمع متماسك، حيث سلطنا الضوء خلالها على قضايا المرأة التي تتعرض لها".
صدى كبير
وبينت سناء أوسو أن الحملة ورغم مدتها القصيرة حققت صدى كبير وانعكاس وتأثير إيجابي على المجتمع وعلى المرأة بشكل خاص "اهتمت النساء وأهالي الطبقة بالحملة، وتحمست النساء للانضمام إلى الاجتماعات وطرح تحدياتهن وناقشن حولها، ولاحظنا مدى تغير فكرهن وتحرره ورفع وعيهن وباتت المرأة تعرف حقوقها وواجباتها تجاه نفسها ومجتمعها".
وأشارت إلى أن الحرب الخاصة هدفها إبقاء المرأة تحت الضغط النفسي، وتشويه صورتها عبر وسائل التواصل الافتراضي، والابتزاز الالكتروني والذي يدفعها نحو اختيار طرق خطرة منها التعاطي والاتجار بجسدها والانتحار، لكي يتم قمعها وتهميشها وأضعاف فكرها كون هناك العديد من النساء غير متحررات فكرياً "نعمل لدعم النساء من أجل نجاحهن".
دور ريادي في المنطقة
وأكدت أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تلعب دوراً ريادياً، ومنخرطة في مختلف المجالات "حققت المرأة إنجازات عديدة لذا من الضروري ألا تستسلم أمام هذا الاستهداف، وألا تسمح لأي محاولة بإضعافها فبإراداتها القوية بإمكانها التصدي وإكمال طريق تحررها".
ويعمل تجمع نساء زنوبيا منذ تأسيسه على التصدي للتحديات التي تتعرض لها المرأة وحمايتها "بات المجلس مرجعية ومظلة لجميع النساء في المنطقة، فمن أبرز أهداف تأسيسه مناهضة العنف وأساليبه ضد المرأة وما تتعرض له من تحديات مجتمعية، وحمايتها من أي خطر، عبر التنديد وكذلك حملات التوعوية التي تساهم في تحرر فكرها، وحماية حقوقها بالمساواة مع الرجل".
وعن الرسالة من شعار الحملة أوضحت أنه "لا يمكن بناء مجتمع منظم ومتماسك دون امرأة قوية ومنظمة فهما مترابطان، لذ من الضروري أن تنظم المرأة نفسها وتتكاتف للوصول إلى مجتمع متماسك بريادة المرأة الحرة".
ووجهت رسالة قالت فيها أنه على المرأة أن تعرف كيف يمكنها حماية نفسها وذلك عبر التنظيم وتوعية نفسها وأسرتها وتحقيق الحياة التشاركية والتي تؤسس لأسرة متماسكة، وكسر حاجز الخوف والتردد لحماية نفسها من قبل الزوج والأسرة والمجتمع، لتكون امرأة واعية فكرياً واجتماعياً وسياسياً "على كل امرأة أن تعرف حقوقها، وأن تصل بصوتها إلى جميع النساء في محيطها لتوعيتهن مما يساهم في القضاء على حالات العنف والاضطهاد".
واختتمت الإدارية بتجمع نساء زنوبيا سناء أوسو حديثها بالتأكيد "سنبقى مستمرين بالحملات التوعوية وأنشطتنا التي تهدف لزيادة وعي النساء والوصول اليهن أينما كن، والدفاع عنهن وحمايتهن من الحرب الخاصة التي تمارس ضدهن".